حلبة الصراع علي مسلسل الملكة نازلي شهدت فصلاً ساخناً بين المذيعة راوية راشد والسيناريست مصطفي محرم فكل منهما قد أكد أنه صاحب السبق في تقديم قصة جديدة لعمل درامي يدور حول سيرة الملكة الراحلة ودخلت شركات الإنتاج علي خط هذا الصراع بعد أن قرر المنتج إسماعيل كتكت تبني السيناريو الذي تقدمت به الإعلامية راوية راشد واعتماد ميزانية ضخمة لإنتاجه وعرضه في رمضان القادم بينما تقاعست شركة كنج توت لصاحبها عصام شعبان عن تنفيذ سيناريو مصطفي محرم علي الرغم من تحمسها الشديد له، ووسط هذه المنافسة يحاول كل طرف أن يخرج مسلسله إلي النور إلا أن الدلائل الأولي تشير إلي التقاط كتكت للفكرة والبدء في تنفيذها لكن سخونة دور الملكة نازلي يسبب نوعاً من الرعب للنجمات لأن الشخصية ليست سهلة ولها تاريخ سري سوف يفجر صدامات وخلافات يمكن أن تثير الرأي العام، الذي لن يتقبل بأي شكل من الأشكال أن يتم المساس بسمعة مصر عبر الحديث عن صعود وإنكسار الملكة نازلي ومساوئ تصرفاتها ويبدو أن هذه القنبلة الموقوتة هي التي جعلت يسرا تنفد بجلدهاوتعتذر علي أساس أنها مشغولة بأعمال فنية أخري ولا يمكن أن تجمع بين عملين في وقت واحد، كما اعتذرت لبلبة أيضاً عن الدور، وفهمت بقرون الاستشعار الفنية أن الدور يحمل أزمة مؤجلة ستندلع حتماً خلال عرضه وفي ذلك الوقت لا يمكن للفنانة أن تتراجع أو تعلن انسحابها بل من الأفضل أن تعتذر فهي تعرف جيداً أن المسلسل سيتعرض للمناطق الشائكة في حياة الملكة نازلي وأن شركات الإنتاج ستستغل هذا المدخل كعامل مهم في إثارة الرأي العام والجمهور لتحقيق انتشار تجاري في المقام الأول।يسرا لا تريد أن تكون طرفاً في هذه اللعبة التي يتم الدفع بها كخطة تسويق ناجحة من عام لعام، كما أنها لن تجسد دوراً يتعمد تشويه الملكة نازلي فعلي الرغم من أن ما سيتم طرحه هو جزء من الحقيقة إلا أن المرأة في نهاية الأمر هي ملكة مصر ووضعها التاريخي يوجب أن نكون متحفظين إزاء أي اصطدام بحياتها الشخصية ولهذه الأسباب فضلت يسرا أن تبحث عن عمل جديد تقترب به من الناس وليس مسلسلاً ربما ينفرهم منها ولذلك اتفقت مع مريم نعوم علي تقديم فكرة جديدة بعيداً عن السيرة الذاتية، وما لفت نظري في موقف يسرا هو أنها علي علم وخبرة كاملين بمناورات شركات الإنتاج في الترويج للمسلسلات فهي تعرف جيداً أن هذه الشركات تركز علي الأمور التي ترفع سقف التوزيع علي الفضائيات.شخصية الملكة نازلي سوف تطرح في المسلسل أنها ملكة مصر وليست مجرد امرأة عادية قد تجردت من ألقابها الرسمية بعد أن سقطت الملكية بقيام الثورة، وهذا في حد ذاته يعني أن وضعها السياسي ضمن أحداث المسلسل سيكون محسوباً علي الفترة التاريخية للبلد نفسه وأي تشويه لها سينعكس سلباً علي الخلفية التي تطرح من خلالها هذه الأحداث، ولابد أن تراعي الرقابة هذا الجانب وتضعه في الاعتبار حتي لا يتم تشويه التاريخ المصري من خلال عرض مساوئ هذه الشخصية. اختيار نادية الجندي كبطلة للعمل يشير من أقرب الأمور إلي اظهار الملكة نازلي في صورة المرأة التي تعتمد علي الاغراء والاغواء في تصرفاتها لأن هذه اللزمة المتكررة وهي القاسم المشترك في كل أفلامها وأعتقد أنها لن تتخلي عنها في هذا المسلسل لأنها وجدت السيناريو الملائم لذلك وخاصة أن راوية راشد أكدت أنها بحثت عن تفاصيل حياة الملكة نازلي تقصد علاقة الملكة بعالم الرجال وزيجاتها المتعددة وانقلاب حياتها في المنفي والظروف الغامضة لموتها.أخشي أن يتحول المسلسل من نشر غسيل الملكة وعيوبها إلي بيان سياسي يحاول أن يشكك في البناء المجتمعي الذي عاشت فيه أي خرجت منه، عندما تزيد الظاهرة عن حدها يمكن أن تنقلب إلي ضدها لأن التجرؤ علي تشويه تاريخ مصر أصبح علي عينيك يا تاجر. ونلفت الأنظار إلي تناول المناطق الشائكة سوف يصطدم بموضوعات ذات حساسية بالغة.
روز اليوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق