الخميس، 30 ديسمبر 2010
تعديل وزاري في تونس بعد احتجاجات عنيفة ضد البطالة
بن علي وعد بخلق فرص عمل جديدة في البلاد
عين الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وزيرا جديدا للشباب في تعديل وزاري محدود لم يشمل الوزارات الرئيسية، بعد أن شهدت البلاد احتجاجات عنيفة للشبان العاطلين.
وقالت وكالة أنباء تونس إنه بالإضافة إلى وزارة الشباب والرياضة عين بن علي وزراء جدد للتجارة والحرف اليدوية والاتصالات والشئون الدينية.
كان الرئيس التونسي قد حذر من أن الاحتجاجات العنيفة ضد البطالة، والتي شهدتها تونس مؤخرا، تُعتبر غير مقبولة وتضر بصورة البلاد.
وفي خطاب متلفز ألقاه الثلاثاء، قال بن علي "إن مثيري أعمال الشغب سوف يُعاقبون بشدة"، لكنه وعد في الوقت نفسه باتخاذ المزيد من الإجراءات الحكومية لتدعيم خلق فرص عمل جديدة في البلاد.
جاءت تصريحات الرئيس التونسي بعد يوم واحد من مشاركة حوالي 400 نقابي في حشد جرى تنظيمه في العاصمة تونس وعبَّروا فيه عن تضامنهم مع منطقة سيدي بوزيد التي شهدت خلال الأيام العشرة الماضية احتجاجات على تفشي البطالة بشكل واسع.
وتعتبر المظاهرات أمرا نادر الحدوث في تونس التي يحكمها بن علي منذ 23 عاما، حيث نُظم هذا التجمع بدعوة من نقابات تونسية شملت التعليم الثانوي والأساسي والبريد وأطباء الصحة العمومية. وتم في ساحة محمد علي أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل وسط حضور أمني مكثف.
واستغرق الاعتصام حوالي ساعتين ألقى خلاله نقابيون كلمات دعوا فيها الأمن إلى إنهاء التعاطي الأمني مع المسيرات وإطلاق سراح كل المعتقلين الذين ألقي القبض عليهم في الاحتجاجات الأخيرة.
واستخدمت قوات الشرطة العصي لتفريق المشاركين في التجمع ومنعهم من تنظيم مسيرة والوصول إلى الشارع الرئيسي بالعاصمة.
واندلعت الاحتجاجات في سيدي بوزيد بعد أن أقدم شاب على إحراق نفسه بسبب البطالة، وأصيب عدد من المحتجين، بينما سجلت حالات إغماء في صفوف آخرين.
ورشق المحتجون الشرطة بالحجارة والقوارير، وردت قوات الأمن بضربهم بالهراوات. كما أغلقت الممرات المؤدية إلى منطقة الاعتصام كي لا ينضم المزيد من المواطنين إليه.
وكان ذلك هو ثاني تحرك يقوم به النقابيون الذين شاركوا يوم السبت الماضي مع حقوقيين وطلبة في تظاهرة بالعاصمة تونس للأسباب نفسها، حيث جاب خلالها المتظاهرون شارع المنجي سليم المحاذي لمقر الاتحاد العام للشغل.
وفي سيدي بوزيد، الواقعة على بعد 265 كيلومترا من العاصمة تونس وسط غرب البلاد، شارك نحو 200 شخص يوم الاثنين في اعتصام أمام مقر الأمن الوطني للمطالبة بإطلاق سراح موقوفين.
واندلعت موجة من الاحتجاجات في سيدي بوزيد منذ عشرة أيام بعد أن أقدم شاب تونسي على إحراق نفسه بسبب معاناته من البطالة الدائمة، رغم أنه خريج دراسات عليا.
واستمرت الاشتباكات لتتوسع إلى مدن مجاورة مثل المكناسي وبوزيان والرقاب والمزونة بعد أن أقدم شاب ثان على الانتحار أيضا بتسلق عمود كهربائي يمر فيها تيار كهربائي ذو قوة عالية، وذلك احتجاجا على البطالة أيضا.
وأخذت الاحداث منعطفا خطيرا يوم الجمعة الماضي عندما قُتل شاب في مدينة بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد برصاص الشرطة أثناء مواجهات عنيفة بين محتجين وقوات للشرطة كانت تحاول منع الشبان من السيطرة على مركز حكومي.
وقللت تونس الأسبوع الماضي من شأن اشتباكات سيدي بوزيد واتهمت خصومها السياسيين باستغلال الحادث لأغراض سياسية ولإثارة القلاقل في البلاد.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق