الأحد، 10 يناير 2010

أول جراحة مصرية ناجحة لـ جنين بـ رحم أمه‏‏ لانقاذه من التشوه


السونار كشف عيوبه الخلقية
نجح فريق طبي بالإسكندرية في إجراء أول جراحة دقيقة لجنين عمره ‏28‏ أسبوعا‏ (‏‏7‏ أشهر‏)‏ وهو في رحم أمه‏ حتي لا يولد مشوه الذراع ، بعد أن كشفت الأشعة التليفزيونية "السونار" التي أجريت للأم الحامل وجود تشوه والتفاف حول ذراع الجنين‏.‏
وذكرت جريدة الاهرام بأنها التقت مع عدد من أعضاء الفريق الطبى الذى اجرى هذه العملية الدقيقة للغاية التى تجري في مصر لأول مرة والبالغ عددهم ‏15‏ طبيبا وفنيا وهيئة التمريض ، يقودهم الدكتور محمد علي يوسف‏ ، استشاري جراحة الأطفال والعيوب الخلقية وزميل كلية الجراحين الملكية بلندن‏ .
وأوضح الدكتور محمد علي يوسف‏ أن عدد الأجنة المصابة بالتشوهات والعيوب الخلقية في ازدياد‏ ، وبعد التأكد من أن الجنين مصاب بعاهة أو تشوه يلازمه بقية حياته‏ ،‏ ولإنقاذه تجري له عملية داخل رحم الأم وهو ما يطلق عليه جراحة الأجنة‏.‏
وأضاف أن هذه النوعية من الجراحات قد أجريت في بادئ الأمر علي الحيوانات بجامعة كاليفورنيا في أمريكا فى ‏1980‏ علي يد الطبيب مايكل هاريسون‏..‏ وفي ‏1981 ، أجري فريق طبي بقيادة نفس الطبيب الجراح مايكل هاريسون أول حالة أطلق عليها جراحة جنين مفتوحة بجامعة كاليفورنيا وكانت لجنين يعاني عيبا خلقيا بالمثانة والجهاز البولي‏.‏
وأوضح أن هناك نوعين من جراحة الأجنة‏:‏ الأولي جراحة الجنين المفتوحة‏ ،‏ وهي التي يقوم فيها الجراح بإخراج الجنين خارج الرحم مع تأمين عملية التنفس حتي لا يحدث اختناق للجنين ويتم إجراء الجراحة‏ ،‏ وعادة ما يلجأ الأطباء إلي هذا النوع من الجراحة في حالات وجود أورام في الجهاز التنفسي العلوي‏ ،‏ والذي يترتب عليه انسداد في مجري التنفس للجنين‏ ، أو في حالة عدم توافر الخبرة الطبية الكافية لإجراء جراحة الجنين بالمنظار‏.‏
أما النوع الثاني‏ ، فيطلق عليه جراحة مناظير الأجنة‏ ، ‏ وهو النوع الأكثر تطورا وصعوبة في الوقت نفسه‏ ، حيث يستلزم وجود تقنية عالية وخبرة ومهارة عالية للجراح عند استخدام المنظار داخل الرحم أو داخل جسم الجنين في بعض الأحيان كما في حالات وجود فتق في الحجاب الحاجز‏ ،‏ حيث يتم عن طريق المنظار زرع جسم أشبه بالبالونة لحماية رئة الجنين من الضغط عليها بواسطة الأمعاء الدقيقة والقولون التي توجد داخل تجويف الصدر‏.
وقال إنه تجري في الولايات المتحدة الأمريكية نحو‏60‏ عملية جراحية سنويا للأجنة‏ ،‏ وهي في العادة عمليات تتسم بالخطورة نظرا لأن الجنين غير مكتمل النمو‏ ،‏ فضلا عن الأخطار المحيطة بالجنين في أثناء إجراء الجراحة‏.‏
واشار الى ان الجنين الذي أجريت له العملية التى استغرقت ثلاث ساعات يعاني مرضا وراثيا‏.‏ وتم اكتشاف العيب الخلقي للجنين بواسطة استشاري أمراض النساء والتوليد عند توقيعه الكشف علي الأم وكانت في الشهر الرابع من الحمل‏ ، حيث تبين من خلال الأشعة التليفزيونية وجود جسم غريب ملتف حول ذراع الجنين أحدث به نتوءات بالذراع فقام علي الفور بتحويل الحالة إلي استشاري الأشعة التشخيصية الذي أجري أشعة رباعية الأبعاد‏ ، أوضحت وجود رباط ملتف حول ذراع الجنين ويهدده بإعاقة فور ولادته أو قد يولد بدون ذراع‏..‏
وأضاف " لم يكن هناك سبيل سوي عرض الأم الحامل علي أحد جراحي الأطفال‏.‏ واتخذنا قرار إجراء جراحة عاجلة للجنين وهو داخل الرحم لإزالة هذا الرباط‏ ، وكانت أول عقبة تعترضنا هي إقناع الأم الحامل‏ ، فصارحناها وأزلنا مخاوفها‏ ،‏ وبعد ذلك بدأنا توفير الأجهزة الطبية التي تتميز بتقنية عالية للغاية‏ لاجراء العملية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق