وليس من منطلق وظيفي أو فني..؟!
لا أدري لماذا نجد الوزير - أي وزير - دائم الحديث قبل تعيينه وزيراً عن الحاجة إلي التغيير. وأشواقه الدفينة للتطوير. حتي إذا ما جلس علي مقعده بالوزارة نسي ما كان يدعو إليه. وفتر حماسه. وانطفأ وهج أفكاره. بل ضاق ذرعاً بأي حديث عن التغيير.. فماذا يحدث للوزراء بعد تولي مناصبهم..ولماذا يكثرون الحديث مرة أخري عن ضرورات الإصلاح والتغيير بعد خروجهم من الوزارة.. ولماذا لم يفعلوا هم ذلك.. ؟!
* ربما نجح بعض الوزراء ذوو المؤهلات الفنية "التكنوقراط" لبعض الوقت في فترات سابقة. وحققوا إنجازات ملموسة في وزاراتهم.. وهو مالم يعد ملائما للفترة الحالية والمقبلة.
* الوزير السياسي - في رأيي - عملة نادرة. وهو أقدر من غيره علي توظيف فريق عمله توظيفاً سليماً. فهو يحسن اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب.. ثم يترك التفاصيل الفنية والوظيفية لهذا الفريق.. علي أن يختار كل فرد فيه بعناية ودون مجاملة.. من أهل الخبرة والعلم لا من أهل الثقة والولاء فحسب.. حتي يعمل الجميع لصالح الوطن لا وفق مصالحهم الخاصة أو مصالح من جاء بهم إلي وظائفهم العليا.
* ليس شرطاً أن يكون وزير النقل مهندساً. ولا وزير الصحة طبيباً.. هكذا تفعل دول العالم المتقدم.. الوزير سياسي أولاً.. يقود مجموعة من التكنوقراط المهرة ذوي المعرفة والأدوات الفنية.
* فهل يختلف المهندس علاء فهمي "أحدث الوزراء" عن أسلافه في النقل. أو أقرانه في وزارات أخري.. وهل يمكنه أن يحدث نقلة نوعية بوزارة النقل كما فعل في هيئة البريد من قبل.. وهل يترك تفصيلات العمل التنفيذي لمساعديه. حتي لا يضيِّع وقته في عمل يكفي أن يقوم به أحد مساعديه الأكفاء..؟!
* حين التقيت وزير النقل الجديد مؤخراً وجدته مهموماً بإصلاح منظومة النقل في المرحلة المقبلة. ليكمل ما بدأه أسلافه وزراء النقل السابقون برؤية سياسية واضحة تؤمن بأهمية تغليب البعد السياسي علي الجانب التكنوقراطي.. فهل تكون أفكاره نواة للوزير السياسي.. ؟!.. نتمني.
الجمهورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق