"محمد هنيدي" لا يصدق حتي الآن الايرادات القياسية التي حققها فيلمه "أمير البحار" خاصة انه كان مرعوباً منه وكأنه امتحان ثانوية عامة.. تحدث معنا عن فيلمه وعن حياته الخاصة والتي اظهرت أن وراء هذا الكوميديان طفلاً صغيراً يقضي وقته مع أبنائه فريدة وفاطمة ويوسف ويشغله هم إمكانية نقل والدته "البركة" كما يطلق عليها لتشاهد فيلمه لأنه بالرغم من تأكيد من حوله أنه نجم لم يشعر حتي الآن بالنجاح إلا عندما يري نظرة الرضا في عيونها. < دائماً تفضل عرض أفلامك في موسم الصيف، فهل تشعر بقلق من صعوبة تحقيق إيرادات في موسم عيد الأضحي؟- لا أفكر بهذه الطريقة خاصة أنني مقتنع أن الأرزاق بيد الله وما أسعي له في الأساس هو أن أقدم فيلماً استطيع من خلاله أن أرسم البسمة علي وجوه الناس وعندما أنجح في ذلك وأجد الناس البسطاء يلتفون حولي في الشارع ويعبرون لي عن حبهم أشكر الله سبحانه وتعالي علي هذه النعمة، أما بالنسبة لفكرة المواسم فالخريطة السينمائية تغيرت تماماً وسوف يتراجع موسم الصيف لأن شهر رمضان سوف يحل في الصيف لذلك سيكون لموسم عيد الأضحي وأيضاً الفطر فرصة أكبر من تحقيق الإيرادات، كما أن العمل الجيد هو من يخلق الموسم.< وكيف تتابع ردود الأفعال حول فيلمك؟- اعيش حالة من الرعب التي لا يمكن أن أوصفها لأن الفيلم الكوميدي لا يمكن أن يوضع في منطقة وسط والتقييم له يكون علي أنه ناجح أو فاشل ولذلك ظللت الأسبوع السابق لعرض الفيلم في حالة صعبة تعود عليها أولادي وزوجتي وفي اليوم الذي تم عرض الفيلم فيه رفضت أن أذهب للسينما معهم لخوفي من الفشل وبالفعل ذهبوا هم وفوجئت بهم يتصلون بي ويفتحون الخط علي صوت ضحك الجمهور فوجدت نفسي ارتدي ملابسي وأجري للسينما، كما قمت طوال الأسبوع الماضي بتغيير صوتي واسمي واتصلت بمديري السينمات لاطمئن علي عدد الجمهور وترتيب الفيلم والحمد لله أكدوا أنه في المقدمة دون أن يعلموا أنني محمد هنيدي.< دور الفتي المدلل كان مفاجأة للجمهور، ما السر وراء تقديمك هذه الشخصية؟- في الحقيقة هذا حدث عن عمد فبعد أن قدمت شخصية "مبروك" في فيلم رمضان مبروك أبو العلمين حمودة ووجدت أن الفيلم حقق نجاحاً كبيراً ففكرت مع فريق العمل في ضرورة تقديم نموذج مختلف تماماً عن طبيعة هذا الرجل فكان لابد من مغامرة وتحد قبلته من خلال دور "أمير" الشاب الثري المدلل بما يحمله من صفات منها الفشل وعدم القدرة علي تحمل المسئولية وهو نموذج موجود لكثير من الشباب الذين وقعوا ضحية لتدليل الأمهات والأهالي بشكل عام .< ولكنك اشتهرت بتقديم أدوار الشاب الفقير أو ابن الطبقة المتوسطة ألم تخش ألا يصدقك الجمهور هذه المرة؟- أولاً أنا أحب تقديم دور ابن البلد لأني مقتنع أنهم "البلد" فعلاً وأحب هذا النماذج لأنهم أصحاب القضايا والمشاكل المثيرة والخصبة ولكن هناك أزمة حقيقية لن أقول في جيل يعجز عن تحمل المسئولية أو حل مشاكله بسبب سوء التربية والتدليل الزائد ولكن سوف أقول هناك أسر تقع في هذه المشكلة وتضر أبناءها وهذه العبارة قالتها الفنانة هناء الشوربجي التي تقوم بدور أم "أمير" عندما عجز عن حمايتها هي وشقيقاته وطاقم الباخرة التي يقودها بسبب تدليلها الزائد له لدرجة إنها قالت "أنا اللي عملت فيك كدا أنا أسفة".< هناك نقطة تحول فارقة في حياة "أمير" من الطالب الفاشل إلي القبطان الناجح، ألم تخش ألا يستوعبها الجمهور؟ - لم أقصد تقديم نموذج تافه من الشباب ولكن قصدت تقديم نموذج من الواقع قد يمثل شباباً كثيرين وبالتحديد في حالة أمير فهو لم يكن تافهاً في المطلق بل كان يشبه كثيراً من جيله وكانت لديه مبادئ ومناطق مزدوجة تبرز رجولته ويظهر ذلك من خلال علاقته بشقيقاته الثلاث حيث يمنعهن من الظهور أمام الرجال وهكذا فكان هناك امكانية لأن يتغير خاصة بعد الظروف الصعبة التي تعرض لها من ضياع حبيبته وتعرضه للخطف من القراصنة.< البعض انتقد فيلمك لدور طالب في الأكاديمية البحرية وانت في هذه المرحلة العمرية خاصة وأن زملاءك من الطلاب بعضهم لم يكمل العشرين؟- بالفعل كنت متخوفاً من هذه المسألة ولكنني ظللت ابحث عن تركيبة درامية لتبرير ذلك وبالفعل هناك جملة علي لسان أحد الفنانين يوضح فها انني قضيت في الأكاديمية اثني عشر عاماً وهذه فترة زمنية كافية ليظهر فارق السن بيني وبين باقي الطلاب.< ترفض اتهامك بتقليد الفنان إسماعيل ياسين صاحب الفيلم الأشهر "إسماعيل ياسين في البحرية" ومع ذلك تستعين بإفيه "شهرتك علي المركب بولولوم"؟- أنا عاشق للنجم الجميل إسماعيل ياسين واعتبر هذا الرجل الفنان ثروة وميراثاً قومياً لا يختلف عليه أحد في العالم العربي وهذه الجملة ذكرتها تكريماً لهذا الكوميديان العبقري ولكني بالطبع لم أتعمد تقليده، فالفيلم فكرته تدور في قالب مختلف.< اقتصرت معلومات الكثيرين عن القراصنة بأنهم رجال نحفاء ببشرة سوداء يخطفون المراكب ولكنك قدمتهم في صورة ضحايا يتحدثون عن ظروفهم؟- أنا مؤمن بنظرية مهمة يتلخص فحواها في أنك عندما تتعرض لظاهرة فمن العدل أن تقول رأيك وتترك المساحة للآخر لأن يقول رأيه حتي وإن كنت لا تتفق معه وفي الحقيقة تنفيذ الفكرة لم يكن سهلاً خاصة أنني قررت مناقشة قضية خطيرة تشغل العالم ونحن عانينا منها وأثرت في أعصاب المصريين جميعا ومع ذلك أقوم بتقديمها بشكل كوميدي وهذا ليس معناه أني مؤيد للقراصنة ولكني حريص علي عرض ظروفهم بشكل إنساني.< وهل بالفعل المشاهد المرتبطة بالقراصنة كانت واقعية؟- تعمدت أن أبحث جيداً عن ظروف هذه العصابات ولم يقتصر تقديمنا لهؤلاء البشر من حيث الشكل الخارجي ولكن السيناريست يوسف معاطي أخذ يتردد علي الأكاديمية البحرية لأكثر من شهر ونصف الشهر التقي خلالها بأكثر من قبطان ممن شاهدوا القراصنة وتعاملوا معهم وتعرضوا للخطف وأخذ منهم العديد من الحقائق عن القراصنة والظروف المختلفة وطرق الخطف وتعرف علي طريقة تعاملهم مع الأسري وطريقة تقسيمهم للفدية وحتي ترتيب أحقية أفراد العصابة في المبالغ الأكبر وفقا لموقعهم.< ومن كان صاحب فكرة الاستعانة بمقدم برنامج البيت بيتك محمود سعد؟- أنا صاحب الفكرة أو الصدفة هي التي أوحت لي بذلك فبعد أن قمنا بتصوير عدد من مشاهد الفيلم كنت أجلس في المنزل ومعي السيناريست يوسف معاطي وكنا نشاهد التليفزيون وكانت الحلقة التي يتحدث فيها محمود سعد مع القراصنة الذين اختطفوا المصريين ودخلت في هيستريا من الضحك وقلت ليوسف هذا يصلح لأن يكون فيلماً كوميدياً وبعدها اتصلت بمحمود سعد وطلبت منه المشاركة في الفيلم بنفس الدور لنعطي مصداقية للأحداث ولم يمانع بل رحب بالفكرة وكان أداؤه مقنعاً جداً.< إذن اختطاف المركب المصري هو الذي أوحي لك بفكرة الفيلم؟- المفارقة هي إننا قمنا بتحضير الفيلم بهذه الفكرة منذ حوالي عام وقمنا بتصوير مشاهد اختطاف المركب المصري والفدية وفكرة تسليم المبلغ عبر طائرة في عرض البحر قبل الواقعة الحقيقية بعدة أشهر.< قلت في أحد المشاهد في معركتك مع القراصنة "المصري ما ينضربش" مما جعل الجمهور يصفق بحرارة ماذا كنت تقصد من هذه الجملة التي ضغطت علي جرح الكثيرين بعد حادث مباراة مصر والجزائر الأخيرة؟- لا أريد أن أدعي أشياء لم أكن أقصدها والحقيقة إنني لم أقل هذه الجملة بشكل وطني مرتبط بحدث معين ولكنه فقط توفيق ربنا الذي ألهمني هذه الجملة البسيطة التي ربما ذكرت المصريين بأشياء مهمة ربما يتغافلها البعض ولكنها حقائق ثابتة لأن المصري ما ينضربش بالفعل ولكن قصدت أن أقول لابد للمصريين أن يعيدوا حساباتهم وبعيداً عن أزمة مصر والجزائر أو غيرها فلا أريد أن أتحدث في هذه الأمور ولكن ما أريد أن أحدثك عنه هو إنني شعرت جداً بهذه الجملة عندما نطقتها وسبحان الله شعرت وقت عرض الفيلم وأنا وسط الجمهور أن الناس كانت في حاجة إليها.< أغلب مشاهد الفيلم تم تصويرها في عرض البحر، في رأيك إلي أي مدي ساهم المكان في نجاح الفيلم؟- كان يهمنا في الأساس خلق صورة بصرية جميلة للجمهور لذلك اجتهدنا بالتعاون مع المخرج وائل إحسان ومدير التصوير وفريق العمل بالكامل لنقل ثقافة البحر واستمر التصوير علي المركب لأكثر من شهر ونصف الشهر لدرجة إننا تعايشنا مع هذه الحياة البحرية والغت الشركة المنتجة "الديلفري" وقررنا أن نأكل من خير البحر وبالفعل كان يصطاد لنا المراكبية يوميا سمكًا طازجًا لنأكله طوال فترة التصوير.< قدمت في نصف أحداث الفيلم الأولي جرعة كوميدية كبيرة في النصف الثاني "شجن" ومشاهد تراجيدية ألم تقلق من تشتت تركيز الجمهور؟- أنا متفق معك أن الجزء الأول من الفيلم مليء بالكوميديا التي أضحكت الجمهور وهذا أسعدني جدا وبالفعل هناك من اعتبر الفيلم منقسمًا إلي جزءين ولكن في نظري سياق العمل يدور في إطار منطقي لأن مشهد "المسترسين" كان في الجزء الثاني من الأحداث بعد أن تحولت حياة الشاب وتأثر الجمهور عندما قرر أمير أن يضحي بنفسه ويموت من أجل انقاذ حياة الركاب والحقيقة المشهد كان صعبًا وثقيلاً جدًا.< قدمت مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة في هذه التجربة هل هذا كان مقصودًا؟- بالفعل قررت أن أمنح الفرصة لجيل كبير من الوجوه الجديدة لأنني ذقت مرارة البحث عن فرصة وتعذبت أنا والراحل علاء ولي الدين كثيرًا وكنا نشعر بالسعادة عندما نحصل علي فرصة للظهور في مشهد واحد مع نجم كبير، والحقيقة عندما شاهدت مسرحية قهوة سادة فوجئت بالمستوي العالي للشباب الذين يشاركون في العرض فقررت أن أضمهم لفريق العمل بجانب مجموعة من الفتيات في قناة نايل كوميدي، ولا أخفي عليك أن سر سعادتي الحقيقية نابع من السعادة التي رأيتها في عيون الشباب وأخذت عهدًا علي نفسي أن يشهد فيلمي المقبل وجوهًا أكثر وكل تجربة أقدم فيها مجموعة من الشباب.< ولماذا قمت بالغاء مشروع الجزء الثاني من فيلم "مبروك رمضان"؟- ليس من العيب استثمار النجاح ولا أنكر أن نجاح فيلم "رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة" حقق لي سعادة غير عادية ورعبًا في نفس الوقت لدرجة إنني بعد عرضه بيوم اتصلت بالسيناريست يوسف معاطي وأنا في حالة رعب وقلت له "هنعمل إيه؟!" وبالفعل قررنا عمل جزء ثان له وكانت فكرة جميلة ولكن الموضوع لم يخرج عن نطاق الفكرة ولكنني شعرت بقلق جعلني أرغب في الظهور هذا العام بعمل مختلف عن "هنيدي".
السبت، 5 ديسمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق