فى رده على سؤال عن عدم حسم الحزب الوطنى أمر مرشحه فى انتخابات الرئاسة المقبلة، أعرب جمال مبارك ــ أمين لجنة السياسات فى الحزب ــ عن دهشته من «بعض الدوائر الإعلامية التى لا تريد أن تقتنع بأن ما نقوله عن حق، بوجود إطار مؤسسى واضح داخل الحزب لاتخاذ القرار»، مؤكدا فى حوار أجراه مع راندا أبوالعزم مديرة مكتب قناة العربية بالقاهرة، وأذيع أمس، أن هناك «توقيتا ونظاما مؤسسيا يحترمه الجميع، بدءا من الرئيس وصولا لأصغر قيادة فى الحزب»، وتناول جمال فى حواره «الإنجازات التى حققها حزبه، وما تم إنجازه من البرنامج الانتخابى للرئيس، وتحدث كذلك عن التعديلات الدستورية وسياسة الإصلاح، نافيا علمه بحملات التأييد التى نادى أصحابها بترشحه لرئاسة الجمهورية».
●هل تم إنجاز البرنامج الانتخابى الذى أقره الرئيس مبارك بالكامل فى عام 2005؟ تم إنجاز الكثير ومنذ أسبوع أصدرنا وثيقة تعبر عن سجل ما تحقق على مدار الخمس سنوات الماضية، طبعا كما تعلمين، الانتخابات الرئاسية والدورة الرئاسية مدتها 6 سنوات، ودورة مجلس الشعب مدتها 5 سنوات والسجل يبين أننا أنجزنا الكثير، وفى بعض القضايا بالطبع لم نستطع أن نرتفع بها لمعدل الإنجاز والهدف المطلوب، ولكننا عندما نستعرض سويا سواء على الجانب السياسى أو الجانب الاقتصادى أو الجانب الاجتماعى سنجد أن حجم الإنجاز كبير وضخم سواء كان إنجازا دستوريا أو تشريعيا أو إنجاز سياسات اقتصادية أو تشريعات اقتصادية جديدة أو سواء كان مردود هذا جميعه بشكل مباشر على معدلات نمو على فرص عمل جديدة أو استثمارات ضخمة وجهت للمرافق العامة أو على استهداف للأسر الفقيرة أو على تطوير فى منظومة المعاشات... إلى آخره من برامج عديدة تعهد بها الحزب بشكل محدد ومفسر عام 2005 وأنجز منها الكثير على مدار الخمس سنوات الماضية.
● نحن نرى اليوم صورة معكوسة لما حدث عام 2005، ففى عام 2005 أطلق الرئيس مبارك برنامجه الرئاسى ثم جاءت الانتخابات البرلمانية لتتبنى هذا البرنامج، والآن يطلق الحزب برنامجا للانتخابات البرلمانية وهناك مرشح للرئاسة فى عام 2011، فهل هذا البرنامج لعام واحد فقط وهل تضمنون أن مرشح الرئاسة القادم يتبنى هذا البرنامج أيا كان هذا المرشح؟ برنامج اليوم ليس برنامجا لعام واحد وإنما هو برنامج لخمس سنوات، إلى الدورة البرلمانية القادمة، والبرنامج الانتخابى للحزب له قواعد تحكمه فى صياغته تبدأ من طرح المبادئ والأولويات والركائز الاساسية من القيادة العليا للحزب من رئيس الحزب والمكتب السياسى للحزب، ثم نبدأ من خلال حوار موسع، وهذا ما تم بشكل مكثف خلال الثلاثة أو الأربعة شهور الماضية، لندخل فى تفاصيل السياسات وفى الجانب الخاص بالموازنات المطلوبة ونخرج فى النهاية بتعهدات. ونخرج كأمانة سياسات مرة أخرى بمقترح للبرنامج يرفع مرة أخرى للمكتب السياسى للحزب الذى يقر هذا البرنامج أو يعدل منه، وفى النهاية فإن البرنامج لا يصاغ فى غرف مغلقة، بل هو تراكم من عمل مؤسسى يعبر فى النهاية عن فكر الحزب ويتم اقراره من المكتب السياسى. وفى الانتخابات الرئاسية فإن المرشح هيبقى مرشح الحزب الوطنى وكل هذه التعهدات هتبقى تعهداته، مرشح الحزب الوطنى ستكون كل تعهداته هى ما تم إقراره فى برنامج الحزب، ويستطيع المرشح أن يطرح أفكارا إضافية أو قضايا استراتيجية أكبر أو يغير أو يطور، ولكن قضايا التعهدات الرئيسية لن تتغير لأن الموافقة النهائية عليها تتم من المكتب السياسى للحزب، وهذا البرنامج لخمس سنوات قادمة، وكما ذكرتِ، فنحن نعيش تجربة جديدة، جاءت ضمن التغيير والتحول الذى حدث خلال الخمس سنوات الأخيرة فى مصر، وأصبح لدينا شكل جديد للانتخابات الرئاسية بين أكثر من مرشح لها (انتخابات الرئاسة) برنامج ولها حملة انتخابية ولها قانون لأول مرة يحكمها. ولدينا أيضا انتخابات برلمانية لها ظروفها ولها طرق مراقبتها وإدارتها ولها تفاعلها المختلف عن الانتخابات الرئاسية. ● على خلفية ذكر الانتخابات الرئاسية لعام 2011، هل حسمتم أمر مرشح الحزب؟ لا أعرف لماذا لا تريد بعض دوائر الإعلام أن تقتنع بأن ما نقوله عن حق، بوجود إطار مؤسسى واضح داخل الحزب لاتخاذ القرار وهذا الإطار واضح فى انتخابات داخل الحزب وفى صياغة السياسات العامة، وهذا الإطار المؤسسى واضح وتفصيلى وخضنا به تجربة فى الشهرين الماضيين لاختيار مرشحين فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة، وأيضا إطار حاكم تفصيلى منصوص عليه فى نظام أساسى صوت عليه المؤتمر العام للحزب الوطنى عام 2002 وفى عام 2007 لاختيار مرشح الحزب فى الانتخابات الرئاسية. وأى حديث لاختزال مؤسسة كبيرة مثل الحزب الوطنى له نظام أساسى واضح المعالم فى بعض الكلام الإعلامى.. ليه الحزب لم يحسم مرشحه بعد، حيث يوجد توقيت ونظام مؤسسى الجميع يحترمه بدءا من الرئيس وصولا لأصغر قيادة فى الحزب. ● رئيس الوزراء ذكر منذ عدة أشهر أنه تم تقريبا إنجاز 80% من برنامج الحزب.. مظلة التأمين الصحى لم تمتد للجميع وقصور فى المحليات وتطبيق اللامركزية فضلا عن الفساد فى المحليات حسبما قال الدكتور زكريا عزمى «الفساد للركب» واستبدال حالة الطوارئ بقانون مكافحة الارهاب وتم إنجاز 60% فقط من مشروع المليون وحدة سكنية وفرص العمل الـ4.5 مليون تحقق منها 4 ملايين فما تعليقك هل هذا يرضيك؟ قلنا بوضوح إننا أنجزنا الكثير مما وعدنا به فى الخمس سنوات الماضية، دعينى أتحدث عن الجانب الإيجابى الحقيقى الماثل أمامنا الذى لا يريد البعض إقراره أو يحاول تصويره على أنه غير حقيقى فالمليون فرصة عمل لم تأت بالسهل ولا ننسى أن جزءا مهما جدا من الإصلاحات الاقتصادية التى قمنا بتبنيها لم تساعد فقط على تغير مناخ الاستثمار وتطوير البنية الاساسية، فإننا نتحدث عن 7.10% استثمارات أجنبية مباشرة عما كان عليه الوضع من عام 2000 إلى عام 2005، فضلا عن مضاعفة الصادرات المصرية غير البترولية للخارج. وعندما نتحدث عن متوسط معدل نمو بلغ تقريبا 6.5% فى الخمس سنوات بالرغم من الأزمة العالمية الدولية، وقطاع السياحة الذى حققنا فيه الهدف، ومضاعفة أعداد السائحين، وعندما نتحدث عن الزيادة غير المسبوقة فى الإنفاق وعلى بعض الخدمات العامة مثل مرفق المياه والصرف الصحى الذى جعلنا له الأولوية فى القرى الأكثر احتياجا. وفى الجانب الاجتماعى ضاعفنا مساعدات الضمان الاجتماعى التى تقدم للأسر الفقيرة، وتقريبا ضاعفنا عدد المواطنين الذين يحصلون على البطاقة التموينية، وزودنا السلع الموجودة التى استطاعت حماية الطبقات غير القادرة من موجة التضخم التى منى بها العالم عام 2008 بسبب زيادة أسعار الحاصلات الزراعية بشكل عام، وتوجد زيادة أكثر من مضاعفة فى دخول العاملين بجهاز الدولة وكادر المعلم الجديد والزيادة فى رواتب المعلمين والأطباء والطفرة التى حدثت فى التخطيط العمرانى والأحوزة العمرانية داخل القرى المصرية وبعض هذه الإنجازات لا يفهمها كل ساكنى المدن بالقاهرة، وإنما يفهمها أكثر قاطنى المدن الريفية.
حدث الكثير فى السنوات الماضية فى ظل ظروف لم تكن سهلة وفى ظل أزمة مالية واقتصادية عاتية، وهذا هو التحدى الذى استطعنا من خلاله، وشعارنا فى هذه الحملة «صوتك لمن يملك برنامجا حقيقيا وينفذه» شعار بحق، فالتحدى فى المصداقية، وهذه هى الرسالة التى سنوصلها للمواطن، وفى عرض برنامجنا الانتخابى قمنا بطرح عدة أسئلة منها: هل وفيت بوعودك فى الخمس سنوات الماضية بشكل كبير، وهل قادر على أن تنفذ، وهل لديك رؤية مستقبلية، هل قادر على تحفيز المجتمع على أن يشارك فى تنفيذ هذا البرنامج. فهذا ما دخلنا فى تفاصيله اليوم فى عرض البرنامج الانتخابى، وأجيب الآن بالفعل عن قناعة بأننا وفينا. ● مراعاة معاناة المواطن من خلال البرنامج الجديد الذى طرحتموه خاصة فيما يخص الخدمات العامة ومكافحة الفقر والتعليم وجودته والبطالة... ولاحظنا شعور المواطن بعدم الرضا فى قطاعات كثيرة جدا ولكن هناك عدة تقاير من بينها تقرير للأمم المتحدة عن التنمية البشرية فى مصر يقول إن 20% من السكان من الفئات الفقيرة تعانى صعوبة الالتحاق بالمدارس و27% من الشباب من سن 18 إلى 29 لم يستكملوا التعليم الأساسى ونظام التعليم غير مؤهل لسوق العمل، والإنفاق الحكومى 5% فقط من الإنتاج المحلى على التعليم ومثله على الصحة فيما نجد 20% نسبة الإنفاق على الأمن.. فهل هذه الأولويات تختفى أو ترتب بصورة أخرى؟ نعم مازالت هناك تحديات كبيرة فى التعليم ولكننا انتقلنا فى الخمس سنوات الماضية من مجرد التركيز على موضوع الكثافة لبناء مدارس الذى بلغت ما يقترب من 3 آلاف مدرسة جديدة، وبدأنا نركز على ثقافة الجودة ومن هنا أدخلنا تعديلات تشريعية جديدة خاصة بالمعلم ليس فقط للارتقاء بدخله بل لنسمو بهذه المهنة من مجرد وظيفة لمهنة سامية وأصبح المعلم يحصل على شهادة لمزاولة هذه المهنة ويتم تجديدها كل 5 سنوات طبقا لدورات التدريب التى يحصل عليها فضلا عن إنشاء هيئة ضمان الجودة فى التعليم. وتحدثنا عن الصحة ولم نقل إنه فى عام 2005 سنحل كل المشاكل وعمرنا ما قلنا هننهى مشكلة البطالة لكن قلنا عندنا القدرة إننا نوجد 4.5 مليون فرصة عمل وقاربنا من تحقيق هذا الهدف، وعمرنا ما قلنا هننهى الفقر فى كل ربوع الأسر ولكن قلنا هنعطى له أولوية فى الإنفاق ومضاعفة عدد الأسر فى التأمين الاجتماعى والبطاقات التموينية بدأنا وهنكثف الخمس سنوات القادمة فى البرنامج الذى أعلناه.. المشكلة دائما فى مصر وغير مصر عندما نتعامل مع موضوع الفقر دائما الصعوبة هى كيف أصل للفقير وتم رصد ألف قرية الأكثر فقرا فى مصر التى يتمركز فيها ما يقترب من 50% من الأسر الفقيرة فى برنامج بدأ منذ نحو عامين لكن سيتم تكثيفه فى الخمس سنوات القادمة، وهدفنا من خلال هذا البرنامج كما أعلنا اليوم أن نخرج ما يقرب من مليون ونصف أسرة من دائرة الفقر فهذه الأسر تحتاج حماية، والتحدى كيف أمكنهم لكى يصبح لديهم القدرة على الكسب. ● هناك استطلاعات للرأى أجراها الحزب الوطنى أوضحت أن الثقة فى الحكومة لا تتعدى 59% والثقة فى الحزب الوطنى لا تتعدى الـ50%.. و34% من المصريين يرون أن أهم مشكلة فى مصر هى الفساد ثم الغلاء والبطالة وتأتى الانتخابات فى ذيل القائمة فكيف تتعاملون مع هذه القضايا خصوصا الفساد خاصة وأنتم آثرتوها أكثر من مرة؟ -لا أشك.. وأعتقد أنه يتفق الكثير من المؤيدين والمعارضين على أن الساحة السياسية فى مصر عام 2010 تختلف اختلافا كبيرا وجوهريا عما كانت عليه فى عام 2005 والأسباب كثيرة، الجزء الأكبر منها برنامج الإصلاح والتطوير الذى خضنا به السنين الماضية، وفعلا عن حق كل سنة نوكل إحدى الشركات المتخصصة لعمل استطلاع رأى لعينة ممثلة للمجتمع ونعلن هذا الاستطلاع على أعضائنا وعلى المجتمع. ● هل ترى أن هذا الرقم جيد؟ طبعا أنا فى حزب سياسى وبنواجه معارضة ولسه قدامنا مشوار، هذه الحيوية وهذه القدرة عندما نطلع نقول وجهة نظر والمعارضة تطلع تواجهها بالمثل والقنوات الإعلامية المفتوحة الذى يستطيع الجميع أن يعبر فيها عن وجهة نظر هذا النهج الجديد.. ولا الزمن نقدر نطلع نقول إن المواطن عنده ثقة فى الحكومة 90%، أنا «لا بقول جزء من بعض ما تغير على مدار السنين الماضية»، هذا التفاعل الإيجابى والتغير الإيجابى يمثل نقطة قوة كبيرة لنا كمجتمع ونحن نريد بناء مستقبل فى ظل تحديات مصرية كبيرة وفى ظل عالم متغير يفرض تحديات ويفرض فرصا ولا يمكن ومنقدرش أن نبين هذا المستقبل فى غرف مغلقة إلا من خلال الحوار والمعارضة والحكومة، ولم نصل بعد للهدف المطلوب ولكن ماشيين بقوة فى هذا الاتجاه
●بعد 5 سنوات من برنامج الرئيس.. تسمع إن الناس متذمرة فى أوجه عديدة جدا غلاء الأسعار اللى كان آخره الطماطم وانقطاع التيار الكهربائى والبطالة واختناقات مرورية هل هذا مؤشر لفشل الحكومة فى هذه السياسات؟ مرة أخرى أى برنامج للاصلاح والتطوير له أهداف معينة كما فعلنا فى 2005 وكما فعلنا اليوم فى برامج محددة وأهداف محددة مفيش أى حزب أو أى حكومة وهى مقبلة على مرحلة جديدة تستطيع أن تتخيل أو تتنبأ ببعض المشاكل أو الكوارث أو الضغوط التى من الممكن أن تواجهها من الداخل أو من الخارج فمثلا الأزمة المالية التى انتقلت للأزمة الاقتصادية العالمية فأنا أؤكد أنه بدون برنامج الإصلاح فى عام 2005 مش بس كنا قدرنا نحمى مؤسسات مالية ولم يكن لدينا القدرة أن نتوسع فى برامج الحماية، والزيادة فى أسعار الغذاء كان لها أثر كبير على الأسر غير القادرة الناس لا تأخذ مؤشرات ولكنها تتأثر فى حياتها اليومية بها، فعندما نمد مظلة حماية الغذاء إلى الأسر الأولى بالرعاية من خلال توسيع البطاقات والسلع، وكان له أثر كبير فى عام 2008، فالناس لا تأكل مؤشرات بالفعل، ولكن الأسر الفقيرة تأثرت بشكل إيجابى عندما ضاعفنا معاش الضمان الاجتماعى على ما يقرب من مليون و300 ألف أسرة فى السنوات الماضية، وأيضا عندما ضربنا فى خمسة تقريبا الموارد التى ذهبت إلى مشروعات الصرف الصحى فى القرى التى كانت محرومة من هذه الخدمات. الناس لا تأكل مؤشرات، ولكن المليون فرصة عمل الجديدة التى وفرت خلال الخمس سنوات ذهبت لمن؟، ذهبت إلى شباب وبعض المتعطلين، الناس لا تأكل مؤشرات ولكن الزيادة التى طرأت على دخول المعلمين، والأجهزة الإدارية فى الدولة، من الإمكان أن يرى البعض أنها ليست كافية فى دخول الإنتاج، نعم لذلك طرحنا اليوم ونتعهد بمضاعفة أجور العاملين فى أجهزة الدولة مرة أخرى، وسنستمر فى مكافحة التضخم، وسنتعامل مع بعض الاختلالات الموجودة فى أسلوب التجارة الداخلية، فالبنية الداخلية فى نظام التجارة الداخلية فى مصر مازالت تعانى مزيدا من الخلل، كما أن جزءا منها مسئول عن ارتفاعات الأسعار الوقتية فى بعض السلع كالطماطم وغيرها. ● ألا تخططون إلى تعديل وزارى؟ - أطالبك بالرجوع إلى الدستور المصرى، فالحزب لا يقرر تعديلا وزاريا، الحزب يسعى للحصول على الأغلبية، وطبقا للدستور المصرى رئيس الجمهورية هو الذى يشكل الحكومة، من المنطق والطبيعى أن يسعى الرئيس إلى تشكيل الحكومة من الأغلبية. ● تحدثتم عن الإصلاح السياسى وذكرتم التعديلات الدستورية التى بدأت بتعديل المادة 76 عام 2005 يليها التعديلات الدستورية عام 2007، وهناك مطالبات عديدة من جانب المعارضة لتعديل المواد 76 و77 و88 وعدد آخر من المواد.. فهل سنشهد تعديلات دستورية أخرى أو إصلاحات سياسية فى الفترة المقبلة التى تراجعت إلى حد ما؟ كيف تراجعت ونحن أجرينا أوسع وأكبر عملية تعديل للدستور المصرى الذى أطلق عام 1971، عندما نرجع بالزمن إلى الوراء.. فهل كان من المتاح سؤال حزب معارض عن مخططه تجاه انتخابات الرئاسة وما هو برنامجه والقيادة التى سيرشحها، تعديل القوانين والدساتير ليست هى وحدها التى تحدث التغيير، بل الممارسة وتغيير الثقافة والتفاعل الذى يوجد فى المجتمع الآن هذا هو التجربة المتراكمة التى تحدث التغيير لكن لا يوجد شك أن جملة التعديلات الدستورية والتشريعية التى تمت بالسنوات الماضية لا يقتصر تأثيرها على اليوم، بل ستظهر آثارها فى المستقبل بشكل أكبر، نحن قلنا إننا أنجزنا جزءا كبيرا فى التعديلات الدستورية والتشريعية أغلبها كان على المستوى المركزى. فى تعديلات دستورية تحدثنا عنها كثيرا غيرت كثيرا من ركائز الدستور المصرى بداية من أسلوب انتخاب رئيس الجمهورية. ● بعد إعلان الحزب عن مرشحيه استبعد الحزب ثلاثة من الذين كانوا يقيمون حملات لدعم سيادتكم مرشحا للرئاسة.. والبعض فسر ذلك بأنه عدم رغبة منك لترشيحهم ؟ أتعجب من تسطيح الأمور لهذا القدر، لا أعلم تقصدين من بالتحديد، وموضوع الحملات وإلى آخره، موضوع لا التفت إليه كثيرا، لكن 3700 قيادة تقدمت على مقاعد البرلمان فى انتخابات قاعدية غير مسبوقة واضحة وشفافة وفى النهاية تم ترشيح قرابة 750 مرشحا و69 مرشحة، وأرغب فى التعرف هل هناك أحزاب أخرى خاضت هذه التجربة من قبل، هل سنختصر كل ما يحدث فى الحديث عن أشياء ليس لها أى مدلول. لا أنا أو أى قيادة فى الحزب تدخلنا فى اختيار أو تزكية مرشح على مرشح آخر بل احتكمنا فى النهاية إلى المعايير التى أعلنها، ولا أرغب فى إضاعة الوقت فى الحديث عن مواضيع خارج ذلك السياق. ● بغض النظر عن استبعادهم أو دخولهم ما تقييم سيادتكم لحملات دعمك مرشحا للرئاسة؟ عمرى ما كان لدى علم بهذه الحملات كنت بسمع عنها من خلال الإعلام ولم أهتم بها، ونحن مقبلون على تحد كحزب.. انتخابات مجلس شعب وكل منا لديه مسئولية تنظيمية محددة لسه هناك قطاعات فى وسائل الإعلام والرأى العام لا يستطيع أن يستوعب الإطار المؤسسى الذى طورناه ونعمل من خلاله وليس لى علم بهم ولا أكترث لهم لأن هناك تحديا وطنيا مقبلون عليه فى أسابيع قادمة وهو التركيز والوقت لكى نصل لثقة الناخبين ونستطيع أن ننفذ مشروعنا. ● لاحظنا أن فى خطاب الرئيس مبارك كان فى الفقرة الأولى «أقول لكل من لم يحالفهم الحظ فى الاختيار أن الحزب يحمل لهم كل الفخر والتقدير والاعتزاز».. هل نعتبر ذلك نوعا من الترضية لما قيل حول ثورات وانشقاقات أعضاء مرشحين آخرين ضد الحزب؟ فى عام 2002 لما بدأنا عملية التطوير المؤسسى كان أمامنا انتخابات مجلس الشورى فى ذلك الوقت انتخابات نصفية، وكنا نود تطوير أسلوب اختيار المرشحين وجلسنا مع قيادتنا وكانوا متساوين وقلنا إننا سنطور النظام إلى ما وصلنا إليه فى الانتخابات يضمن مشاركة الأعضاء والتصويت ونظامًا شفافًا ومعلنًا للجميع وفى النهاية يجب أن نرضى بنتائجه، فماذا نتوقع من 3700 نختار منهم 700 وشوية وهذا طبيعى وأنا لو مكانهم سأشعر بهذا وهذا طبيعى ووضعنا نظاما لمخاطبة البشر وهى أشياء مهمة للحزب ودوركم موجود ومكانكم فى الحزب موجود وكلها فرص كثيرة، وكلها قيادات لها احترامها ولها إسهامها، وهناك نواب سابقون لهم دورهم وهذا هو الكيان المؤسسى الذى نحاول ترسيخه، لكننى أنا لو مكانهم ممكن أن يكون عندى نفس الإحساس، وكلمة الرئيس أعتقد أنه سيستقبلها آلاف الأعضاء فى الحزب الذين لم يوفقوا فى الحزب بالمعنى الحقيقى بتاعها.
الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق