مخرج من طراز خاص تمتد جذوره في أعماق القارة السمراء وترفرف
افكاره في السماء ينشد علينا ابياتا شعرية من خلال كاميرته انه عبد الرحمن ولد محمد
يحيي الشهير بسيساكو
المخرج العالمى - سيساكو
> اتجهت في معظم أفلامك الي المزج بين الخيال والتوثيق... فهل يمكن تصنيفك كمخرج وثائقي يهتم بالتركيز علي الطبقات المهمشة والفقيرة؟
اطلاقا, فأنا أفضل الفيلم الجيد بشكل عام سواء كان تسجيليا أو روائيا واركز علي مكونات العمل وتفاصيله مهما كانت صغيرة.
> هل هناك خلطة سرية تستخدمها في المزج المحكم بين الواقع والخيال؟
لن تصبح سرية لو أعلنتها أنا ابدء بالواقع فأحدق عدسة عيني زووم ان علي شخصية ما وأركز عليها ثم اترك العنان للخيال حتي ينطلق هنا وهناك لاقتناص النهايات بلا اي قيود فالارتجال قمة الابداع ولا ينبغي الفصل بين الواقع المعاش والواقع الروائي.
> ما هي المعوقات التي تعرقل طريق النهضة أمام السينما الإفريقية؟
قلة الصناعة وندرة الانتاج اهم المعوقات فكثرة الاعمال وان لم تكن جميعها متألقة او ناجحة كما ينبغي الا انها تولد العديد من الخبرات والزخم يسدل الستار عن العديد من المواهب اما حالة الركود تودي بنا الي استيراد خبرات من الخارج والاستعانة بفريق عمل من امريكا او اوروبا وهذا مكلف جدا طبعا بالاضافة الي ان قلة الوعي الثقافي والسياسي تؤثر سلبا علي مستقبل السينما الافريقية.
> لماذا لا تصل الأفلام الإفريقية الي العالمية؟
السينما لابد ان تنمو وتتربي علي ارض بلدها اولا وبين حدودها ثم تتطور لتخرج الي العالمية, فليس المطلوب منا أن نصنع أفلاما للتصدير لكن علينا ان نصنع أعمالا محلية بمواصفات عالمية.
> هل تمثل السلطة والرقابة قيودا علي صناعة السينما؟
ليس بشكل مطلق فالعديد من الدول الديمقراطية الكبري مثل أمريكا وفرنسا تفرض رقابة علي السينما فالمشكلة ليست في وجود رقابة ام لا ولكن علي ماذا وبأي قدر هذا هو الاهم الرقابة علي المشاهد الاخلاقية والقيمية مطلوبة بلا ادني شك.
> فيلم في انتظار السعادة من أهم اعمالك وحصد العديد من الجوائز فهل حقا يمثل السيرة الذاتية لشخصك ويحكي قصة حياتك؟
نعم, هناك اجزاء كبيرة حقيقية وتمثل مراحل الطفولة والمراهقة في حياتي فلابد من تصوير الواقع انما نهايات الفيلم سجلها الخيال كما أتصورها.
> بصفتك عضو لجنة تحكيم مهرجان الأقصر الإفريقي الأول.. ما هو تقييمك للمهرجان بشكل عام؟
صعب جدا تقييم مهرجان في عامه الاول ومن الظلم ان نقارنه بمهرجانات أخري في الدورة العشرين او الثلاثين, فالمهرجان الاول دائما صعب من ناحية الاعداد والتجهيز مثل الطفل البكري ودائما ما يكون مصحوبا بأخطاء لابد تداركها في الدورات القادمة لكن فكرة المهرجان في حد ذاتها رائعة حيث تربط أواصر أفريقيا وتذيب الحواجز المفتعلة بين مصر وباقي الدول الافريقية.
> ما هي السلبيات او الاخطاء التي تتمني الا تراها في الدورة المقبلة لمهرجان الاقصر؟
اولا لابد من الاختيار الجيد والدقيق للافلام المتقدمة للمسابقة بشرط ان يبني هذا الاختيار علي ارضاء الذوق العام للجمهور, ثانيا الاهتمام بعرض أفلام للاطفال بالاضافة الي توزيع الافلام علي دور عرض متنوعة تصل الي المشاهدين في كل مكان حتي تحظي بشعبية وبنسب مشاهدة عالية. والاهم من هذا وذاك انني أتوجه باللوم علي الاعلام المصري بوسائله المختلفة الذي يركز كل نشاطاته في التغطيات علي النجوم والفنانين المصريين دون الافارقة وهذا مهرجان افريقي في المقام الأول ولقد دعيت سابقا للعديد من المهرجانات المصرية ولم أحضر سوي لهذا المهرجان الذي يعيد مصر الي هويتها الافريقية وان لم يساعد الاعلام علي هذا فلا قيمة للمهرجان.
> أخيرا كيف رأيت مدينة الأقصر؟
هذه أول زيارة لمصر وكم انتابتني سعادة حينما قفزت من مطار القاهرة الي الاقصر فهذه المدينة الساحرة أثرت في بشكل كبير, ولا تكمن روعتها في آثارها الفرعونية او نيلها فحسب انما الاكتشاف الحقيقي بالنسبة لي يتمثل في أهلها فلهم طبيعة انسانية جديرة بالملاحظة والتدقيق وأعترف أن تلك الطبيعة ألهمتني بالعديد من الافكار التي تدفعني بقوة لاستوحي منها عملا مستقبليا جديدا.
المصدر : الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق