السبت، 5 ديسمبر 2009

لماذا يتفوق الصعيد في إنجاب التوائم الملتصقة علي بحري ؟!


ولادة طفلين ملتصقين ظاهرة‮ .. ‬خبراً‮ ‬أصبح معتاداً‮ ‬مؤخرا بشكل كبير جدًا،‮ ‬وآخرها سيدة وضعت طفلا برأسين توفي بعد يوم واحد من ولادته والظاهرة ليس لها أي تفسير علمي حتي الآن ورغم ذلك تتجه أصابع الاتهام إلي التلوث البيئي المتزايد واستعمال الأدوية المنشطة للحمل بالنسبة للحالات الموجودة في مصر التي كان آخرها الطفلتين أحلام وسارة اللتين توفيتا قبل البدء في فحوصات فصلهما بمستشفي أبوالريش وكذلك الطفلة مريم التي يلتصق بها توأم طفيلي بكامل جسده لكن بدون رأس ومن قبلهما‮ "‬محمد وأحمد‮" ‬اللذان أجريت لهما عملية فصل ناجحة بأحد المستشفيات في أمريكا،‮ ‬ورغم تزايد الحالات إلا أننا لا يمكن وصفها بالظاهرة خاصة مع عدم وجود إحصائية ترصد الأعداد الموجودة وإن كان‮ ‬60٪‮ ‬من الحالات يولدون ميتين أو يتوفون بعد الولادة‮.‬يقول د.شريف عبدالعال،‮ ‬أستاذ طب الأطفال بمستشفي أبوالريش،‮ ‬لابد من وجود دراسات عن التوائم التي تولد في مصر لتوضيح أعدادها والمحافظات التي ظهرت بها من خلال الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ومستشفيات الولادة،‮ ‬لافتًا إلي عدم وجود تفسير علمي دقيق لهذه الظاهرة ولكن استخدام الأم لمنشطات التبويض خاصة في حالات علاج العقم يساعد علي ولادة التوائم وبالتالي احتمالات حدوث التصاقات بينهما وكذلك زيادة إفرازات الهرمونات لدي الأم وازدياد معدل التلوث البيئي الذي يؤدي إلي حدوث تشوهات في الأجنة،‮ ‬وأضاف‮: ‬يمكن اكتشاف وجود توأم ملتصق داخل رحم الأم من خلال إجراء أشعة السونار في بداية الحمل التي توضح وجود التصاق من عدمه وغالبًا ما تكون الولادة قيصرية،‮ ‬حيث يصعب إجراء ولادة طبيعية في مثل هذه الحالات‮.‬ويضيف د.ناصر عبدالعال،‮ ‬رئيس وحدة حديثي الولادة بمستشفي أبوالريش،‮ ‬أن أصعب الأنواع هو الالتصاق من الرأس مثل حالتي‮ "‬أحمد ومحمد‮" ‬و"سارة وأحلام‮"‬،‮ ‬وذلك بسبب وجود تداخل في النسيج المخي والأوعية بخلاف الطفل الطبيعي وتمثل نسبة حدوثها‮ "‬2٪‮" ‬من حالات الالتصاق بالبطن أو الصدر الأكثر شيوعًا بين الأطفال بنسبة‮ ‬67٪‮ ‬من حالات الالتصاق‮.. ‬كما أنها من العمليات التي يمكن إجراؤها في مصر،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن الالتصاق في الحوض الذي لا تتعدي نسبته‮ ‬17٪،‮ ‬ويستطرد عبدالعال‮: ‬لم نسجل خلال قرن كامل سوي‮ ‬32‮ ‬حالة التصاق بالمخ تم إجراء محاولات فصل لها ولم يبق منها سوي‮ ‬8‮ ‬حالات كتب لها النجاح وكان أبرزها حالة الطفلين‮ "‬أحمد ومحمد‮"‬،‮ ‬كما أن تكلفة عملية الفصل تتجاوز الخمسة ملايين دولار في مثل هذه الحالات مع العلم بتبرع الأطباء وطاقم التمريض بأجورهم مثلما حدث مع‮ "‬أحمد ومحمد‮"‬،‮ ‬ويكمل‮: ‬تكمن مشكلة هذا النوع من الالتصاق في كيفية حماية المخ بعد الجراحة من الصدمات والبكتيريا التي تسبب التهابات به‮.‬ويلفت إلي أن العجيب في حالتي الطفلين‮ "‬أحمد ومحمد‮" ‬و"سارة وأحلام‮" ‬أنهما من نفس المدينة بمحافظة قنا مركز قوص وهو ما يستحق الدراسة بالفعل وقد طالبنا من إدارة الطب المجتمعي الموجود بقصر العيني عمل دراسة وأخذ عينات من بعض السيدات الحوامل والتوائم لمعرفة هل هناك أسباب لولادة هذا النوع من التوائم الملتصقة من المخ بهذه المدينة أم لا؟ مؤكدًا أنه لا توجد أرقام أو مؤشرات تدل علي زيادة أعداد التوائم الملتصقة ولكن تداول وسائل الإعلام لها والتركيز علي أخبارها بصفة مستمرة مثلما كان الوضع مع‮ "‬أحمد ومحمد‮" ‬ومحاولات فصلهما هو ما جعل المواطن العادي يشعر بأن كل التوائم ملتصقون أو أنها ظاهرة دائمة الحدوث مما أعطي الصورة أكبر من حجمها‮.‬ وعن الحالات التي استقبلتها وحدة جراحة حديثي الولادة بمستشفي أبوالريش التخصصي قالت د.ماجدة بدوي،‮ ‬مدير المستشفي‮: ‬إن الوحدة استقبلت خمس حالات توائم ملتصقة إلا أن مثل هذه الحالات يتم وضعها تحت الفحص لفترة تصل إلي العام لتقييم حالتها ومعرفة الأعضاء المختلفة والمشتركة بينها ولكن للأسف تكون حالتهم الصحية حرجة ويفارقون الحياة،‮ ‬أما عن عمليات الفصل قالت‮: ‬تم إجراء‮ ‬3‮ ‬عمليات كان الالتصاق من منطقة البطن التي يسهل إجراؤها في مصر وتتوافر الإمكانيات الطبية لذلك‮.‬ وقالت‮: ‬لدينا جميع التخصصات الطبية بالمستشفي التي يحتاجها مثل هذا النوع من العمليات ولكن إنشاء فريق طبي يجمع هؤلاء الأطباء في كل هذه التخصصات هو التحدي الذي يواجهنا في مثل هذه الحالات،‮ ‬خاصة‮ "‬الالتصاق بالمخ‮" ‬الذي يتطلب تجهيزات خاصة وميزانية كبيرة وهو ما لا تتحمله ميزانية المستشفي،‮ ‬خاصة أنه يخدم‮ ‬3‮ ‬آلاف طفل شهريا ويقوم بعمل العديد من العمليات مثل جراحات القلب المفتوح وتشوهات العظام للأطفال ولذلك يصعب توجيه ميزانية خاصة للتوائم السيامية‮.. ‬خاصة أن‮ "‬سرير العمليات‮" ‬وحده يبلغ‮ ‬ثمنه‮ "‬100‮" ‬ألف دولار لذلك فإننا نسعي في الحالات الصعبة مثل‮ "‬أحلام وسارة‮" ‬إلي مراسلة المؤسسة الأمريكية لتبني هذه الحالات وتقوم بالعملية مجانًا‮.‬وأضافت د.نرجس البرت،‮ ‬رئيس إدارة الصحة العامة بقصر العيني،‮ ‬حتي الآن لم تصلنا ملفات الأطفال لدراستها ومعرفة العلاقة بينهم خاصة أنهم من مركز قوص محافظة قنا،‮ ‬وقالت‮: ‬بعد أن نستلم الملفات سوف نبدأ البحث لمعرفة الأسباب بدءًا من الطبيب المعالج لنتأكد إذا كان الطبيب واحدًا في الحالتين وإمكانية استعمال‮ "‬الأمهات‮" ‬لمنشطات تبويض التي تسرع في نمو الطفل وبالتالي حدوث الالتصاقات‮.‬ وأيضًا التأكد من وجود ملوثات بالمدينة من عدمه عن طريق أخذ عينات من المياه والهواء للتأكد من ذلك،‮ ‬وقالت‮: ‬نستبعد وجود عامل‮ "‬القرابة‮" ‬بين الأسرتين،‮ ‬حيث إن الوراثة لا علاقة لها علي الإطلاق بولادة أطفال ملتصقين‮.‬ موضحة‮: ‬يتم تشكيل فريق عمل من المعيدين والمدرسين المساعدين الذين سوف يذهبون إلي المدينة وعمل خطة بحث للوصول إلي الأسباب التي تتضمن تصميم استبيانات توزع علي الأطباء لمعرفة مدي كتابتهم للمستشفات كعلاج للعقم وأنواعها وأيضًا مناظرة‮ "‬أمهات‮" ‬التوائم‮.‬ ويذكر د.أشرف عجايبي،‮ ‬أستاذ جراحة الأطفال بمستشفي الجلاء،‮ ‬أن نسبة ولادة التوائم الملتصقة في مصر متناسبة مع النسبة العالمية وهي طفل بين‮ ‬300‮ ‬ألف طفل ولم تحدث زيادة بها ولكن تكرارها داخل مدينة واحدة خلق منها ظاهرة تستوجب البحث العلمي،‮ ‬مؤكدًا‮: ‬من الممكن أن يكون نسبة التلوث والعوادم العالقة بالجو بهذه المدينة هي سبب تكرارها وأيضًا المواد الكيميائية التي تستخدم في المحاصيل الزراعية من سماد ومواد مكافحة الآفات وطبيعة الغذاء أضف إلي إمكانية وجود تسرب إشعاعي من المستشفي الموجود بها إذا كانت تستخدم الإشعاع كوسيلة للعلاج وعدم التخلص منه بطريقة آمنة

الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق