نقرأ من حين إلى آخر تصريحات لبعض الإسلاميين والمتأسلمين فيما يتعلق بموقفهم من الفن والفنون، ومطالبة بعضهم بضرورة مراقبة الأعمال الدرامية فى شهر رمضان الكريم وتنافس بعضهم فى إطلاق التصريحات الساخنة، كل على حسب مزاجه، حيث دخل القطب الإسلامى عصام العريان فى مزاد التصريحات، مؤكدا أنه يجب مراقبة الدراما الرمضانية وعرض المناسب منها فقط وتهذيب الأعمال الاجتماعية التى ستعرض، أما نادر بكار المتحدث الرسمى لحزب النور فهو والحمد لله يبدو كارها للفن والفنانين ونعرف ذلك من خلال آرائه التى يبثها على شاشات الفضائيات التى يطل عليها يوميا تقريبا، حيث يبدو أن جدوله من بعد الثورة بات مزدحما بالتواجد الفضائى.
تلك التصريحات التى نقرأ ونشاهد بعضها على فترات تجعلنا نطرح تساؤلا عن سر الاهتمام الزائد على الحد من «المتأسلمين» بالفن، وهل ذلك يرجع لأهمية الفن والدور الذى يقوم به فى كل المجتمعات، هل فعلا يدركون ذلك؟ هل لذلك يعملون على تكسير كل نوافذ النور فى حياتنا، كيف نفسر هذا الاهتمام الزائد على الحد من جانبهم فى ظل زيادة الأزمات الحياتية الطاحنة، وأزمة تأسيسية الدستور، ومحاولاتهم المستميتة «للتكويش» على جميع السلطات، وتراجعهم عن كل وعودهم التى قطعوها على أنفسهم وعلى الشعب الذى من المفترض أنهم يمثلونه، كل تلك الأزمات وهم لا يتوقفون عن إطلاق التصريحات ضد الفن والفنانين، أو رفع القضايا لمحاسبة بعض الفنانين بأثر رجعى مثلما يحدث مع الفنان الكبير عادل إمام وغيره من المبدعين.
والغريبة أن صاحب الدعوى التى انطلقت من مجلس الشعب لمراقبة المسلسلات فى رمضان هو واحد من النواب المعينين، والذى يبدو أنه انضم إلى ركب المزايدين، الذين يرغبون فى تملق التيار الإسلامى مادام هو المسيطر، وبما أن سيادة النائب واسمه ياسر القاضى يدرك تماما أن مجلس الشعب لا يملك أى سلطة على الفضائيات الخاصة، لذلك وجه سهامه مباشرة إلى التليفزيون الرسمى للدولة، وطالب وزير الإعلام اللواء أحمد أنيس بأن يعرض على أعضاء مجلس الشعب قائمة المسلسلات التى ستعرض على شاشات التليفزيون الحكومى، ليس ذلك فقط، بل ذهب سيادة النائب بخياله الفذ إلى أن اقترح أن يقوم الفنان عمرو دياب بتقديم مسلسل رمضانى، بشرط أن يظهر عمرو فى مشاهد وهو يؤدى الصلوات، لكى يتخذه الشباب قدوة!
«أى والله» هذا الكلام ليس ادعاء على النائب الجليل، ولكنه كلامه، وبالطبع كان يتوقع النائب أن يهلل له باقى الأعضاء مرددين ينصر (...) يا أستاذ، وللأسف كل هذا الصخب والارتباك يحدث تحت قبة البرلمان، رغم أنه مازالت هناك طوابير للخبز وأناس يتقاتلون من أجل رغيف العيش وأنابيب بوتاجاز تباع فى السوق السوداء وبنزين أيضا ونقص أدوية، وقمامة تملأ شوارع القاهرة، المدينة التى أصبحت مهددة بالأوبئة، كل هذا وبعض أعضاء مجلس الشعب يصرون على حشر أنفهم فى الفن وتكتيفه، وهو أمر يثير السخرية، والحزن فى آن واحد، خصوصا فى ظل عدم تحقيق أى من مطالب الثورة «عيش، حرية، عدالة اجتماعية».
والمفارقة المدهشة أن ما يردده بعض الإسلاميين ومن يتملقونهم تجد لها صدى عند البعض، لذلك ليس من المستبعد أن تجد داخل التليفزيون المصرى من ينفذ لهم ما يطلبون خوفا من سطوتهم، والخوف كل الخوف على التراث المصرى، الذى بات يتعرض للتشويه، خصوصا أنّ البعض بدأ يلاحظ أن معظم المسرحيات والأفلام الشهيرة تعرض بعد حذف دقائق عديدة من الشريط الأصلى، ليس فقط على تليفزيون مصر، بل على القنوات المملوكة لرجال أعمال خليجيين أيضاً، دون أن يفكر أحد فى مكانة مصر التاريخية والحضارية، ويبدو أن هناك إصرارا على عودة مصر للخلف.نقرأ من حين إلى آخر تصريحات لبعض الإسلاميين والمتأسلمين فيما يتعلق بموقفهم من الفن والفنون، ومطالبة بعضهم بضرورة مراقبة الأعمال الدرامية فى شهر رمضان الكريم وتنافس بعضهم فى إطلاق التصريحات الساخنة، كل على حسب مزاجه، حيث دخل القطب الإسلامى عصام العريان فى مزاد التصريحات، مؤكدا أنه يجب مراقبة الدراما الرمضانية وعرض المناسب منها فقط وتهذيب الأعمال الاجتماعية التى ستعرض، أما نادر بكار المتحدث الرسمى لحزب النور فهو والحمد لله يبدو كارها للفن والفنانين ونعرف ذلك من خلال آرائه التى يبثها على شاشات الفضائيات التى يطل عليها يوميا تقريبا، حيث يبدو أن جدوله من بعد الثورة بات مزدحما بالتواجد الفضائى.
تلك التصريحات التى نقرأ ونشاهد بعضها على فترات تجعلنا نطرح تساؤلا عن سر الاهتمام الزائد على الحد من «المتأسلمين» بالفن، وهل ذلك يرجع لأهمية الفن والدور الذى يقوم به فى كل المجتمعات، هل فعلا يدركون ذلك؟ هل لذلك يعملون على تكسير كل نوافذ النور فى حياتنا، كيف نفسر هذا الاهتمام الزائد على الحد من جانبهم فى ظل زيادة الأزمات الحياتية الطاحنة، وأزمة تأسيسية الدستور، ومحاولاتهم المستميتة «للتكويش» على جميع السلطات، وتراجعهم عن كل وعودهم التى قطعوها على أنفسهم وعلى الشعب الذى من المفترض أنهم يمثلونه، كل تلك الأزمات وهم لا يتوقفون عن إطلاق التصريحات ضد الفن والفنانين، أو رفع القضايا لمحاسبة بعض الفنانين بأثر رجعى مثلما يحدث مع الفنان الكبير عادل إمام وغيره من المبدعين.
والغريبة أن صاحب الدعوى التى انطلقت من مجلس الشعب لمراقبة المسلسلات فى رمضان هو واحد من النواب المعينين، والذى يبدو أنه انضم إلى ركب المزايدين، الذين يرغبون فى تملق التيار الإسلامى مادام هو المسيطر، وبما أن سيادة النائب واسمه ياسر القاضى يدرك تماما أن مجلس الشعب لا يملك أى سلطة على الفضائيات الخاصة، لذلك وجه سهامه مباشرة إلى التليفزيون الرسمى للدولة، وطالب وزير الإعلام اللواء أحمد أنيس بأن يعرض على أعضاء مجلس الشعب قائمة المسلسلات التى ستعرض على شاشات التليفزيون الحكومى، ليس ذلك فقط، بل ذهب سيادة النائب بخياله الفذ إلى أن اقترح أن يقوم الفنان عمرو دياب بتقديم مسلسل رمضانى، بشرط أن يظهر عمرو فى مشاهد وهو يؤدى الصلوات، لكى يتخذه الشباب قدوة!
«أى والله» هذا الكلام ليس ادعاء على النائب الجليل، ولكنه كلامه، وبالطبع كان يتوقع النائب أن يهلل له باقى الأعضاء مرددين ينصر (...) يا أستاذ، وللأسف كل هذا الصخب والارتباك يحدث تحت قبة البرلمان، رغم أنه مازالت هناك طوابير للخبز وأناس يتقاتلون من أجل رغيف العيش وأنابيب بوتاجاز تباع فى السوق السوداء وبنزين أيضا ونقص أدوية، وقمامة تملأ شوارع القاهرة، المدينة التى أصبحت مهددة بالأوبئة، كل هذا وبعض أعضاء مجلس الشعب يصرون على حشر أنفهم فى الفن وتكتيفه، وهو أمر يثير السخرية، والحزن فى آن واحد، خصوصا فى ظل عدم تحقيق أى من مطالب الثورة «عيش، حرية، عدالة اجتماعية».
والمفارقة المدهشة أن ما يردده بعض الإسلاميين ومن يتملقونهم تجد لها صدى عند البعض، لذلك ليس من المستبعد أن تجد داخل التليفزيون المصرى من ينفذ لهم ما يطلبون خوفا من سطوتهم، والخوف كل الخوف على التراث المصرى، الذى بات يتعرض للتشويه، خصوصا أنّ البعض بدأ يلاحظ أن معظم المسرحيات والأفلام الشهيرة تعرض بعد حذف دقائق عديدة من الشريط الأصلى، ليس فقط على تليفزيون مصر، بل على القنوات المملوكة لرجال أعمال خليجيين أيضاً، دون أن يفكر أحد فى مكانة مصر التاريخية والحضارية، ويبدو أن هناك إصرارا على عودة مصر للخلف
المصدر اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق