حظر بناء المساجد والعلاقات المتوترة في الخلفية
أعلنت الخارجية الفرنسية أن دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي لاعلان "الجهاد" ضد سويسرا.. "تصريحات غير مقبولة"، معتبرة ان الخلاف الليبي السويسري يجب ان يحل عبر "التفاوض".
وكان القذافي قد دعا الى "اعلان الجهاد" ضد سويسرا "الكافرة" بسبب حظر بناء المآذن في هذا البلد الذي تمر علاقات ليبيا معه بازمة منذ عدة اشهر.
وقال القذافي في كلمة بمناسبة احياء ذكرى المولد النبوي الشريف التي تصادف الجمعة، وبحضور عدد من رؤساء ووزراء دول اسلامية وافريقية "سويسرا الكافرة الفاجرة التي تدمر بيوت الله، هذه التي يجب ان يعلن عليها الجهاد بكل الوسائل".
واعتبر القذافي الذي ام صلاة المغرب في حشد ضم نحو خمسة آلاف شخص في مدينة بنغازي (الف كلم شرقي العاصمة طرابلس) "ان تجاهد ضد سويسرا، ضد الصهيونية، ضد العدوان الأجنبي، بمالك ما لم تستطع بنفسك، هذا ليس ارهابا".
ووصف القذافي "اي مسلم في اي مكان من العالم يتعامل مع سويسرا" بانه "كافر ضد الاسلام، ضد محمد، ضد الله، ضد القرآن".
وكانت اغلبية من السويسريين (5،57%) عبرت في استفتاء في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني عن تأييدها منع بناء مآذن بدعوة من اليمين الشعبوي الذي يرى في هذه المآذن "رمزا سياسيا دينيا".
وتعد سويسرا اكثر من 311 الف مسلم من اصل 5،7 ملايين نسمة. وفيها مسجدان بهما مئذنة في زيوريخ وجنيف.
واضاف القذافي قائد القيادة الاسلامية العالمية التي انشأها في 1991 "قاطعوا سويسرا، قاطعوا بضائعها، قاطعوا طائراتها، قاطعوا سفنها، قاطعوا سفاراتها، قاطعوا هذه الملة الكافرة الفاجرة المعتدية على بيوت الله".
يذكر ان العلاقات توترت بشدة بين البلدين منذ الصيف الماضي بعد توقيف هانيبال، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، وزوجته في جنيف اثر شكوى تقدم بها اثنان من خدمهما بتهمة سوء المعاملة؛ وعلى أثر ذلك اعتقلت السلطات الليبية رجلي اعمال سويسريين في 19 يوليو/ تموز 2008 في ليبيا لا يزال احدهما، ماكس جولدي، يقضي عقوبة بالسجن فيها.
وجاءت كلمة القذافي في الوقت الذي تتواصل فيه المباحثات بين البلدين من اجل التوصل الى الافراج عن جولدي.
وقالت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي-راي الاربعاء اثناء لقاء صحفي ان "الوضع صعب ودقيق"، معتبرة مع ذلك ان "المفاوضات تتواصل وتمضي قدما". واكدت ان سويسرا تعمل من اجل التوصل الى "حل سياسي" للافراج عن جولدي الذي اودع السجن الاثنين في ليبيا لتنفيذ عقوبة بالسجن اربعة اشهر.
وكان تم توقيف جولدي مع مواطنه رشيد حمداني الذي تمكن بعد عملية قضائية طويلة من الحصول على براءته ومغادرة ليبيا في بداية الاسبوع الحالي.
اما جولدي فقد حكم عليه بالسجن اربعة اشهر بعد ادانته بتهمة "الاقامة بشكل غير شرعي" في ليبيا.
واكدت وزيرة الخارجية السويسرية ان بلادها ستبقي على سياستها المتشددة في مجال منح تأشيرات شنغن الى المواطنين الليبيين.
وكان هذا الاجراء اثار غضب ليبيا التي اعلنت في 14 فبراير/ شباط انها ستعامل الاوروبيين بالمثل، ما حدا ببعض العواصم الاوروبية الى التدخل في محاولة لاحتواء الازمة.
ورفضت سويسرا الخميس اتهام ايطاليا لها باستخدام ادراج اسم الزعيم الليبي والعديد من الشخصيات الليبية في اللائحة السوداء للاشخاص الذين لا يمكنهم الحصول على تأشيرة دخول فضاء شنغن، لغايات سياسية.
وقالت سيسيليا مالمستروم التي تولت مؤخرا منصب رئيسة المفوضية الاوروبية لشؤون الهجرة، الاربعاء "نحن في حوار متواصل مع السلطات الليبية ونأمل في التوصل الى حل". واضافت مالمستروم في حديث مع الصحافيين ان "جهودا دبلوماسية مكثفة تبذل، وهي تؤتي ثمارها". وتابعت "لقد سمحوا بالافراج عن شخص، وقد غادر ليبيا، ولدينا آمال من اجل الثاني، لكن يجب ان نكون حذرين"، معتبرة ان المسألة "ليست مسألة اشهر بل أسابيع".
ايجى نيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق