الجمعة، 12 نوفمبر 2010

أبواب مغلقة خلفها حكايات دروس النساء بالمساجد: فضفضة وتوفيق راسين في الحلال



دروس النساء فى المساجد عالم كبير، أبواب مغلقة خلفها حكايات، وخدمات تقدم تبدأ من توفيق راسين فى الحلال، أو حفظ قرآن ودروس، والدروس حسب توجهات كل مسجد، بدءاً من السلفيين وليس انتهاء بالإخوان، ويختلف حال المساجد قبل رمضان تماماً عن حالها فيه، فقبل رمضان تغلق المساجد بعد الصلوات ولا يسمح لأحد بالانتظار سوى يومين فى الأسبوع يسمح فيهما للنساء بحضور الندوات واللقاءات الدينية، لكن فى رمضان تترك المساجد مفتوحة باستمرار للاعتكاف وقراءة القرآن، بالإضافة للدروس الدينية والتى يكون للنساء حظ وافر منها.

ففي مسجد الرحمة بالاسكندرية يوجد أكثر من شيخة كل منهن حسب مذهبها سواء سلفياً أو إخوانياً، فهناك واحدة متخصصة فى تحفيظ القرآن وتجويده وأخرى مسؤولة عن الرد على تساؤلات السيدات سواء الشخصية أو العامة، بالإضافة إلى الاستماع لشكواهن والبعض الآخر يهتم بمحو أمية بعض السيدات من كبار السن حتى يستطعن حفظ بعض الآيات وكل هذه المهام تكون بدون مقابل.

وتعرض الشيخة سامية عبدالرحمن "45 سنة" حاصلة على بكالوريوس دراسات إسلامية، قصص الأنبياء ومعجزات القرآن وأحاديث وقصصاً عن السلف الصالح وعن رواة الحديث وحفظته عن الرسول وقصص الصحابة ولم يخل درس الشيخة سامية من العلاج بالقرآن دون مقابل، وذلك لفك السحر ومس الجن، وذلك بقراءة القرآن على الماء وإعطائه للمريضة لتشربه، وتفسير بعض الرؤى الخاصة بـ"لأخوات"، بالإضافة إلى دروس عن فضل قيام الليل ونصح المصليات بالخشوع فى الصلاة والدعاء خاصة فى رمضان والتبرع والزكاة لصالح الفقراء والمحتاجين وتقديم دروس عملية للأخوات عن كيفية تغسيل الموتى وتكفينهم.

وتقول الشيخة سامية إنها تعمل مع مجموعة من الأخوات بهدف عمل الخير خاصة مساعدة السيدات من كبار السن على محو أميتهم وذلك بقيام بعض الأخوات المتطوعات فى المسجد لتعليمهن القراءة والكتابة لمساعدتهن على حفظ بعض آيات القرآن.

وتقول "منى أحمد" إحدى المترددات على المسجد، للاستماع إلى درس الشيخة سامية، "أحضر الدروس النسائية فى المساجد بصفة أسبوعية وقصدت هذا المسجد لأن معظمه سيدات ملتزمات لسن من الإخوان أو السلفيات أو الصوفيات لأن كل فئة لها مسجد خاص تقدم فيه فكرها ومعتقداتها التى تؤمن بها" وأضافت "هذا المسجد فيه اعتدال فى شرح كل شىء وفى تقديم رسالة دينية واضحة".

وتتفق معها "أم مودة" ربة منزل التي تؤكد أنها تواظب على دروس النساء فى المسجد، وحضرت دروساً كثيرة فى مساجد مختلفة لكنها ابتعدت عن بعض المساجد التى تحاضر فيها بعض الأخوات التابعات لجماعة الإخوان المسلمين لأن جميع دروسهن حديث عن الفساد فى البلاد وعن فساد الحزب الوطنى وهذا لانها لا تنتمى لأى حزب سياسى أو جماعة دينية، وتحضر الدروس بهدف حفظ وتفسير وتجويد القرآن وذكر الله باستمرار والقيام بأعمال الخير وهذا ما تسعى إليه بعض الأخوات المعتدلات فى الدين بعيداً عن أى انتماءات سياسية ومنهن الشيخة سامية فى مسجد عباد الرحمن".

وفى المسجد نفسه تلقى الدكتورة صفاء عبدالله دكتورة مخ وأعصاب، كل خميس دروساً فى الفقه الإسلامى، وتستمع بعد صلاة التراويح لأسئلة الفتيات والسيدات لتجيب عن كل ما يخص فقه المرأة، وإذا وجدت الدكتورة صفاء صعوبة فى الإجابة عن أى فتوى تنصح صاحبتها بالاتجاه إلى الشيوخ المتخصصين فى الفتاوى.

وفي مسجد الجلاء التابع للجمعية الشرعية بالقاهرة التفت بعض السيدات حول بعضهن بعد صلاة العصر يستمعن للشيخة زينب على "50 سنة" وهى تقرأ القرآن ويرددنه وراءها حتى يتقن النطق وبعد أن تنتهى من قراءتها تستمع لجميع شكاوى السيدات صاحبات المشكلات العائلية، ويطلبن منها النصح حيث جلست الحاجة فاطمة تبكى بشدة "بنتى هتطلق ومش عارفة أعمل إيه".. وسيدة أخرى تشكو لها وحدتها بعد موت زوجها وأخرى تشكو جحود ابنها وعدم سؤاله عليها.. كل هذه الشكاوى ـ والشيخة زينب كما يلقبونها ـ تستمع إليهن لمدة ساعة كل سبت وخميس.

تواظب الحاجة زينب على إعطاء الدرس لمدة يوم واحد فى الأسبوع وهو الأربعاء، لكنها تتواجد فى الجمعية باستمرار لتحفيظ القرآن وتجويده فى الصباح، لأنها معينة من الأوقاف والعديد من الفتيات والسيدات من كبار السن، يحببن الجلوس فى صحبتها للاستفادة من دروسها وقصصها حول زوجات الرسول وبعض الفضائل عن عمل الخير وتحفيظ القرآن وتجويده وتفسيره، بالإضافة إلى جلسات علاج بالقرآن والحجامة.

وفي حلقة درس آخر تجلس الحاجة سوسن محمد 50 سنة فى مصلى النساء، ورغم أنها منتقبة، فإنها تقوم بدور محفظة القرآن حيث تجوده للنساء اللائى يترددن للصلاة فى المساجد وتضم حلقة الدرس من 15 إلى 20 سيدة يقبلن على الاستماع للقرآن وحفظه يومين فى الأسبوع بالاستماع للحاجة سوسن.

معظم من يقبلن على الحاجة سوسن تبدأ أعمارهن من 18 فما فوق حتى السيدات كبار السن واللاتى يحتجن المعاونة فى حفظ القرآن خاصة من يجهلن القراءة والكتابة وأحياناً تمحو الحاجة سوسن أمية كثيرات منهن، تعاونها فى مهمتها بعض الفتيات الحاضرات للدرس دون أجر.. الحاجة سوسن كما يلقبونها ليست خريجة جامعة الأزهر رغم أنها حاصلة على ليسانس الآداب، إلا أنها قارئة فى الدين وحافظة لكتاب الله ومجتهدة فى فقه المرأة.

الحاجة سوسن لا تسعى للردود على الفتاوى قائلة "صعب أجيب أو أفتى فى مسألة لا أفقه فيها لكن لو حكمت الظروف أقوم بفتح أحد كتب الفتاوى للشيوخ الكبار حتى أساعد طالب الفتوى وأنصحه بسؤال بعض الشيوخ المتخصصين لكن دورى يتوقف عند النصح والإرشاد والرد على بعض الأمور التى لا تحتاج للفتوى تكون خاصة بأمور النساء الشخصية والاستماع لشكواهن ومساعدتهن حسب الشكوى".

مها سمير "22 عاما" طالبة جامعية وإحدى الحاضرات لدروس النساء تقول "باحضر دروس دينية كتيرة لكن درس الحاجة سوسن أنتظره بشغف مع أنى أسكن حى السيدة زينب لكننى لا أفوت درساً للحاجة سوسن لأنها بتسمع ليه وتساعدنى لو عندى مشكلة عشان كده باحضره باستمرار كل سبت وأربعاء فى غير رمضان لكن فى رمضان يكون يوم الجمعة هو ميعاد درسها بعد العصر، وكمان أحضر درس الشيخة أمانى عطا الله فى مسجد أحمد صادق عطية بالسيدة زينب كل سبت وأربعاء بعد صلاة العصر فى رمضان عشان المسجد ده جنب بيتى
اخبار مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق