الخميس، 14 يناير 2010

كامل أبو على : أتوقع مشاحنات و مشاكل بسبب "الجماعة"


اعترف المنتج كامل أبوعلى بأنه لم يقرأ سيناريو أى فيلم أنتجه حتى الآن، وذلك لأنه يعمل بنظرية «اترك العيش لخبازه»، كما لم ينكر أن السينما منحته الشهرة وعرفته على أشخاص لم يحلم حتى بمصافحتهم.
كامل يعتبر إنتاج أفلام سينمائية جيدة المستوى مسؤوليته فى هذه الفترة حتى لو لم تحقق أرباحاً، ومع ذلك أكد أنه لم يخسر فى أى فيلم حتى الآن. كامل فى حواره مع «المصرى اليوم» تحدث بصراحة، وأجاب عن كل التساؤلات التى صاحبت مشواره كمنتج سينمائى:
■ لماذا اشتريت مسلسل «الجماعة»؟
- الموضوع جاء بالصدفة، فقد تحدث معى الكاتب وحيد حامد عن إنتاجى للمسلسل، ونقلة من شركة «جود نيوز» التى كانت ستنتجه، وطبعاً رحبت جداً برغبة وحيد، وكان لى شرط واحد فقط للقبول هو أن يشرف بنفسه على الإنتاج لأن الموضوع مهم وحساس جدا، ولا يمكن أن ينتجه شخص ليس له علاقة بالموضوع، ولا يوجد أفضل من كاتب المسلسل ليشرف على التنفيذ، ووافق وحيد، وبدأنا التحضير، خاصة أن الأبطال كانوا محددين من قبل وعلى رأسهم إياد نصار، كما أن معظم التفاصيل الأخرى كان متفقاً عليها.
■ أليست مجازفة أن توافق على إنتاج موضوع شائك يتناول جماعة الإخوان المسلمين، ومتوقع أن يثير مشاكل معها وهى قوة لا يستهان بها؟
- أعرف أن الموضوع شائك وحساس ومهم ويحتاج دقة كبيرة جداً فى التنفيذ، لكننى أثق فى وحيد حامد جداً، وأعلم أنه كتب المسلسل فى أربعة أعوام، واستند إلى مراجع ومعلومات مؤكدة جداً، وعموما، أتوقع مشاحنات ومشاكل، وهذا يحدث مع العمل المهم جدا، وطالما هناك ثقة فى العمل وحياده فلا يوجد ما يخيف، خاصة أن كل شىء سيتم بإشراف وحيد، وأعترف أنه إذا كان رفض الإشراف على المسلسل كنت سأعتذر عن إنتاجه، فلن أتحمل مسؤولية كهذه وأعطيها لشخص لا علاقة له بالموضوع لينفذها ويتسبب فى أخطاء.
■ ما حقيقة شراء التليفزيون المصرى حق عرض المسلسل، وهل هذا يعنى تأييد الدولة له؟
- ليس صحيحاً أن التليفزيون المصرى اشترى المسلسل أو حتى حاول التعاقد عليه حتى الآن، كما لا توجد تعاقدات مع أى قنوات أخرى، وكل ذلك مؤجل لحين الانتهاء من تنفيذ المسلسل.
■ يقال إن فيلم «العبَّارة» لوحيد حامد أيضا انتقل إلى شركتك، فما السبب، وهل هى صدفة أن ينتقل إليك أضخم عملين فى «جود نيوز»؟
- ليس صحيحا أننى اشتريت هذا الفيلم، رغم أننى أتمنى فعلا إنتاجه، لأنه فيلم مهم جدا، وقصته ستحدث انقلاباً فى السينما، لكن لم يحدث تفاوض عنه، وإذا حدث، سأنفذه فوراً.
■ ما سر حماسك لإنتاج أعمال جريئة قد تحدث مشاكل لك كرجل أعمال؟
- أنا أعشق الفن بوجه عام، وأعتبره مشابهاً جداً للسياحة فى الهدف والتنفيذ والمتعة، وحماسى لإنتاج أعمال جريئة سببه شعورى بضرورة إنتاج هذه النوعية، قد يكون هذا نضجاً أو شعوراً بالمسؤولية والرغبة فى المساهمة فى إحداث نهضة فكرية وفنية، لأن السنيما والفن بشكل عام هو سفيرنا فى كل العالم، وخير متحدث عنا، وأفضل ناقل لثقافتنا.
■ لماذا أدخلت نفسك فى عالم الفن من الأساس، وهل تتعامل مع السنيما كمشروع تجارى مربح، أم كوسيلة للشهرة؟
- كل شىء فى حياتى يحدث صدفة، فقد عرض على أحد أصدقائى تصوير فيلم «إزاى البنات تحبك» فى قرية سياحية أمتلكها، ثم عرض على أن أشارك فى إنتاج الفيلم، فوافقت لأننى أحب السينما، وتعاملت مع الأمر فى البداية كمشروع ظريف ومغامرة كأى مغامرة أو مشروع دخلته، والسينما مشروع قومى وإنسانى وثقافى وتجارى، ولا أنكر أنها أعطتنى الشهرة وبعض المال لأننى أحيانا أكسب منها، وأحيانا أخرى لا أكسب، لكننى لا أخسر، وبصراحة، السينما عرفتنى على أشخاص لم أكن أحلم بمصافحتهم.
■ هل يسعدك لقب «رمسيس نجيب المعاصر»، ولماذا تتبنى مشروعات فنية قد لا تحقق ربحاً وتنفق عليها بسخاء؟
- طبعا يشرفنى مجرد ذكر اسمى مع المنتج الكبير رمسيس نجيب، وأنا مؤمن بنظرية مهمة جداً هى أن الإنفاق الجيد يخرج عملاً جيداً، ولا أنظر بعين المنتج الذى يحسب الأمور بالورقة والقلم وكم سيكسب وكم سيخسر، ويتشدد فى الإنفاق على العمل، كما لا أهتم بتحقيق الفيلم إيرادات كبيرة، المهم أن تعجبنى فكرة العمل وأشعر أنه ذو قيمة.
■ لو كانت مهنتك الإنتاج الفنى فقط دون وجود مشروعاتك التجارية والسياحية التى تدعمك، هل كنت ستصر على هذا الرأى؟
- لو لم أكن أملك تلك الشركات والمشروعات التجارية والسياحية، سأكون أكثر إخلاصاً للفن، وربما أنتج أكثر من ذلك لأن السياحة والتجارة تأخذان معظم وقتى.
■ لكنك بالتأكيد لن تنتج أفلاماً غير مضمونة الربح حفاظاً على أموالك وخوفاً من الخسارة؟
- من قال إن السينما تخسر؟ السينما تكسب حتى ولو على المدى البعيد، ومن لا يكسب لا يعنى أنه يخسر، ورغم ما يقال عن وجود أزمة اقتصادية وخسائر، فإننى لم أخسر فى السينما ولا السياحة، بالعكس كسبت أكثر من ٧%، لأن الاهتمام بالجودة الفنية والتسويقية أهم شىء يضمن النجاح مهما كانت الظروف.
■ هل أفلام مثل «احكى يا شهرزاد» و«بالألوان الطبيعية» تحقق أرباحاً؟
- لا أستطيع ادعاء أننى كسبت منها ماديا، لكن لم تحدث خسائر، وهناك أشياء قد تكون أهم من المادة مثل الجوائز، ويكفى أن فيلم «احكى يا شهرزاد» نال جوائز من مهرجانات دولية والتى لا تقدر بثمن تجعلنى أستهين بالحسابات المادية أمام القيمة الفنية، أما فيلم «بالألوان الطبيعية» فأعتقد أنه عمل جاد ومهم يطرح مشاكل الشباب الحساسة، وعموما يجب أن نغير نظرتنا للإنتاج، خاصة أن الدولة مقصرة جدا فى حق السينما، ولابد أن نساندها أكثر من ذلك عن طريق البنوك الكبرى والشركات، ولكن للأسف السينما قائمة على جهود فردية من المنتجين.
■ لماذا تعد لمشروعات سينمائية لمخرجين كبار مقلين فى أعمالهم مثل يسرى نصرالله وأسامة فوزى ومحمد خان وغيرهم؟
- لأننى أراهم ثروة قومية لا يستهان بها، فهم عباقرة لا يصح أن يجلسوا فى بيوتهم دون عمل، وعودتهم فى صالح السينما، وقد بدأت هذه المشروعات بفيلم «احكى يا شهرزاد» ليسرى نصرالله، كما أستعد معه لفيلم آخر هو «مركز التجارة العالمى» بطولة منة شلبى، ونفذنا بـ«الألوان الطبيعية» لأسامة فوزى، وأحب أن أوضح أنه لا يوجد عدد محدد من الأفلام تم الاتفاق عليه.
■ علاقتك بمخرجى الأفلام التى تنتجها تثير أقاويل كثيرة، فأنت المنتج الوحيد الذى يطلق يد المخرج فى كل شىء، هل هذه ثقة فيهم؟
- هذا هو أسلوبى فى الإدارة سواء فى السينما أو السياحة، فأنا لا أتدخل فيما لا أفهمه، بل «أترك العيش لخبازة» كما يقولون، وأحضر أفضل المتخصصين وأضعهم فى أماكنهم، أما فى السينما للسينما، فأنا أعترف للمرة الأولى بأننى لم أقرأ سيناريو فيلم أنتجته على الإطلاق حتى الآن، بل أسمع الفكرة من المؤلف والمخرج، ونتفق على الخطوط الرئيسية، ثم أترك للمخرج كل شىء فهو رب العمل، وأى فيلم محترم وراءه مخرج محترم.
■ لذلك تطلق يد المخرج خالد يوسف فى أفلامه فى كل شىء بداية من الفكرة وحتى الأفيش؟
- تعرفت على خالد عن طريق هانى سلامة، وقدمنا فيلم «ويجا»، وبعده توالت الأفلام مثل «خيانة مشروعة» و«حين ميسرة» و«الريس عمر حرب»، وتعجبنى جدا عقلية خالد وسيطرته على الأمور وجرأة أفكاره لأننى شخص جرىء ومغامر بطبعى، وأنا أثق فيه جدا، وبصراحة أسلم له كل شئ لأننى لن أفهم أفضل منه فى الفيلم، خاصة أننى لا أحب أن اتفلسف أو أدعى الفهم فيما لا يخصنى، وترك الحرية المطلقة له يجعله يبدع فى عمله، ولا أزور أسرة الفيلم أثناء التصوير سوى مرة أو اثنين على الأكثر.
■ ما رأيك فى الضجة التى تحدث بسبب اعتراض الرقابة على بعض أفلام خالد يوسف وأفكاره؟
- اعتراض الرقابة يقل مع الوقت، ويوما ما قد يختفى، لكن أعترف بأننا نتمتع بحرية فكرية إلى حد كبير حتى مع وجود الرقابة، ورغم كراهية البعض لها والمطالبة بإلغائها، فإننى أؤيد وجودها، لأنه مهما تمتعنا بالحرية لابد أن يكون هناك سقف لا نتجاوزه خصوصاً فى الدين والجنس، وإذا اختفت الرقابة، سينتشر صناع الأفلام الرخيصة والمثيرة والبعيدة عن الأخلاق والدين.
■ لماذا كونت شركة «مصر للسينما» مع نجيب ساويرس رغم أنك لست فى حاجة مادية لها؟
- بمنتهى الصراحة، أنا مثلى الأعلى فى الحياة هو ساويرس الذى أحترمه بشده لأنه رجل وطنى ومحترم وواضح، وفعلا لم أكن فى احتياج مادى للشركة، لكننى كنت أتمنى مشاركة ساويرس، وقد ذهبت إليه وقلت له: «أتمنى أن أشاركك»، فقال لى: «هات صورة بطاقتك الآن»، وبعد خمس دقائق فقط أصبحنا شريكين فى «مصر للسينما»، وبدأنا العمل بفيلم «دكان شحاتة» ثم «كلمنى شكرا»، ونحضر لفيلم «الكفيل».
■ كيف تدار الشركة بينكما، وهل يتدخل ساويرس فى اختيار الأفلام؟
- لم يحدث أن تدخل أبدا فى أى عمل، لأنه يسير بنفس نظرية «أترك العيش لخبازه»، وبعد انتهاء تصوير الفيلم، أتصل به وأطلب منه الحضور لمشاهدته.
■ وكيف تتعامل مع وليد صبرى كشريك فى أفلام أحمد حلمى تحديدا؟
- لا توجد شركة بيننا الآن، وأحمد حلمى معى فى شركة «الباتروس» فقط، لكنه قدم «ألف مبروك» مع وليد صبرى لأنه تعاقد عليه منذ فترة، والآن حلمى يصور معنا فيلم «جواز سفر مصرى».
■ قدمت عدداً كبيراً من النجوم والوجوه الجديدة، فى حين لم تتعاون مع نجوم كبار مثل عادل إمام ومحمود عبدالعزيز، فهل تركز على الشباب فقط؟
- رغم سعادتى بتقديم عدد كبير جدا من النجوم، فإننى أتمنى التعاون مع عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ويسرا وميرفت أمين، وكل النجوم الكبار، وكان من أحلامى التعامل مع النجم الكبير أحمد زكى، فالنجوم الكبار فضلهم علينا وعلى السينما المصرية والفن عموماً، ولو نستطيع تقبيل أياديهم على ما قدموه أو للعمل معنا لفعلنا، وأعتقد أن وجود شويكار معنا فى فيلم «كلمنى شكرا» شرف للجميع.
■ وهل يمكن أن تدفع الأجور الكبيرة التى يتقاضاها هؤلاء النجوم؟
- إذا حدث اتفاق مبدئى على الفكرة والعمل فالأجر لن يكون مشكلة، والمنتج الجيد يستطيع أن يعادل بين التكلفة والربح، ثم أن النجم أيضا يهتم بأن يكسب المنتج من ورائه، ويساعده فى ذلك.

المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق