الأحد، 7 نوفمبر 2010

"كانتين" المدرسة.. "بيزنس" جديد على عاتق الأسرة



بعد تطويره بالوجبات الجاهزة :
مقصف أو"كانتين" المدرسة تحول الى تجارة مربحة تدار داخل المدارس،خاصة أنه لم يعد يقتصرعلى بيع السندويتشات والمعلبات بل يشمل وجبات "تيك أواى ".
وتختلف مكونات التجارة ومكاسبها حسب المستوى ،فمثلا مقصف المدارس الخاصة يختلف عن نظيره بالمدارس الحكومية،ومقصف المدرسة العربي غير مدارس اللغات. وبينما يرحب بعض أولياء الأمور بهذا "البيزنس" ويطالبون بتطويره الى مطعم ،يتوجس اخرون من تعلق أبنائهم بوجباته الجاهزة على حساب صحتهم
فيقول محمود صاحب مقصف بإحدى مدارس اللغات الخاصة بالزمالك إن بيع السلع بالمقصف يمثل تجارة مربحة للغاية والمقصف في مدرسة بها جميع المراحل من الحضانة الى الثانوي يدرربحاً أكثر،لأنه كلما صغر سن التلميذ ، زاد اقباله على الشراء لسهولة التأثير عليه . ثم علق محمود باسماً : "التلاميذ الكبار يشترون علبة سجاير ويتفسحون مع البنات!."
ولا يبيع المقصف الأطعمة والمشروبات فقط بل تعداها الى أنواع من الألعاب،من أكثرها رواجاً حسب كلام محمود " ألعاب البخت والصابون الفقاقيع والصور الصغيرة ".

"بيتزا و فراخ "
ويضيف سيد من مقصف مدرسة بمدينة نصر أن وزارة الصحة تقوم شهرياً بالمرور على المقصف للتفتيش على صلاحية الأغذية والمشروبات المقدمة للتلاميذ. بل إن مدير المدرسة يقوم بالتفتيش على المقصف حرصاً على سمعة المدرسة ..مشيراً الى أن أعلى الأطعمة طلباً من الأولاد "الاندومي" ،وتباع ب5 جنيهات ،والبيتزا التي تباع ب3 جنيهات للقطعة الواحدة.
وقال سيد " أبيع بطاطس بوم فريت وهوت دوج وفراخ بانيه، أعملها بنفسي في المقصف حيث أضع قلاية وميكروويف. ولازم أجيب البيتزا من محل "بيتزاهت" لأن الأولاد عارفين الفرق كويس. وبعض المدارس الاجنبية في القاهرة الجديدة بتقدم وجبات كنتاكي.
ويتراوح سعرهذه الوجبات بين 3 و5 جنيهات ،والمياه المعبأة و الغازية تزيد بين نصف جنيه وجنيه عن سعرها في الأسواق".
أما بالمدارس الحكومية ، فيقول محمد من مقصف احدى مدارس ميت عقبة :"أتفق مع أقرب محل فول وطعمية لتوريد السندويتشات وربحي فيها لا يتعدى من 5 الى 10 قروش.
بينما ذكر أحد العمال بمقصف مدرسي أن صاحب المقصف يملك مطعماً كبيراً ،وله مقاصف في عدة مدارس مختلفة. وأضاف العامل أنه يحاول الادخار لدخول مثل هذا البيزنس المغرى.
وصرح مسئول بأحد المدارس بأن اقامة المقصف تتم بعد مناقصة تنشر في الصحف وتأخذ المدرسة ايجاراً سنوياً لقاء تأجير المكان .. مؤكداً حرصه على جودة المنتجات التى تتناسب مع اسلوب ادارة المدرسة في تربية أبنائها حيث نمنع الألعاب والمشروبات والحلويات المضرة بالصحة.

"نيولوك للكانتين "
وفيما يتعلق بتطوير الفكرة الى مطعم ، قالت فاطمة صلاح الدين مديرة دار التربية الأمريكية إن مصاريف الدراسة تصل 25 ألف جنيه شاملة "الكانتين" والخدمات ،ويمكن انشاء مطعم اذا طالب به أولياء الامور بشرط الاشراف الدورى ومتابعة النظافة والرعاية الصحية من وزارة الصحة ومسئولى المدارس ومشرفى التغذية.
بينما أكدت رشا موظفة بمدرسة أطفال خاصة بالدقى أن هناك بالفعل مطعماً بالمدرسة دون مقابل أى مجرد خدمة مجانية لأن مصاريف الحضانة 4 آلاف جنيه شاملة الخدمات والأنشطة.
راحة أم شقاء
وفي الوقت الذي تعتبر هدى محمد ولية أمر أحد الطلاب وجود الكانتين أمراً جيداً،لأنه يريح ربة البيت من عبء تجهيز الساندويتشات صباح كل يوم ،ويوفر تكلفتها خاصة أن الكثير منها يتلف بسبب الحرأو زحمة الشنطة.
يرى محمد عادل ولي أمر طالبة أن "الكانتين" فتح باب ميزانية جديدة ،حيث يطالب الأبناء بزيادة المصروف بل إن بعضهم يأخذ السندويتشات من البيت ثم يشتري من "الكانتين" تقليداً لزملائه .
وتقول عزة عفيفي، أم لثلاثة أبناء بالمدارس : "ما دفعني للالتحاق بمدرسة للطهي هو رغبتي في عمل أكلات مماثلة لأكلات المطاعم التي يقبل عليها أولادي بالمدرسة،وبسببها يرفضون تناول الطعام في البيت،وبالمدرسة تعلمت أشياء كثيرة من وصفات ومعلومات غذائية، مثل تخزين الطعام دون أن يفقد فوائده الغذائية.
بينما تخشى رضوى محمود مخرجة أفلام تسجيلية وأم لتلميذة بمدرسة ابتدائية خاصة أن تهمل الأمهات إفطار أطفالهن اعتماداً على وجبات مقصف المدرسة.
وتفضفض رضوى : "أنا شخصياً أعتمد على مطعم المدرسة لأننى أشارك بنفسى فى الاشراف عليه من خلال الاهتمام بنظافة ما يقدم وجودة تغليف الساندويش و توفير الثلاجات لحفظ المواد المستخدمة في إعداد الطعام الطازج ،ومنع الأغذية الخاوية مثل الحلوى والشوكولاتة والمشروبات الغازية ".
ومن الناحية الصحية ،طالب الدكتور مجدى بدران استشارى الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس بتعزيز دور الصحة المدرسية للحفاظ على صحة التلاميذ خاصة بالتعليم الابتدائي لأنه من أهم مراحل النمو العقلي لدى الأطفال.
وحذر د. مجدى من أغلب الأطعمة والمشروبات التي يقدمها الكانتين المدرسي لكونها مليئة بالمواد الحافظة ومكسبات الطعم واللون والرائحة والنشويات و الدهون بنسب ضارة صحياً.
كما بدأت بعض المدارس توفر أيضاً المياه الغازية، ماقد يسبب زيادة معدلات إصابة الأطفال بـ"الأنيميا"، الحساسيات ونقص المناعة،السمنة، وتعرضهم فيما بعد لمشاكل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكروهشاشة العظام.
وينصح د."بدران" بتوفير ثلاجة لحفظ الطعام، وأكواب بلاستيك تستخدم لمرة واحدة ،مع تثقيف العاملين ب"الكانتين" واشراك أولياء الأمورفي الاشراف عليه لدوره فى زيادة التحصيل الدراسي والنمو الجسدي والعقلي والوقاية من الانيميا التي تسبب التآخر الدراسي بتقديم أغذية صحية جذابة للطلبة.

اخبار مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق