الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

أدوية التخسيس تهلك كبد المصريين


الصحة لم تتحرك لمنع بيعها بالصيدليات
لم تمنع تحذيرات منظمة الدواء الامريكية من خطورة بعض أدوية التخسيس استمرار بيعها في الصيدليات بمصر تحت اسم "أورليستات" و"زينكال" و"أورلى كبسول". وكانت المنظمة قد أكدت فى تحذيرها أن هذه العقاقير المستخدمة فى التخسيس تسبب الاصابة بتليف الكبد للمرضى .
العديد من الاطباء والمختصين قالوا لموقع "اخبار مصر " إن تلك الادوية لها بالفعل أعراض جانبية تزيد من مشاكل أمراض الكبد كما أن لها اضرارا صحية على المدى البعيد مطالبين بمنع بيعها في الصيدليات حفاظا على صحة المواطنين.

فوائدها محدودة
د. محمد الهاشمى - أخصائى التغذية وعلاج السمنة - قال إنه : منذ نحو 5 سنوات وهو يطالب المرضى بالتوقف عن تناول تلك الادوية، مشيرا الى ان عيوبها أكثر من فوائدها بكثير .
كما أن الاسم العلمى لتلك المادة التى تصنع منها تلك الادوية هو " الاورليستات" وهى مادة تقلل من امتصاص الدهون بالامعاء وثبت انها تتسبب في أضرار بالكبد لانها تمنع الكبد من امتصاص الدهون بشكل كامل ،مما يؤدى الى فقدان الجسم للعديد من المواد الهامة كما تحرم الجسم من الفيتامينات التى تذوب في الدهون مثل فيتامين "أ" و "د" و "ه "".
وأضاف أخصائى الاغذية : "هناك مادة اخرى وهى مادة "السوبترامين" تؤدى الى التوتر العصبى والقلق والارق ، كما تسبب ارتفاع ضغط الدم وزيادة نبضات القلب ".
وأوضح د."الهاشمى" أنه نظرا لارتفاع معدل السمنة المفرطة في الولايات المتحدة، فلم تستطع منع تلك الادوية وانما قامت بتحذير المواطنين منها خاصة وان للسمنة المفرطة كذلك أضراراً كبيرة. و قال : ثبت علمياً أنه لا فائدة من تلك الادوية في التخسيس إلا بعد 3 أشهر من بدء تناولها .
وشدد أخصائى السمنة المفرطة على ان مخاطر تلك الادوية لا تتوقف على المشاكل الصحية فقط ،وانما تؤدى الى أضرار نفسية تتمثل في اعتماد المريض عليها واصابته بحالة اكتئاب .
وقال دكتور محمد الهاشمى إن السمنة ليست مرضا في حد ذاتها وانما هى ضعف فى التحكم في النفس ومن يريد ان ينقص وزنه ،فعليه ان يقلل من كميات الطعام التى يـأكلها ، داعيا مفرطى السمنة الى عدم اللجوء لتلك الادوية واتباع العادات السليمة فى الاكل وعدم الافراط منه .
ثم ذكردكتور ناجى بطرس اخصائى باطنة وسمنة مفرطة أنه كان يصف تلك الادوية لمرضاه في البداية ثم توقف منذ نحو عام ونصف بعد ان عرف ان لها اضرارا خطيرة على المدى البعيد.
وقال د. بطرس: دورى ليس دراسة تأثير الدواء على المريض ،وانما دورى تنفيذى ومنظمة الصحة العالمية هى التى تدرس الادوية وعندما تحذر من أحد الادوية فلابد من سحبه من الاسواق".
وأضاف: حتى الآن لم ينتشر الخبر ولا يعرف الناس مدى الضرر الناتج عن تلك الادوية ومازالت تباع فى الصيدليات".
وأوضح أن اى منتج مستورد يتم بيعه وعليه اقبال لن يتم التخلص منه حتى تنتهى الكمية تماما ثم يتم الاعلان رسميا انه غير صالح ويمنع بيعه!.
وقالت الصيدلانية دينا بهاء الدين "المعلومات الخاصة بخطورة تلك الادوية لم تصل لنا حتى الآن والدواء الذي يحتوى على مادة "الاورلستات "انخفض سعره منذ نحو 6 أشهر وأعتقد ان سبب رخص سعره يرجع الى ان اى دواء بعد ان يحقق مكاسب بنحو 5 سنوات ينخفض سعره وقد انخفض الشريط من نحو 120 جنيها الى 70 جنيها".
وأضافت د. دينا :" درسنا في كلية الصيدلة أن تلك المواد تضر بالكبد لأنها تعمل على تسييح الدهون ولذلك ،فالحديث عن اضرار تلك الادوية غير مستغرب".
وأوضحت د. دينا ان الاقبال شديد على هذه الادوية خاصة بعد منع منظمة الصحة العالمية لمادة السيبوترامين sibotramine لمخاطرها الكبيرة على القلب مما دعا راغبى الرشاقة الى اللجوء الى "الاورليستات". وقالت إن مشكلة الشعب المصري تكمن في الدهون الكثيرة ولذلك ،فالكثير يلجأ لتلك الادوية للتخلص منها.

سحب الادوية
وقال د. أحمد عقيل - مقرر لجنة الشباب بنقابة الصيادلة- إنه لم ترد أى معلومات عن ذلك الموضوع الى النقابة ، مشيرا الى انه في حالة ثبوت خطورة تلك الادوية، فانه يجب على وزارة الصحة اتخاذ خطوات سريعة لسحب الادوية من الاسواق عن طريق الشركات المنظمة.
وأوضح "عقيل" أنه يجب سحب تلك الادوية بطريقة لا تؤثر على اقتصاديات السوق سواء شركات الادوية أو الصيدليات. وشدد على ضرورة تكاتف الجميع للحفاظ على صحة المرضى وعدم التسبب في اى اضرار لهم.
من جهته، قال د. حمدى السيد نقيب الاطباء : اذا صدر قرار من منظمة الصحة العالمية بمنع اى دواء ،فان وزارة الصحة المصرية تمتثل لذلك القرار على الفور .
وأضاف د. حمدى ": أى دواء لابد وان تكون له اثار جانبية وكل ذلك يكتب في النشرة الداخلية للدواء".
وأوضح نقيب الأطباء أن الحكومة ووزارة الصحة وشركات الادوية ملتزمون باتباع كل توجيهات منظمة الصحة العالمية خاصة اذا ثبتت خطورة احدى الادوية، مشيراً الى أن أدوية التخسيس بلا استثناء لها مشاكل عديدة.


اخبار مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق