السبت، 14 أبريل 2012

خدعوك فقالوا‏ ..‏ للفن دور مهم‏!‏


قلق المبدعين يتزايد بعد الاعتداءات من سلفيي مصر وتونس علي الفنانين
مابين مشهد هجوم عدد من السلفيين علي مسرحيين تونسيين‏,‏ وتكسير معداتهم وأدواتهم أثناء الاحتفال باليوم العالمي للمسرح‏,‏ مؤخرا وتظاهر المسرحيون والمثقفون التونسيون ضد ما حدث‏.

بشير الديك
ومشهد هجوم السلفيين واشتباكهم مع هيئة الدفاع عن النجم عادل إمام بمحكمة6 أكتوبر بالهرم والتي تأجل الحكم فيها وهي القضية المرفوعة ضده من قبلهم حيث اتهموه بازدراء الأديان, تساؤلات كثيرة أصبح من الضروري طرحها تتعلق بمستقبل الفن, والطريقة التي قد يتعامل بها الإسلاميون المتشددون مع الفن والثقافة وذلك علي الرغم من التأكيد الدائم لبعض كوادرهم ومتحدثين باسمهم علي أهمية الفن واحترامهم له ولدوره في النهوض بالمجتمع وذلك كما جاء مثلا في البرنامج الخاص للشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل المرشح للرئاسة والذي عندما قال أن صناعة السينما يجب أن تنمو وتستمر.
الكثير من المبدعين المصريين ذهبوا الي أن ما حدث في تونس مرشح بقوة للتكرار في مصر, ويبدو أن التجمع السلفي الذي شهدته جلسة محاكمة الزعيم هو خير دليل علي أن القادم قد يكون أسوأ في الفترة المقبلة إذ لم ينتفض المبدعون ضد تلك الظواهر, ويطالبوا أيضا بوجودهم في اللجنة التأسيسية للدستور, خصوصا في ظل الصعود الديني في المنطقة العربية, وإذا أصرت هذه النماذج الإسلامية المتشددة علي الوقوف في وجه الإبداع, والذين باتوا يصفونه بأنه رجس من عمل الشيطان.
الكاتب والمبدع بشير الديك يرجع هذا المد الإسلامي إلي الإدارة الفاشلة منذ الحرب العالمية الثانية والتي لم تستطع أن تصنع نهضة حقيقية في المنطقة إلا في فترة عبد الناصر ولكنها سرعان ما انتكست تلك النهضة علي يد السادات.
وشدد الديك علي أن المنطقة العربية لن تتطور إلا بتطور رؤيتنا للإسلام, وللأسف ما يحدث يعيد للأذهان ما كانت تقوم به الجماعات الإسلامية في السبعينيات, والثمانينيات حيث كانوا يفضون التظاهرات والأنشطة الفنية بالقوة ووصل بهم إلي منع إقامتها في بعض الجامعات المصرية.
وأكد المبدع داود عبدالسيد أن ما نشهده حاليا لا يبشر بالخير فهؤلاء المتأسلمين
من بينهم تيارات شديدة التخلف, يقفون بكل قوة ضد الإبداع, وكلمة الإبداع تعني يعني ببساطة إننا نعمل شيئا مختلف وجديد وهم ضد الجديد والمختلف, ومن هذا المنطلق فان حرية الإبداع وحرية الفكر والرأي ستعاني, وأضاف داود أن ما يحدث الآن يحمل خطورة
أكثر مما كنا نشهده في السبعينات والثمانينات, وأسوأ بكثير لأن وقتها كان النظام السياسي هو الذي يستخدمهم, ولكن حاليا أصبحوا هم أصحاب اليد العليا والمتحكمون في الحكومة والبرلمان, ولا أعرف اذا كانت قياداتهم تحمل قدرا من التعقل الحقيقي, أم أن ما يقومون به الان لا يخرج عن كونه حملات علاقات عامة..ولذلك لا أستطيع الرهان عليهم.
وشدد عبد السيد علي ضرورة تشكيل جبهة واسعة للحريات الشخصية والإبداعية تضم المستنيرين من كل التيارات بما فيها التيارات الإسلامية, وعلي هؤلاء المستنيرين أن يشكلوا مظلة حماية حقيقة, لان ما يحدث لا يبشر بالخير ويقول أن القادم أسوأ.




المصدر الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق