الخميس، 3 ديسمبر 2009
رجال أعمال الحزب الوطني يمولون الهجوم علي الحزب و حكومته
برامج القاهرة اليوم و العاشرة مساء و 90 دقيقة والحياة اليوم
ترعاها شركات مسئولين كبار في الحزب
نبه عدد من خبراء وأساتذة الإعلام إلي خطورة ظاهرة يشهدها الإعلام المصري الخاص حاليا وتتنامي يوما بعد يوم, وهي رعاية رجال الأعمال الأعضاء بالحزب الوطني لبرامج" التوك شو", والتي تستمد شهرتها من الهجوم علي حزب الأغلبية وحكومته, مغلبين مصالحهم الشخصية علي حساب التزامهم السياسي والمواقع التي يتولون مسئوليتها.وقد جاء برنامج" القاهرة اليوم" الذي تبثه قناة أوربت, ويقدمه الإعلامي عمرو أديب والذي يعتبر الأكثر هجوما علي سياسات الحزب الوطني في المركز الأول من حيث عدد الرعاة, حيث ترعاه شركات أمريكانا ويمتلكها معتز الألفي, وبنكBNP باريبا وهو ملكية مشتركة بين عائلتي وزير الإسكان أحمد المغربي ووزير النقل السابق محمد منصور الذي يرعي البرنامج كذلك من خلال شركته جنرال موتورز. وسيراميكا رويال ويملكها مصطفي السلاب عضو الحزب الوطني ورئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب, وطلعت مصطفي جروب, والتي يمتلكها رجلا الأعمال طارق وهشام طلعت مصطفي العضوان البارزان بالحزب.ثم يأتي برنامج" العاشرة مساء" الذي تبثه فضائية دريم, وتقدمه الإعلامية مني الشاذلي, حيث ترعاها شركات جنرال موتورز( محمد منصور) وسيراميكا كليوباترا التي يمتلكها رجل الأعمال محمد أبو العينين القيادي بالحزب الوطني ورئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب.ثم يأتي برنامجا90 دقيقة" و"الحياة اليوم" ويعد من أبرز رعاتهما شركة سيراميكا رويال السلابويقول إبراهيم حمودة المدير السابق للبرامج في قناة المحور: إن عقود الرعاية تتراوح ما بين12 مليون إلي60 مليون للسنة الواحدة, مشيرا إلي أن المعلن لا يفضل العقود الطويلة, وإنما يفضل العقود ذات المدد القصيرة والتي تتراوح ما بين شهر وثلاثة أشهر. وأوضح أن المعلن بطبيعة الحال لا يجدد التعاقد إلا مع القنوات التي لا تخدم مصالحه.وتقول الدكتورة نجوي كامل وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة: إن رعاية أو تمويل أي شركة أو رجل أعمال لبرامج تليفزيونية أو وسائل إعلامية أخري يؤثر بكل تأكيد علي محتواها الإعلامي, سواء كان هذا التأثير بصورة مباشرة أو غير مباشرة. موضحة أن رجل الأعمال الذي يمول برنامجا قد يطلب منع مناقشة قضية بعينها تمس مصالحه, أو علي الأقل فإن المسئولين عن البرنامج يمتنعون عن طرح الأفكار التي تتعارض مع سياسات الراعي الرئيسي للبرنامج.وقدمت نجوي مثالا بوزير النقل السابق محمد منصور, الذي تناول عدد من البرامج التي يرعاها من شركاته قضية حادث قطار العياط بشكل يبرئ ساحته كوزير, وتبرز إنجازاته خلال فترة توليه المسئولية.وتستمر دكتورة كامل في تقديم الأمثلة فتقول: إنه بمتابعة برامج التوك شو نكتشف عدم تناول وزارة الاتصالات ووزيرها الدكتور طارق كامل بأي صورة من صور الانتقاد, وفي المقابل نكتشف أن الوزارة تأتي في مقدمة قائمة المعلنين في هذه البرامج.بينما يقول الدكتور سامي عبد العزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إن ظاهرة رعاية رجال الأعمال للبرامج لها جوانب إيجابية في مقابل سلبيتها. ومن إيجابياتها وضوح هوية المعلن علي عكس قنوات أخري غير مصرية لا نعرف من يمولها. وأضاف الدكتور عبد العزيز: حتي إذا كانت هناك سلبيات للظاهرة فإنه يفضل أن نقيم حوارا مع هؤلاء المسئولين في الحزب, ومع مسئولي هذه القنوات, بدلا من عقابهم.وطالب سامي هذه البرامج بأن تراجع مهنيتها وحرفيتها وأن تعلي من قيم الديمقراطية والحرية, مشيرا إلي اختلال هذه القيم لدي الكثير من برامج التوك شو, التي تستضيف أطرافا تعبر عن وجهة نظر واحدة هي في الأغلب معبرة عن رأي المعارضة, وهو ما يعتبر في الإعلام" تغييبا".ومن جانبه يري الدكتور محمود علم الدين الأستاذ بكلية الإعلام أن ما يفعله رجال الأعمال المنتمون للحزب الوطني من رعاية للبرامج التي تهاجم الحزب وحكومته مرفوض بنسبة مائة بالمائة, وأوضح أن هناك فارقا كبيرا بين رجل الأعمال الحر, وبين نظيره المسئول حزبيا أو من خلال الحكومة.وأضاف الدكتور علم الدين إن هناك خللا يحدث الآن نتيجة دخول بعض المسئولين حلبة الإعلان دون تنظيم, حيث أوجد هذا حالة من عدم تكافؤ الفرص بين الوزارات ذات الموارد المالية الضخمة والوزارات الفقيرة, مما جعل البرامج تتغاضي عن أخطاء وزارات وتبرز أخطاء أخري. موضحا أن المسئولية في العالم كله تفرض علي صاحبها أن يخلع رداء مصالحه الخاصة عند توليه المسئولية أو التزامه حزبيا.وقال إن بعض الوزارات التي قدمت إعلانات عن خدماتها منذ بداية شهر رمضان الماضي لا تقدم خدمات جيدة, وتساءل: إذا كان هذا هو الحال, فعن أي شيء يعلنون؟
الاهرام المسائي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق