الجمعة، 4 ديسمبر 2009
جريمة متكاملة الأركان في مياهنا الاقليمية .. حقيقة صمت الحملان !!
مخاوف من استخدام الأغنام النافقة كفئران تجارب تحمل فيروسات
جريمة متكاملة الأركان وقعت في مياهنا الاقليمية سفينة جورجية تلقي بحمولتها من الأغنام النافقة في خليج السويس وبمجرد عبورها من قناة السويس.لم ينتظر ربان السفينة خروجه الي عرض البحر الأحمر ليلقي بحمولته بل أصر علي تلويث المياه المصرية بحمولة لانعرف ان كانت تحمل أمراضا أو كوارث لشعب مصر.لم تكتشف الجريمة الا حين طفت بعض الأغنام علي السطح فسارعنا نحن باحاطة الأمر من كل جانب.. سألنا أساتذة القانون الدولي عن حقوقنا.. اطمأننا من أساتذة الطب عن احتمالات تأثرنا من القائها أولا في مياهنا ودفنها ثانيا في أراضينا ولم ننس الذهاب الي هيئة قناة السويس خوفا من أن يكون ربان تلك السفينة مارس جريمته في الممر الملاحي.ولأن مصر لن تصمت علي هذه الجريمة فقد سارع محافظ السويس بابلاغ النائب العام كما تواصل السلطات المصرية مطاردة السفينةالمجرمة لملاحقتها جنائيا.وتعالوا الي تفاصيل الجريمة.بداية يؤكد الدكتور ابراهيم العناني استاذ ورئيس قسم القانون الدولي بجامعة عين شمس أن عملية إلقاء الحيوانات النافقة داخل قناة السويس تعتبر عملا دوليا محظورا فهذه العملية تمت داخل المياه الداخلية المصرية وبالتالي تخضع للقانون المصري, ومن حق مصر في هذه الحالة توقيف السفينة واحتجازها والقبض علي طاقمها وتقديمه للمحاكمة وفقا للقانون الجنائي المصري ومن الواضح أن هذه السفينة سفينة تجارية خاصة وبالتالي فان من حق مصر الزام مالك السفينة بتعويض مصر عن الاضرار التي نجمت عن هذا العمل موضحا ان هذا الموضوع مثله مثل القاء مخلفات داخل الصحراء المصرية أو داخل أي بقعة من الأرض المصرية, وان السلطات المصرية يقع عليها مسئولية مراقبة أي تصرفات داخل الأرض المصرية لمنع ارتكاب مثل هذه المخالفات.وهو ما يتفق مع القانون الدولي الذي أقر أحقية كل دولة ان تمارس سيادتها علي أراضيها بما فيها المياه الداخلية وبحرها الاقليمي.وعلي السلطات ألا تتقاعس عن اتخاذ اجراءات حازمة ومشددة لمراقبة حدودها البحرية والبرية والجوية لمنع القيام بأي تصرفات من شأنها تلويث البيئة المصرية بعناصرها المختلفة بما ينعكس بالسلب أو بالضرر علي صحة مواطنيها.ويضيف د. العناني انه في حالة هروب هذه السفينة فان القانون يعطي للسفن الحربية المصرية أو قوارب خفر السواحل المصري أو أي سفينة عامة مصرية مفوضة بعملية الضبط القضائي في البحار الحق في تتبع ومطاردة السفينة الفارة من موقع الفعل المرتكب وتستمر المطاردة متواصلة حتي لو دخلت السفينة في أعالي البحار أي في المناطق البحرية غير الخاضعة للسيادة الاقليمية المصرية,فإذا تمكنت من توقيفها تقوم بسحبها والعود ة بها إلي المواني المصرية للقيام بمحاكمة طاقمها واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة أما إذا تمكنت السفينة الهاربة من دخول البحر الاقليمي لدولة السفينة أو الدخول في البحر الاقليمي لأي دولة أخري فتتوقف المطاردة وتقوم السلطات المصرية في هذه الحالة بابلاغ دولة السفينة أو الدولة التي دخلت السفينة بحرها الاقليمي بما ارتكبته هذه السفينة من مخالفات والمطالبة بتسليم طاقمها إلي السلطات المصرية لمحاكمته.وفي حال رفض الدولة الأخري التسليم تلتزم هذه الدولة باتخاذ الاجراءات القانونية لمحاكمة مرتكبي الجريمة.من جهته أكد الدكتور أشرف عرفات استاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة ان القانون الدولي يحرم القاء أي سفينة مخلفات أو تحدث اضرارا داخل المياه الاقليمية لأي دولة من دول العالم موضحا أنه علي الدولة التي تحمل السفينة المخالفة علمها وهي في هذه الحالة دولة جورجيا ان تتحمل نتائج تصرفات هذه السفينة واصلاح الضرر الذي تسببت فيه اما باعادة الحالة إلي ما كانت عليه قبل القاء هذه المخلفات وذلك متعذر في الحالة الحالية, أو القيام بدفع تعويض عن تلك المخالفات التي تمت.ويري الدكتور سعيد شلبي استاذ الأمراض المعدية بالمركز القومي للبحوث ان هذه الحيوانات النافقة من الممكن ان تكون حاملة امراض وبائية تضر الانسان وتنتشر بسرعة بين البشر, وكذلك تسبب اضرارا بيئية كبيرة موضحا أن مرفق قناة السويس لابد أن يظل نظيفا حيث إن تعفن هذه الحيوانات وتحللها وانبعاث الميكروبات الضارة منها يؤدي إلي تلوث البيئة المائية والبيئة بشكل عام وهو ما يمثل خطورة حقيقية وبالتالي فانه لابد من فحص هذه الحيوانات ومعرفة سبب نفوقها لكي يتم معرفة إن كانت تحمل أمراضا وبائية ليتم التعامل معها بشكل علمي دقيق.وحذر د. سعيد من خطر الحرب البيولوجية التي تقوم بها بعض الدول والجهات لتصدير الأوبئة لدول أخري والتي تتم عبر الحيوانات النافقة أو عبر وسائل أخري كثيرة مثل وضع ميكروب داخل ظرف جواب وارساله لدولة أخري فيؤدي إلي نشر الميكروب داخل هذه الدولة, ولذلك لابد من انتشال هذه الحيوانات وتحليلها ميكروبولوجيا لتحديد السبب المرضي الذي أدي للوفاة بحيث يتم معرفة ما إذا كان هناك ميكروب يمكن أن يضر بالصحة العامة للآدميين أو الحيوانات في مصر, موضحا أن الحيوانات النافقة مسموح بإلقائها في أعماق عرض البحار فقط ولذلك فلابد من التعرف علي خلفية القاء هذه الحيوانات حيث تظهر حاليا كل فترة أمراض جديدة نتيجة تحليل الدراسات التي تتم علي الفيروسات,فيؤدي ذلك إلي تحور سلالات جديدة للفيروسات يتم تجريبها علي حيوانات التجارب التي يمكن أن تتعرض للوفاة نتيجة هذه التجارب والخطورة أنها تكون حاملة لهذه الفيروسات, ولذلك فإن الكثير من الدول تأخذ هذه الحيوانات وتلقي بها خارج بلد المنشأ الذي تمت فيه التجربة, ولهذا يجب بعد انتشال هذه الجثث النافقة فحصها ظاهريا والتأكد من عدم وجود أي علامات لاجراءات عمل الصفة التشريحية عليها أو خلوها من أي تشريح أو أخذ عينات تم تحليلها معمليا للبحث عن أي مسببات مرضية موجودة بأنسجتها, وعن عملية الدفن الصحي قال إنه يجب الحفر في الأرض ثم القاء الجير الحي ثم وضع الحيوانات ثم تغطيتها بالجير الحي مرة أخري ثم ردمها بالتراب أو الرمل.العينة ضرورةفي نفس الاتجاه طالب الدكتور مصطفي البسطامي عميد كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة بضرورة أخذ عينات من هذه الحيوانات للتأكد من خلوها من جميع الأمراض الوبائية التي تنتقل من الحيوان إلي الإنسان وذلك لمعرفة أسباب النفوق وما إذا كانت هذه الحيوانات تحمل فيروسات وميكروبات.موضحا استبعاده القيام بالقاء هذه الحيوانات النافقة داخل مياه قناة السويس لمجرد التخلص منها لأن ذلك كان يمكن أن يقوم به طاقم السفينة خارج المياه الاقليمية وفي أي مكان آخر بعيد, والمرجح أن هناك نية سيئة لهذا العمل ولذلك لابد من تحديد مدي الخطورة التي تحملها هذه الحيوانات ليتم التعامل مع نوعية المرض الذي تحمله بالطريقة المناسبة. وعن سلامة المياه بعد هذا الحادث أشار إلي أنه لا يمكن اضافة مطهرات داخل هذه المياه لأن مساحتها واسعة جدا.القناة غير ملوثةبينما أكد الدكتور سيد البدوي أستاذ الصحة العامة بجامعة القاهرة أن حجم مياه قناة السويس لا يسمح بتلوث المياه لأنه ضخم جدا, فحجم الملوثات بالنسبة للمياه يعتبر صفرا, فالتلوث يقاس بحجم المادة التي يلوثها وبالنسبة للخرفان فإنه علي من يقومون بانتشالها اتباع اجراءات وقائية معينة مثل ارتداء الكمامات والجوانتيات والملابس الواقية, موضحا أن مياه قناة السويس يوجد بها من20 إلي25 ألف جزء في المليون ملوحة وهي تعتبر نسبة وسط بين ملوحة البحرين المتوسط والأحمر وهذه النسبة لا تسمح بنمو أي ميكروبات علي الاطلاق.قادمة من جورجياومن جهته أكد الدكتور حامد سماحة رئيس هيئة الطب البيطري أن هذه الخراف ظهرت عندما طفت المجموعة النافقة منها علي سطح القناة وبالتحري وجدنا أن هذه الخرفان كانت قادمة من جورجيا,وفي الغالب كانت متجهة إلي السعودية ولكنها نفقت في الطريق ونفي أن تسبب هذه الحيوانات أي خطورة علي البيئة أو البشر وذلك لأننا نسمح بالاستيراد من جورجيا حيث إن حيواناتها خالية من الأمراض, كما أن هذه الحيوانات حتي لو كانت تحمل أمراضا, فإن مياه القناة المالحة تقضي علي أي ميكروب. وأشار إلي أن اجراءات الدفن تمت تحت رقابة الهيئة وبتنفيذ مديرية الطب البيطري بالسويس.
الواقعــة أمــام النيــابة العــامة
تقدم أمس السيد محمد سيف الدين جلال محافظ السويس, ببلاغ للمحامي العام لنيابات السويس المستشار أحمد محمود, ضد السفينة الجورجية اليجناس والمشتبه في إلقائها378 رأس غنم نافقة في جنوب خليج السويس بسواحل الزعفرانة, بعد أن أعدت لجنة من شئون البيئة والطب البيطري بالسويس تقرير الانتشال الأغنام من السواحل نافقة ومتحللة بفعل مياه البحر, وتم دفنها بالصحراء بطرق آمنة.فجرت هيئة قناة السويس نفاجأة بإخطارها هيئة مواني البحرالأحمر, أن هناك3 سفن عبرت قناة السويس في الفترة من27 نوفمبر, وحتي الآن جميعها مدون في بياناتها قبل العبور أنها سفن مواشي في حين أن الحادث لأغنام نافقة مما دفع سلطات هيئة قناة السويس, وجهاز شئون البيئة برئاسة ليلي الخولي رئيسة الادارة المركزية لشئون البيئة,وأجهزة الطب البيطري لاعادة النظر في تدقيق البيانات بين الأجهزة المختصة بعد أن تبين عدم وجود اتفاقية تبادل معلومات بين مواني البحرالأحمر والمواني السعودية إلا من خلال الطرق الدبلوماسية بما يعوق تعقب السفن في مثل هذه الحوادث الطارئة,حيث هناك معلومات بتغيير السفينة المشتبه فيها لخطر سيرها واحتمال المرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح للهروب من ضبطها بعد أن قامت سلطات هيئة مواني البحرالأحمر, وهيئة قناة السويس بوضعها علي قوائم تعقب السفن لحين استكمال إجراءات التحقيقات التي بدأت بالنيابة بسؤال أعضاء لجنة انتشال الخراف النافقة والبيانات وكذلك إجراءات الدفن البيطري وتعقب السفينة من خلال التوكيل الملاحي ببورسعيد والسويس.ويذكر ان إدارة الحجر البيطري لم تتمكن من أخذ عينات لتحليل أثار الاغنام النافقة لتحديد مدي إصابتها بأوبئة من عدمه.ومن جهة أخري, طالب الدكتور ماجد جورج وزير البيئة, بإعداد تقرير مفصل عن الحادث وإجراءات الدفن الصحي للأغنام النافقة, حرصا علي البيئة بالمنطقة, حيث تلقي تقريرا مبدئيا من فرع جهاز شئون البيئة عن الحادث صباح أمس, والاجراءات التي اتخذتها لملاحقة السفن المشتبه فيها والتحقيق معها لمعرفة المتسبب وملاحقته جنائيا من خلال تحقيقات النيابة العامة.
هيئة قناة السويس:الخراف النافقة بعيدة عن المجري الملاحي
أكد مصدر مسئول بهيئة قناة السويس ان هذه السفينة مرت من المجري الملاحي لقناة السويس دون ان ترتكب أي مخالفات وذلك لأن الذي يحكم العبور داخل القناة لائحة الملاحة وهي قانون تخضع له كل السفن وهذه اللائحة معلومة لجميع السفن وأشار إلي أن الحيوانات التي تم القاؤها بعيدة تماما عن حدود القناة حيث يوجد بالقناة أجهزة رقابة وتحكم حديثة جدا تستخدم أحدث الكاميرات وأجهزة الرقابة المختلفة التي لا يمكن أختراقها خصوصا ان السفن تتقاطر في توقيتات محددة.كما أن كل سفينة يتواجد بها مرشد تابع للقناة مهمته الابلاغ عن أي خطأ حتي لو كانت بقعة زيت بسيطة أو تلوث بسيط وهذا المرشد عليه رقابة شديدة وعقوبته شديدة موضحا ان منطقة جنوب خليج السويس التي تم القاء الحيوانات بها تبدأ من رأس محمد حتي مدينة السويس وهو خارج نطاق المجري الملاحي للهيئة تماما حيث ان المجري الملاحي للهيئة ينتهي بعد مدينة السويس بحوالي5 كيلو مترات تقريبا أي أنه بعيد تماما عن المنطقة التي تم القاء الحيوانات بها, وأي مخالفة تحدث به يتم التعامل معها بشكل حازم وسريع جدا ويتعرض المخالف لعقوبات شديدة جدا!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق