الجمعة، 4 ديسمبر 2009

رجال أعمال الحزب الوطني يمولون الهجوم علي الحزب و حكومته

برامج القاهرة اليوم‏‏ و ‏العاشرة مساء‏ و‏ 90‏ دقيقة‏ و‏‏الحياة اليوم‏ ترعاها
شركات مسئولين كبار في الحزب
نبه عدد من خبراء وأساتذة الإعلام إلي خطورة ظاهرة يشهدها الإعلام المصري الخاص حاليا وتتنامي يوما بعد يوم‏,‏ وهي رعاية رجال الأعمال الأعضاء بالحزب الوطني لبرامج‏"‏ التوك شو‏",‏ والتي تستمد شهرتها من الهجوم علي حزب الأغلبية وحكومته‏,‏ مغلبين مصالحهم الشخصية علي حساب التزامهم السياسي والمواقع التي يتولون مسئوليتها‏।‏وقد جاء برنامج‏"‏ القاهرة اليوم‏"‏ الذي تبثه قناة أوربت‏,‏ ويقدمه الإعلامي عمرو أديب والذي يعتبر الأكثر هجوما علي سياسات الحزب الوطني في المركز الأول من حيث عدد الرعاة‏,‏ حيث ترعاه شركات أمريكانا ويمتلكها معتز الألفي‏,‏ وبنك‏BNP‏ باريبا وهو ملكية مشتركة بين عائلتي وزير الإسكان أحمد المغربي ووزير النقل السابق محمد منصور الذي يرعي البرنامج كذلك من خلال شركته جنرال موتورز‏।‏ وسيراميكا رويال ويملكها مصطفي السلاب عضو الحزب الوطني ورئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب‏,‏ وطلعت مصطفي جروب‏,‏ والتي يمتلكها رجلا الأعمال طارق وهشام طلعت مصطفي العضوان البارزان بالحزب‏।‏ثم يأتي برنامج‏"‏ العاشرة مساء‏"‏ الذي تبثه فضائية دريم‏,‏ وتقدمه الإعلامية مني الشاذلي‏,‏ حيث ترعاها شركات جنرال موتورز‏(‏ محمد منصور‏)‏ وسيراميكا كليوباترا التي يمتلكها رجل الأعمال محمد أبو العينين القيادي بالحزب الوطني ورئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب‏।‏ثم يأتي برنامجا‏90‏ دقيقة‏"‏ و‏"‏الحياة اليوم‏"‏ ويعد من أبرز رعاتهما شركة سيراميكا رويال السلابويقول إبراهيم حمودة المدير السابق للبرامج في قناة المحور‏:‏ إن عقود الرعاية تتراوح ما بين‏12‏ مليون إلي‏60‏ مليون للسنة الواحدة‏,‏ مشيرا إلي أن المعلن لا يفضل العقود الطويلة‏,‏ وإنما يفضل العقود ذات المدد القصيرة والتي تتراوح ما بين شهر وثلاثة أشهر‏.‏ وأوضح أن المعلن بطبيعة الحال لا يجدد التعاقد إلا مع القنوات التي لا تخدم مصالحه‏.‏وتقول الدكتورة نجوي كامل وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة‏:‏ إن رعاية أو تمويل أي شركة أو رجل أعمال لبرامج تليفزيونية أو وسائل إعلامية أخري يؤثر بكل تأكيد علي محتواها الإعلامي‏,‏ سواء كان هذا التأثير بصورة مباشرة أو غير مباشرة‏.‏ موضحة أن رجل الأعمال الذي يمول برنامجا قد يطلب منع مناقشة قضية بعينها تمس مصالحه‏,‏ أو علي الأقل فإن المسئولين عن البرنامج يمتنعون عن طرح الأفكار التي تتعارض مع سياسات الراعي الرئيسي للبرنامج‏.‏وقدمت نجوي مثالا بوزير النقل السابق محمد منصور‏,‏ الذي تناول عدد من البرامج التي يرعاها من شركاته قضية حادث قطار العياط بشكل يبرئ ساحته كوزير‏,‏ وتبرز إنجازاته خلال فترة توليه المسئولية‏.‏وتستمر دكتورة كامل في تقديم الأمثلة فتقول‏:‏ إنه بمتابعة برامج التوك شو نكتشف عدم تناول وزارة الاتصالات ووزيرها الدكتور طارق كامل بأي صورة من صور الانتقاد‏,‏ وفي المقابل نكتشف أن الوزارة تأتي في مقدمة قائمة المعلنين في هذه البرامج‏.‏بينما يقول الدكتور سامي عبد العزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إن ظاهرة رعاية رجال الأعمال للبرامج لها جوانب إيجابية في مقابل سلبيتها‏.‏ ومن إيجابياتها وضوح هوية المعلن علي عكس قنوات أخري غير مصرية لا نعرف من يمولها‏.‏ وأضاف الدكتور عبد العزيز‏:‏ حتي إذا كانت هناك سلبيات للظاهرة فإنه يفضل أن نقيم حوارا مع هؤلاء المسئولين في الحزب‏,‏ ومع مسئولي هذه القنوات‏,‏ بدلا من عقابهم‏.‏وطالب سامي هذه البرامج بأن تراجع مهنيتها وحرفيتها وأن تعلي من قيم الديمقراطية والحرية‏,‏ مشيرا إلي اختلال هذه القيم لدي الكثير من برامج التوك شو‏,‏ التي تستضيف أطرافا تعبر عن وجهة نظر واحدة هي في الأغلب معبرة عن رأي المعارضة‏,‏ وهو ما يعتبر في الإعلام‏"‏ تغييبا‏".‏ومن جانبه يري الدكتور محمود علم الدين الأستاذ بكلية الإعلام أن ما يفعله رجال الأعمال المنتمون للحزب الوطني من رعاية للبرامج التي تهاجم الحزب وحكومته مرفوض بنسبة مائة بالمائة‏,‏ وأوضح أن هناك فارقا كبيرا بين رجل الأعمال الحر‏,‏ وبين نظيره المسئول حزبيا أو من خلال الحكومة‏.‏وأضاف الدكتور علم الدين إن هناك خللا يحدث الآن نتيجة دخول بعض المسئولين حلبة الإعلان دون تنظيم‏,‏ حيث أوجد هذا حالة من عدم تكافؤ الفرص بين الوزارات ذات الموارد المالية الضخمة والوزارات الفقيرة‏,‏ مما جعل البرامج تتغاضي عن أخطاء وزارات وتبرز أخطاء أخري‏.‏ موضحا أن المسئولية في العالم كله تفرض علي صاحبها أن يخلع رداء مصالحه الخاصة عند توليه المسئولية أو التزامه حزبيا‏.‏وقال إن بعض الوزارات التي قدمت إعلانات عن خدماتها منذ بداية شهر رمضان الماضي لا تقدم خدمات جيدة‏,‏ وتساءل‏:‏ إذا كان هذا هو الحال‏,‏ فعن أي شيء يعلنون ؟



الاهرام المسائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق