الاثنين، 3 أكتوبر 2011

اللواء فتحي عبد الله قائد معركة رأس العش‏ :جمال عبد الناصر أمرنا بمنع تقدم العدو إلا علي جثثنا


اللواء/فتحي عبدالله قائد معركة رأس العش


لم تمر عشرون يوما علي هزيمة يونية‏1967إلا استعاد المقاتل المصري ثقته وقدرته علي استرداد أرضه في رأس العش تلك المعركة التي تابعها الرئيس جمال عبد الناصر طوال الليل من خلال اتصال مباشر مع قائد الكتيبة43 .
اللواء/فتحي عبدالله قائد معركة رأس العش
ليبلغ أفراد الفصيلة المصرية في شرق القناة بمنع تقدم العدو نحو مدينة بورفؤاد إلا علي جثثهم.وفي السابعة صباحا وبعد دحر العدو أصدر الرئيس قرارا بترقية قائد الفصيلة وجنوده إلي رتبة أعلي استثنائيا..ماذا حدث وكيف سارت المعركة؟ هذا ما يسرده لنا في هذا الحوار اللواء فتحي عبد الله قائد معركة رأس العش:> دور قوات الصاعقة قبل الحرب.>> كلفت قوات الصاعقة بمهام صعبة في العمليات القتالية وكنا نعبر القناة خلال حرب الاستنزاف وننفذ عمليات إغارة علي مواقع العدو والدوريات الراكبة التي تسير علي ضفة القناة وأيضا تم إبرارها بواسطة طائرات هليكوبتر خلف خطوط العدو وعلي محاور تقدم العدو وكذلك احتياطياته المدرعة المتقدمة نحو خط بارليف لنجدة القوات الإسرائيلية المحاصرة بواسطة قواتنا بكامل أفرعها الرئيسية.> ماذا حدث في معركة رأس العش؟>> كنت قائدا برتبة ملازم للفصيلة التي خاضت معركة رأس العش والتي كانت بعد20 يوما من نكسة5 يونيو1967 وهي في تصوري بداية حرب الاستنزاف ضد قوات العدو.والمعركة الأولي لقواتنا في شرق القناة بعد احتلال سيناء بـ20 يوما بمعني أن وقف إطلاق النار كان يو م9 يونيو ومعركة رأس العش يوم30 يونيو67 لنعبر القناة إلي الضفة الشرقية بفصيلة صاعقة قوامها30 فردا بالأسلحة الخفيفة والبنادق الآلية والرشاشات الخفيفة والقاذف آر بي جي7 الذي كان أول استخدام له في معركة رأس العش.> وماذا كانت المهمة المكلفة بها الفصيلة؟>> تم تكليف قائد الكتيبة43 صاعقة بقيادة الرائد سيد الشرقاوي بدفع فصيلة صاعقة من كتيبة لتعبر إلي الضفة الشرقية للقناة لمواجهة العدو الإسرائيلي الذي يتقدم ناحية منطقة القنطرة شرق وصولا إلي منطقة الكاب ثم منطقة التينة وكانت الأوامر العبور بكامل الأسلحة والمعدات وكان العبور الأول للقوات المصرية لتواجه قوة العدو المتقدم والتي كانت عبارة عن فصيلة دبابات علاوة علي عربات نصف جنزير محملة بهاون120 مم بالإضافة إلي سرية مشاة محمولة علي مجنزرات حيث كانت المناطق من القنطرة شرق حتي مدينة بورفؤاد وكلها شرق القناة لم تسيطر عليها القوات الإسرائيلية التي كانت تقوم بعمليات استطلاع خفيفة للتأكد من عدم وجود قوات مصرية في شرق القناة.لذلك كانت الأوامر باحتلال موقع دفاعي في منطقة رأس العش لصد قوات العدو المتقدمة نحو احتلال مدينة بورفؤاد.أوامر جمال عبد الناصرفي الساعة7.30 مساء يوم30 يونيو67 بدأ الاشتباك مع العدو واستمر القتال حتي فجر يوم 1/7/67وتم تدمير2 دبابة للعدو وعدد من العربات المجنزرة بالإضافة إلي العديد من أفراد العدو.وظل الرئيس جمال عبد الناصر يتابع المعركة طوال الليل من محطة إرشاد السفن بمنطقة رأس العش الموجود فيها قائد الكتيبة والموجود غرب القناة الرائد سيد الشرقاوي.وأصدر الرئيس جمال عبد الناصر تعليماته وأوامره له علي أن يقوم بإبلاغها لي باعتباري قائد الفصيلة والمشتبك مع قو ات العدو والتي كانت كالتالي: لا يسمح لقوات العدو بأن تتقدم لتحتل مدينة بورفؤاد إلا علي جثثكم بمعني قتال حتي الموت.وقام قائد الكتيبة بإبلاغي بتكليفات الرئيس وقمت خلال هدير المعركة بإبلاغ أفراد الفصيلة بتعليمات الرئيس جمال عبد الناصر فزادوا شراسة في القتال وإصرارا علي منع العدو من التقدم والذي تحقق واضطر العدو للتقهقر للخلف لجمع خسائره واستمرت منطقة رأس العش تحت السيطرة المصرية حتي العبور في73وهي النقطة القوية لقواتنا شرق القناة طوال حرب الاستنزاف.وفي الساعة السابعة صباحا ومن خلال إذاعة البرنامج العام وفي نشرة الأخبار أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قرارا بترقية ضباط صف وجنود الفصيلة التي شاركت في معركة رأس العش ترقية استثنائية إلي الرتبة الأعلي.وفي هذه المعركة اكتشفت أن أسطورة الجندي الإسرائيلي وجيش الدفاع الذي لا يقهر وهم كبير صنعته الدعاية الصهيونية لإحباط معنوياتنا من يومها تدربنا علي الاشتباك وقتال العدو.. وكيف أن فصيلة صاعقة بتسليحها الخفيف استطاعت أن توقف قوات العدو الكبيرة.وقام الرئيس جمال عبد الناصر بذكائه في هذه المعركة بإرسال مجموعة من التوجيه المعنوي إلي موقع المعركة بشرق القناة لتصوير القوات التي شاركت في المعركة وأصدرت إدارة التوجيه المعنوي كتيبا بعنوان إسرائيل بدون أمريكا في رأس العش وتم تصويرنا وتم توزيع الكتيب علي أفرع القوات المسلحة بهدف رفع معنويات القوات المسلحة واستعادة الثقة بالنفس التي خسرنا فيها الشهيد ملازم جابر الجزار الذي وصل إلينا في دعم من قيادة الكتيبة ليبلغ عدد شهدائنا في هذه المعركة7 شهداء.



المصدر : الاهرام




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق