الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

فاروق الباز : الجامعيون العرب نشأوا على الحفظ ويفتقدون الابتكار

أكد أن مصر يمكنها تحقيق الأفضل في مجال العلوم
شدد العالم المصري الدكتور فاروق الباز مدير مركز الفضاء والاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن الأمريكية، على أن المستوى الحالي للخريجين في العالم العربي ليس جيدا، حيث إنهم يفتقرون إلى الخيال والتفكير النقدي وغير محيطين بالتطورات التي تحدث في العالم، نظرا لأنهم نشأوا على التعليم من خلال الحفظ والتلقين.
وأوضح الباز -في كلمتة خلال جلسات احتفالية تدشين "المبادرة العالمية للابتكار من خلال العلوم والتكنولوجيا التي بدأت الثلاثاء بمكتبة الإسكندرية- أن مصر يمكنها أن تحقق الأفضل من خلال علمائها وطلابها، منوها إلى أن اختيار مصر لتدشين المبادرة يعد تأكيدا في هذا الإطار .
ومن جانبها، قالت الدكتورة كيري آن جونز مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشئون العلمية، إن المبادرة العالمية للابتكار من خلال العلوم والتكنولوجيا التي أطلقتها المؤسسة الأمريكية الدولية لتنمية البحوث المدنية لدعم البرامج العلمية والتكنولوجية في مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا، تسعى إلى جمع نخبة من العلماء وممثلو الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والهيئات الأكاديمية والقطاع الصناعي من أجل تعزيز الابتكار والاختراع وريادة الأعمال وإتاحة التكنولوجيا تجاريا وإنشاء اقتصاد قائم على المعرفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا.
وأشارت إلى أن المبادرة تعتمد على أربعة محاور أساسية، تشمل مناقشة التحديات، وإنشاء الشراكات، والتشاور، ووضع خطط للمشروعات الجديدة.
وأكدت المسئولة الأمريكية أنه بالرغم من وجود مجموعة كبيرة من التحديات التي تواجه المنطقة في مجال العلوم والتكنولوجيا، إلا أنه يوجد العديد من قصص النجاح لشركات وهيئات تمكنت من تحقيق مكانة عالمية لافتة إلى أن التقدم في هذا المجال يعتمد بشكل أساسي على بناء الشراكات بين الأفراد والقطاعات والمؤسسات المختلفة، من أجل القيام بالأبحاث المشتركة، وتدريب صغار العلماء، ودعم الأنشطة العلمية المختلفة.
وأوضحت جونز أن ورش العمل التي تأتي في إطار تدشين المبادرة ستساعد الخبراء والعلماء على تبادل الخبرات وتحديد المجالات الأساسية التي تحتاج برامج دعم علمية، ومناقشة وضع آليات جديدة لدعم وتطبيق شراكات العلوم والتكنولوجيا، وهي الآليات التي ستقوم عليها المشروعات التي ستتقدم للحصول على منح الدعم في المؤتمر الأول للمبادرة العالمية للابتكار من خلال العلوم والتكنولوجيا المقرر عقده في يونيو 2011 في المغرب.
وبدورها قالت رئيس مؤسسة جلوبال الأمريكية كاثلين كامبل إن جلسات تدشين مبادرة الابتكار من خلال العلوم والتكنولوجيا تقوم في الأساس على التشاور وخلق الشراكات، مشيرة إلى أنه سيتم طرح عدد من المقترحات حول أولويات الدعم، ونوع الاستراتيجيات التي سيتم إتباعها، لتنفيذ المشروعات، ونوع الشراكات التي سيتم إنشاؤها.
وقالت كامبل إن أكثر من 100 شخص من 23 دولة شاركوا في تدشين "المبادرة العالمية للابتكار من خلال العلوم والتكنولوجيا"، مضيفة أن هناك أربعة قطاعات للتعاون والشراكة تستهدفها المبادرة في بدايتها تشمل، تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والصحة، والطاقة، والزراعة.
ومن جانبه، تحدث مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين عن تصوره للثورة المعرفية الجديدة، مشيرا إلى أنها تتمتع بخصائص رئيسية، أو "أعمدة"، وأن هذه الأعمدة لها تداعيات على كيفية التفكير في عملية التعليم ومؤسساته، وكيفية تصميم مؤسسات البحث العلمي، والمؤسسات المساندة للمنظومة المعرفية المتكاملة، كالمكتبات والأرشيفات والمتاحف.
وأوضح سراج الدين أن القرن الحادي والعشرين هو بداية عصر جديد في تفاعل الإنسان مع الآلة واعتماده عليها، كما أن التعقيد الذي نعيش فيه في عالمنا والشبكة الهائلة من المعاملات المتداخلة، أدى إلى وجود علم مستقل للتعامل مع هذا التعقيد، مشيرا إلى أن مفاهيم الحاسب الآلي وتقنياته ستصبح جزءا محوريا من منهج البحث العلمي الجديد، ولذلك ستكون العلاقة بين الحاسوب والإنسان علاقة أساسية في المجالات الثقافية المختلفة في العقود القادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق