السبت، 1 يناير 2011

مؤلف "رقصة شرقية" : الأدب قوة ناعمة


الكاتب المصري خالد البري


غلاف الرواية
فى الصورة جانب من المناقشة
احتفت دار "العين" مساء أمس بوصول رواية خالد البري "رقصة شرقية" للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، والتي رأى الحاضرون أنها لم تلق ما تستحق من إهتمام نقدي .
وعلّق البري المقيم في لندن بأن النقد جزء لا يتجزأ من العملية الإبداعية، مثل الكاتب والجمهور، مشيراً إلى انه "محظوظ" لأنه يعيش في بلد به عملية نقدية مستمرة، ففي الجريدة اليومية بلندن مراجعة بسيطة للكتب، وفي الجريدة الإسبوعية هناك ملحق للقارئ الأكثر تخصصا، كما أن هناك مجلات معنية بتحليل الروايات.
إلا أن هذا برأيه لا يغني أن نهتم بالحركة النقدية في مصر وأن يبتعد النقاد عن الكلام العام والمجاملات في النقد، حتى يستطيع الكاتب أن يطور نفسه ويتعرف بشكل أكثر فاعلية على مواطن القوة والضعف في كتاباته، مثلما حدث مع الروائي الكبير نجيب محفوظ، الذي قدمه سيد قطب، واستمر النقاد برعايته ولفت انظار القراء له.
وأوضح صاحب "نيجاتيف" أن التجاهل من قبل النقاد لاحدى الأعمال هو شكل من أشكال الاستعلاء الكاذب وعادة ما يلجأ لها النقاد الضعاف الذين لا يدركون بشكل واضح فائدة الأدب كقوة ناعمة مستغلة للتأثير والتغيير حول العالم . وإذا ارتضينا أن نصبح فاشلين عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، علينا ألا نضحي بالأدب أيضا.
دول أمريكا اللاتينية، يواصل البري، وأوضاعها أحيانا أشد سوء منا، تفرز أدبا متميزا ويصبح كتابها مدعاة للفخر .
جانب من المناقشة
وأضاف : رغم أن كتابي "الدنيا أجمل من الجنة" كتب عنه في الصحافة البريطانية لأنه يتكلم عن قضية تحظى باهتمام غربي – بطلها عضو بجماعة إسلامية متشددة - إلا أن ذلك لا يحدث عادة مع الأدب العربي الوافد مع الغرب، ويكون التركيز أكبر على كتاب البلد الأصليين، وبالتالي فإن الكاتب العربي ينتظر إهتمام النقاد العرب بما يقول حتى يحدث لها صدى في الخارج .
وهنا أعلنت فاطمة البودي صاحبة دار "العين" أنها تلقت عرضين لترجمة الرواية ، وردا على تساؤل أحد القراء عن أن الروايات التي تصل للقائمة القصيرة تغازل بموضوعاتها الغرب، رأى الكاتب أن الغرب لا يقرأ بلغتنا شيء يذكر، ولا داعي لتمجيد الذات.
أبطال الرواية ثلاثة، أحدهم رواى القصة "إبراهيم" والذى تربطه صداقة قوية بـكل من "حسين" و"ياسر"، ويرصد من خلالهما محنة المصريين المقيمين فى الخارج ، سواء قبل الوصول للندن، مكان الرواية، أو أثناء أحداث التفجيرات التى شهدتها العاصمة البريطانية وأدت لزيادة حالة التوجس من المسلمين.
أما عنوان الرواية "رقصة شرقية" فيشير إلى فكرة الرقص كوسيلة ثقافية لإبراز الهوية ، وتتطرق الرواية أيضا لمفهوم الإيمان الذي يتغير في كل مكان بالعالم .
الرواية كتبها خالد البري في ست سنوات، ويراها مختلفة عن أعماله السابقة، لأن السخرية بها أكثر حدة، مشيراً إلى انه كتبها مرتين، الأولى في سنة ونصف حين وضع هيكل الرواية ثم سُرق منه حاسبه المحمول الذي يحوي النسخة الوحيدة لكتاباته، ليعيد كتابتها مرة اخرى.
غلاف الرواية
وقبل أن يشرف على الانتهاء منها، قرر إعادة كتابتها من جديد، حيث وجد أنه على الرغم من وضوح فكرة الرواية في ذهنه، إلا انها لا تزال غير مكتملة على الورق، وخاصة أن كتبها بصيغة "الراوي المتكلم" بدلا من "الراوي العليم" فاضطر لمحاولات مزج بين الموضوعية والذاتية ولكنها حيلة وصلت فكرته بسهولة وخاصة فيما يتعلق بقضايا الإيمان.
والرواية في مجملها كما يقول المؤلف تقول بأن الحب والإخلاص والإيمان أمور إيجابية في سياقها الطبيعي وليس المتطرف.
وقال المؤلف أن الرواية لا تحكي عن المغتربين فقط، بل تلك الرقعة الجغرافية بدء من سوهاج إلى لندن مرورا بإيطاليا.
اعترض البعض على حجم الرواية الكبير الذي يصل لـ600 صفحة، وعلى بعض الألفاظ المستخدمة فيها ، كما يقول خالد البري، ويضاف لذلك سرعة الإيقاع في بعض أحداثها.
وكشف المؤلف أن روايته "الدنيا أجمل من الجنة"، سيتحول إلى فيلم سينمائي من إخراج مجدي أحمد علي، ويكتب السيناريو محمد رفاعي، ويدور حول الجماعات الدينية المتطرفة في فترة السبعينيات والحوادث الارهابية التي واجهت المجتمع المصري، مشيراً إلى أنه لا يقف على كل التفاصيل، لأنه يرى أن وظيفته تتلخص في الكتابة فقط، رغم اهتمامه بالفنون الأخرى التي يدين لها بتشكيل وعيه وكتابته، فكما يقول: "..لم اتاثر بكُتاب قدر ما تأثرت بسينمائيين وفنانين تشكيليين وموسيقيين".
يضيف: من السينما تعلمت كيف أحول المشهد البسيط إلى شئ شيق ومثير، ومن الفنان جوجان استلهمت من لوحته "ما بعد القداس" كيف يتحول الشئ المسموع إلى مرئي وهو ما حاولت تطبيقه في "رقصة شرقية" لخلق تشويق داخل الرواية، ومن الموسيقى الكلاسيكية تأثرت في الكتابة بفكرة التيمة المعادة التي تتصاعد ثم تنتهي سريعا، ولذلك أدين لتلك الفنون بالفضل.
من غلاف الرواية نقرأ: ". .متى اخترع الإنسان صيغة السؤال، وكيف رسم علامة الاستفهام مستديرة في قمتها ومنقوطة في القاع، كعجوز منحنية الظهر تخفي مفتاحاً تحت قدميها، علامة الاستفهام امرأة بالتأكيد، انسيابيتها لا تشبه أجسام الرجالة المخلوقة على هيئة الأرقام الانجليزية الحادة".
يذكر أن خالد البرى من مواليد سوهاج 1972، حاصل على بكالوريوس الطب 1996، يعمل فى إذاعة "BBC" ويعيش فى لندن منذ 1999، له كتابان هما "الدنيا أجمل من الجنة، سيرة ذاتية" عن دار النهار 2001 ورواية "نيجاتيف" عن دار ميريت 2004.






محيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق