السبت، 16 يناير 2010

"رسائل الحكمة" يكشف خطط إسرائيل لعزل الدروز


وثيقة موقعة من 800 درزى فى الجولان وداخل إسرائيل يفوضون فيها مذيع قناة النيل للأخبار تامر حنفى بوضع باقة زهور على قبر الرئيس عبدالناصر» بهذه الطريقة حاول الدروز إثبات انتمائهم للعروبة، والدفع عن بنى عرقهم تهمة خيانة القضية الفلسطينية فى الوقت، الذى كان المذيع فيه يبحث عن وسيلة لاختراق هذا المجتمع المغلق على نفسه، والذى يغلق على أفكاره ومعتقداته وأسرار العشيرة ألف باب، ويلجأ إلى طقس «طاقية» الشيعة ليعلن عكس ما يبطن دون أن يكون عليه جرم أمام الله، وهكذا عاش الدروز بين المسلمين السنة والشيعة، والمسيحيين بمختلف طوائفهم، وتعايشوا مع اليهود فى فلسطين، وبقدر ما أتاحوا من أسرار رصد تامر فى الفيلم التسجيلى «رسائل الحكمة» حالة من التناقض بين شعب يدين بالولاء للعرب، ويحارب ضدهم فى صفوف جيش الدفاع الإسرائيلى، فى حين يعلن انتماءه للإسلام ولا يصلى تجاه قبلته، وتظل «رسائل الحكمة» هى الكتاب المقدس لديهم، والذى يتم تداوله سرا بين أبناء الطائفة، التى لا تقبل أن ينضم لها شخصا لا تجرى فى عروقه دماء درزية। بداية أشار تامر حنفى إلى المشقة التى تكبدها من اجل الوصول إلى هذه الطائفة، التى لا نعرف عنها الكثير، وقال إنه دائما يسعى إلى تناول الشرائح، التى تمثل أقليات فى المجتمع الإسرائيلى، والتى يمكن أن نقدم من خلالهم وجهة نظر مخالفة لرؤية الحكومات الإسرائيلية، وهى السلسلة التى بدأها مع فيلمه السابق «السامريين»، الذى تناول طائفة يهودية ترفض فكرة اغتصاب أرض فلسطين، وتؤكد أن دولة إسرائيل المزعومة ليس لها وجود فى التوراة. وقال: «استغرقت أكثر من عام لإعداد الفيلم، زرت خلاله الأراضى المحتلة مرتين بوصفى موفدا من قناة النيل الإخبارية، وخلال الرحلتين قمت بالتصوير فى الجولان والجليل الأعلى وشمال إسرائيل»، وأضاف: «لم أواجه الكثير من المتاعب مع السلطات الإسرائيلية، وإنما كانت المشكلة الكبرى هى الوصول إلى كسب ثقة الدروز». وكشف تامر عن جانب من الظروف التى يعيشها هذا المجتمع المغلق داخل إسرائيل، وكيف تعمل الحكومة الإسرائيلية على تخليصهم من انتمائهم للعرب، بفصلهم عن المحاكم العربية، وتخصيص محاكم خاصة لهم، وتجنيدهم فى صفوف جيش الدفاع باعتبارهم مواطنين يحملون الجنسية الإسرائيلية، إضافة إلى الاحتفال بقتلى المعارك وإقامة متحف لهم باعتبارهم شهداء لإسرائيل. وأوضح تامر أن فيلمه تكلف 80 ألف جنيه وهو من إنتاج قناة النيل الإخبارية، وأنه كتب السيناريو والإعداد والتقديم والإخراج له فى تجربة فريدة، وأنه يتحدى بهذا الفيلم أفلاما أنتجتها قنوات إخبارية أخرى وأنفقت عليها ملايين. وأضاف أنه بصدد تنفيذ فيلم جديد عن يهود اليمن وصور مشاهد منه فى صعدة وعمران، وهو العمل الذى أنجز ما يقرب من 60% منه وينتظر فرصة استكماله قريبا. وقال عن سر اتجاهه للأفلام التى تتناول اليهود أو الطوائف التى لها صلة بإسرائيل إنه بحكم دراسته للغة العبرية، وعملة فى قناة مصر الإخبارية، وجد فرصة التميز فى هذه المنطقة الشائكة أغلبها تعد مناطق مجهولة بالنسبة للمشاهد العربى.
الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق