على الرغم من حالة العزلة التى تعيشها الفنانة فريدة فهمى ــ بمحض إرادتها الكاملة ــ فإن الفرحة التى عاشتها أثناء تكريمها والاحتفال بمرور خمسين عاما على إنشاء فرقة رضا غلبت عليها، وشجعتها للخروج عن صمتها لتفتح فى هذا الحوار الذى أجرته معها «الشروق»، مخزون أسرارها المغلق منذ اعتزالها الفن. < فترة اختفاء طويلة حكمت بها على نفسك فما السر فى ذلك؟ ــ ليست اختفاء.. فقد رقصت لمدة 25 عاما فى فرقة رضا وشعرت بعدها أنها مدة كافية فأنا أؤمن بأن الإنسان عليه أن يعتزل وهو فى قمة نجاحه، ثم جاءت فترة فضلت فيها أن أدرس وأحصل على الماجستير وقد فعلت عكس كل الناس، فالإنسان يفكر أولا فى دراسته ثم يعمل بعد ذلك، وكانت الدراسة لها متعة خاصة بالنسبة لى لأننى عملت ماجستيرا وكان عمرى وقتها 24 عاما فكنت أكثر نضوجا ووعيا. < ما أوجه الخلاف بين الرقص سابقا والآن؟ ــ بالطبع هناك اختلاف كبير بين الأمس واليوم مثلما اختلف كل شىء فى كل المجالات، فنحن الآن للأسف لسنا بحالة جيدة على وجه العموم ويعود ذلك لعدم رغبة الناس فى السير فى الطريق الصعب، فالكل يبحث عن السهل والكل يرغب فى تحقيق العائد السريع بعكس ما كنا نفعله تماما فى السابق فكنا نحب الرقص بجنون وبعشق ليس له حدود ولم نكن نبحث عن المادة بقدر ما نريد أن نجتهد لنقدم فنا يعجب الجمهور والدليل حب الناس الذى حققناه بعد تعب السنين. < لماذا لم تستغل خبرتك الطويلة فى مجال الاستعراض لاكتشاف راقصات جديدات؟ ــ ليس لى دخل فى اكتشاف المواهب الجديدة فقد تفرغت كما ذكرت للماجستير وبعد ذلك لحياتى الخاصة وبالنسبة لى أرى أننى قدمت هديه للجمهور ملفوفة «بفيونكا» وهو فنى لكى يستمتع به الناس وأعتقد أنه من الصعب أن تجد أحدا يريد أن يكافح ويتعب كما ذكرت من قبل والأصعب أن تجد «فريدة ثانية». < فى ظل اختفائك الفنى والإعلامى ألم تشعرين بالحنين لعودة الأضواء مرة أخرى؟ ــ بالفعل أشعر بالحنين للفن وعندما أخذت قرار اعتزالى كان صعبا على جدا، لأن مشاعرى وأحاسيسى كانت تطالبنى بالاستمرار وعقلى يلح على بالاعتزال لذلك كان هذا القرار الانتحارى يحتاج إلى دراسة خصوصا بعد النجاح الذى حققته مع الجمهور. < فى رأيك كيف ترى حال فرق الفنون الشعبية فى الوقت الحالى؟ ــ «حالها لا يسر عدوا ولا حبيبا» وأتمنى أن تستعيد فرق الفنون الشعبية بريقها مرة أخرى خصوصا أن الناس تحتاج إلى مثل هذه النوعية من الفنون لأنها تعبر عن تراث الوطن. < وماذا عن اهتمام الدولة بقطاع الفنون الشعبية؟ ــ فى الحقيقة لا أجد هناك أى اهتمام ملحوظ بفرق الفنون الشعبية، وأرى أن هناك توجهات للاهتمام بفنون أخرى على حساب الفن الشعبى، وهذا شىء مؤسف ومحزن لأن الفن الشعبى يعبر عن نماذج مختلفة موجودة فى بلدنا بشكل فريد لا يقوى عليه أى فن آخر، لذلك فأنا مندهشة للغاية من تجاهلنا لفنوننا الشعبية.
الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق