السبت، 1 يناير 2011

الجامعة الخاصة .. اللغات والفلوس أهم من المجموع


فى الثلاثينيات كان الكل يتجه لمدرسة الحقوق العليا، فى الخمسينات انتقل الزخم إلى الطب والهندسة، حتى منتصف التسعينيات عندما انتقل الطلب إلى كليات الصيدلة. الآن، المهم هو اللغة التى تدرس بها ومصاريف الدراسة.التعليم الخاص كان قد بدأ ظهوره فى 1994 كمعاهد وأكاديميات، وكانت الدراسة به تقليدية فى تخصصاتها (هندسة وعلوم إدارية)، رغم اتباع بعض المعاهد للوائح جامعات أجنبية من باب التميز عن الجامعات الحكومية، ثم ظهرت أول جامعة خاصة فى 1996، وحتى عام 2000 حاولت تلك الجامعات إدراج التخصصات الطبية بها، وهو ما حدث بعد جدل كبير بسبب عدم امتلاكها لمستشفيات جامعية مؤهلة.حدث التطور التالى فى 1999، وكأن الجامعات الحكومية هى التى توجه شقيقتها الخاصة للتخصصات الأربح، فقد افتتحت جامعة عين شمس كلية جديدة للحاسبات والمعلومات، وتكررت قصة الصيدلة فى ارتفاع المجاميع ثم زيادة الطلب وتسابق التعليم الخاص على التخصص الجديد، منذ هذا الوقت ولعدة سنوات قادمة كان هذا هو التخصص المفضل.كانت الجامعات الخاصة تعتمد على اجتذاب الطالب الذى لا يكفى مجموعه لدخول الجامعات الحكومية، رغم أنها قدمت خدمة أفضل (فى التخصصات النظرية على الأقل)، أيضا استقطبت الطلبة العرب الذين تغالى الجامعات الحكومية فى مصاريف دراستهم.اقتحمت المؤسسات الصحفية مجال التعليم، وتأسست أكاديمية أخبار اليوم فى عام 1999، وقدمت عرضا لا يمكن رفضه بدراسة فنون الإعلام والصحافة، مع فرصة التعيين بمؤسسة أخبار اليوم. مقارنة مع التسعينيات، اصطبغت الجامعات الخاصة الجديدة بصفات دولية، وظهرت جامعات ألمانية وبريطانية وكندية وروسية وفرنسية، واستخدمت لغة الدولة التى تنتسب لها. حاليا هناك 16 جامعة خاصة وأهلية، مقارنة بأربع فقط فى بداية الألفية، وظهرت جامعات خاصة إقليمية فى سيناء والإسكندرية وبنى سويف.ومع اشتداد المنافسة انخفضت درجات القبول ومصاريف الدراسة، مما أعاد التخصصات النظرية إلى قمة الموضة فى التخصصات، خاصة العلوم الإدارية، فالدراسة النظرية أرخص وأسهل وتناسب المستوى العلمى للطلبة الذين تكالبوا على القسم الأدبى فى الثانوية العامة أكثر من قبل، واستجابة للمنافسة التجارية، سعت الجامعات الحكومية لوجود أنظمة متميزة للتعليم بها، مثل نظام الساعات المعتمدة وغيره، ولأول مرة يوجد أكثر من نظام تعليم فى ذات الجامعة، الفارق الأساسى بينهم فى التسعير.

الشروق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق