الجمعة، 4 ديسمبر 2009

صراع متعدد الجنسيات علي دواء فيروس سي ‏!


بعد قرار التأمين الصحي بوقف دواء الفقراء
أطباء الكبد‏:‏ الحبة الصفراء البديل في حالة فشل الإنترفيرون

هي معركة من نوع خاص تدور بين شركات الدواء العالمية متعددة الجنسيات علي سوق يعتبر من اهم اسواق دواء الانترفيرون ـ العلاج الوحيد حتي الان للفيروس الكبدي المزمن سي ـ الذي يحمله حوالي‏14%‏ من المصريين في دمائهم‏,‏ ويهدد نسبة لا تقل عن‏20%‏ من هؤلاء بتدهور حالة اكبادهم‏..‏ فهو إذن سوق مستقبلية لهذه الشركات الذي تحقق مبيعات سنوية تتجاوز‏7‏ مليارات دولار في السنة‏.‏وعلي الرغم من الجهود التي تبذلها وزارة الصحة المصرية لتقليص اعداد المصابين بهذا المرض‏,‏ وعلاج الحالات المتدهورة منهم علي نفقة الدولة‏,‏ الا ان هيئة التأمين الصحي تسير عكس اتجاه الدولة حيث قرر رئيسها الحالي منع صرف دواء الحبة الصفراء‏,‏ الذي يوصف بانه دواء الفقراء‏,‏ والمرضي الذين يفشل معهم العلاج بالانترفيرون‏,‏ ولا يستطيعون تكراره مرة أخري‏,‏ لانه ببساطة يخفض انزيمات الكبد‏,‏ ويحسن من مناعة الجسم‏,‏ وبالتالي فان منع صرفه يسير في اتجاه تحقيق هدف الشركات متعددة الجنسيات بتوسيع سوق الانترفيرون في مصر‏,‏ حيث تحتكر انتاجه‏,‏ وتحارب من يحاول خفض سعره من خلال الحصول علي معلومات تكنولوجيا انتاجه‏,‏ واختراق اسواقه التي تحتكرها في مصر والعالم‏..‏ فكيف يدور الصراع في سوق ادوية علاج الفيروس سي في مصر؟الاطباء في العالم يصفون الفيروس سي الذي يتسبب في الالتهابات الكبدية المزمنة‏,‏ وبالذات النوعين الجيني الاول والرابع منه‏,‏ بانه الوباء الخفي‏..‏ لانه ينتشر في الجسم ببطء شديد خلال مدة طويلة قد تتراوح ما بين‏20‏ الي‏50‏ سنة‏,‏ وبالتالي فان المصاب به قد لايشعر باعراضه لفترة طويلة‏,‏ خاصة اذا كان عدد الفيروس في الجسم قليلا‏.‏ وحسب تقديرات اطباء الكبد‏,‏ ومن بينهم الدكتور احمد ابو مدين استاذ الكبد المعروف‏,‏ فان هناك حوالي‏300‏ مليون فرد في انحاء العالم يتعايشون أو مصابين بهذا الفيروس‏,‏ ثلث هؤلاء في الصين‏,‏ في حين تذهب تقديرات اخري لمنظمات عالمية مثل معهد المجتمع المفتوح الي ان عدد المصابين في العالم يصل الي‏150‏ مليون فرد يزيدون بمعدل يتراوح ما بين‏3‏ الي‏4‏ ملايين فرد في السنة‏.‏اما في مصر‏..‏ فان اعداد المصابين به انخفض حاليا لنسبة تتراوح ما بين‏8%‏ الي‏14%‏ من عدد السكان‏,‏ الا ان التقرير الذي صدر في اغسطس الماضي عن برنامج الصحة العامة لمعهد المجتمع المفتوح‏,‏ الذي يتابع جهود المجتمع المدني لمواجهة الفيروس بالعالم‏,‏ اشار الي ان حوالي خمس السكان المصريين مصابون بهذا الفيروس من النوع الجيني الرابع بنسبة تصل الي‏95%‏ من عدد المصابين به‏,‏ في حين ان عدد المصابين بفيروس بي لا يتجاوز‏3%‏ من عدد السكان‏.‏وخطورة النوع الجيني الرابع من الفيروس سي‏,‏ وكذلك النوع الاول منه المنتشر في امريكا‏,‏ انه لا يستجيب الا لنوع واحد من علاج ثنائي يتضمن الانترفيرون وأقراص الريبافيرين الا ان نسبة النجاح بهذا العلاج لا تتجاوز‏50%‏ حتي الآن‏,‏ واذا ما فشل العلاج‏,‏ فان المريض قد لا يستطيع تكراره مرة أخري‏,‏ بسبب ارتفاع ثمنه‏,‏ ولاعتبارات خاصة بعدم قدرة المريض علي الاستمرار في تحملا اثاره الجانبية‏,‏ وبالتالي ليس امام المريض الا ان يلجأ الي علاج اخر‏,‏ وفي مقدمة ذلك المستحضر الطبي‏:‏ دي‏.‏ دي‏.‏ بي‏,‏ المعروف شعبيا باسم الحبة الصفراء‏.‏ وهو مستحضر كيميائي يحضر من عشب صيني يعرف باسم شيزندرا‏,‏ ويستخدمه الاطباء الصينيون في علاج كل الالتهابات الكبدية‏.‏وعندما دخل هذا المستحضر الي مصر في اوائل عام‏2000,‏ كان يهرب ويباع بسعر‏300‏ جنيه للعلبة الواحدة التي تضم‏500‏ حبة‏,‏ ويستخدمها المريض لمدة‏20‏ يوما فقط وبالتالي فان المريض يحتاج الي علبتين في الشهر‏,‏ ولذلك سعت شركة الاهرام لتجارة الأدوية ـ كما يقول الدكتور جمال عبدالله مدير المركز الطبي للاهرام ومدير الشركة ـ الي التعاقد مع الشركة الصينية المنتجة لهذا الدواء لاستيراده‏,‏ ولتوفيره للمرضي المصريين بسعر منخفض للغاية وصل حاليا الي‏12‏ جنيها للعلبة‏,‏ واعتمدت هيئة التأمين الصحي علي هذا العلاج لسنوات طويل لعلاج للمرض المصابين بالفيروس سي‏,‏ ليس باعتباره علاجا للفيروس‏,‏ ولكنه يزيد مناعة الجسم ويخفض انزيمات الكبد خلال اسبوعين‏.‏وينظر الاطباء الي هذا المستحضر باعتباره علاجا للجميع بسعر رخيص‏,‏ يحسن من حالة المريض‏,‏ حتي وصلت مبيعاته السنوية الي‏800‏ الف علبة‏.‏ ولكن رئيس هيئة التأمين الصحي الجديد الدكتور سعيد راتب اصدر في الصيف الماضي تعليمات الي كل فروع الهيئة بوقف صرف دواء الحبة الصفراء‏,‏ متعلالا بالاعباء المالية الكبيرة التي تتحملها الهيئة لعلاج عدد من مرضي الفيروس سي بعقار الانترفيرون بمبالغ وصلت الي‏250‏ مليون جنيه في ميزانية العام المالي الماضي‏2009/2008.‏ ولتبرير قراره اعتبره من المكملات الغذائية‏,‏ وهو غير صحيح علميا‏,‏ فالقرار الصادر من وزارة الصحة بترخيصه تحت رقم‏20758‏ لسة‏1999,‏ اعتبره مستحضرا صيداليا‏,‏ وليس مكملا غذائيا‏.‏ويضيف الدكتور جمال‏:‏ نظرا الي الحاح مرضي التأمين الصحي في فروعه المختلفة علي طلب الدواء الذي وثقوا فيه لسنوات طويل‏,‏ اصدر رئيس الهيئة تعليمات‏,‏ ابلغ به رئيس مجلس ادارة الاهرام الدكتور عبدالمنعم سعيد في خطاب رسمي قال فيه‏:‏ بانه نظرا لرغبة المنتفعين في صرف العقار فانه سوف تكون هناك فترة انتقالية يتم فيها صرف الدواء للمنتفعين بنظام التأمين الصحي‏,‏ الا ان صعوبات كبيرة واجهت المرضي في صرف الدواء او العلبة الثانية‏,‏ حيث تصر الهيئة علي ان يقدم المريض ايصالا بسداد قيمة العلبة الثانية قبل صرف العلبة الاولي وذلك من خلال عدة اجراءات بيروقراطية متشددة تستهدف تطفيش المريض الذي يضطر الي الانصراف وعدم الحصول علي الدواء‏.‏وقد حاول رئيس مجلس ادارة الاهرام إثناء رئيس الهيئة عن قراره الذي اصدره لانه سيضر بالمرضي المصابين بهذا الفيروس‏,‏ خاصة ان سعر الدواء رخيص‏,‏ وعرض عليه ـ في خطاب رسمي ـ تخفيض سعر العلبة التي تحصل عليها الهيئة من‏9,5‏ جنيه الي‏8‏ جنيهات فقط‏,‏ وذلك كطلب للهيئة‏,‏ وبذلك تنخفض التكلفة التي تتحملها الهيئة من‏2,6‏ مليون جنيه في السنة‏,‏ وهي تمثل قيمة مشتريات الهيئة في عام‏2008,‏ الي حوالي‏2,2‏ مليون جنيه فقط في السنة‏,‏ واضاف الدكتور عبدالمنعم سعيد في الخطاب‏:‏ بما ان الهيئة رأت ان تتحمل ثمن علبة واحدة فقط للمريض في الشهر‏,‏ اي‏8‏ جنيهات‏,‏ فان التكلفة الاجمالية للعلاج التي ستتحملها الهيئة ستنخفض لحوالي مليون جنيه في السن‏.‏وقال رئيس مجلس ادارة الأهرام انه نظرا لاهمية هذا الدواء لمرضي الفيروس سي‏,‏ فان الهيئة لاتحدد فترة زمنية لتطبيق هذا النظام الذي اقترحته‏,‏ وهو لا يمثل عبئا علي الهيئة التي انفقت‏250‏ مليون جنيه لعلاج عدد محدود من مرضي الفيروس سي‏,‏ لا يتجاوز نسبتهم حوالي‏2%‏ من اجمالي عدد المصابين به ـ حسب تقدير الدكتور محمد منتصر استاذ الكبد والعميد السابق لطب جامعة عين شمس ـ وذلك علي الرغم من ان الغالبية العظمي من المرضي يعالجون بعقار ال دي‏.‏ دي بي‏.‏وقال الدكتور محمد منتصر ان عقار الدي‏.‏ دي‏.‏ بي مهم جدا لكل امراض الكبد التي‏,‏ ترتفع فيه وظائف الكبد‏,‏ واذا كان الدواء ليس علاجا لخفض عدد الفيروس في الدم‏,‏ ا لا ان استخدامه يحمي خلايا الكبد من كل الفيروسات والالتهابات والأدوية التي تضره‏,‏ حيث يعمل الدواء علي جدار خلايا الكبد ويمنع دخول الفيروسات والمواد الكيماوية السامة لخلاياه‏.‏وأضاف أن الدي‏.‏ دي‏.‏ بي يعتبر الدواء الوحيد الذي صدر خلال الخمسة عشرة سنة الماضية لحماية وتحسين وظائف الكبد والرجوع بها الي معدلاتها الطبيعية‏,‏ مشيرا الي أن شريحة كبيرة من مرضي الكبد خاصة الفقراء يعتمدون علي هذا الدواء‏,‏ ويستخدمونه طوال حياتهم‏,‏ وليس لفترة مؤقتة او محدودة كما زعم رئيس هيئة التأمين الصحي‏,‏ حيث يستخدمه مرضي الالتهابات الفيروسية وتليف الكبد وتدهن الكبد‏,‏ وكذلك الالتهاب المناعي الكبدي المزمن‏.‏وأضاف الدكتور محمد رمضان بدار استاذ امراض الباطنة والكبد بطب جامعة عين شمس‏:‏ أنه علي الرغم من ان عمل دواء الدي‏.‏ دي‏.‏ بي يركز علي أنزيمات الكبد‏,‏ حيث يقللها بنسبة كبيرة حتي ترجع الي معدلاتها الطبيعية خلال اسبوعين‏,‏ الا أنه لا يقلل نسبة تركيز الفيروس في الدم‏,‏ ولكنه في نفس الوقت يستخدم في الحالات التي لا ينجح معها العلاج بالانترفيرون‏,‏ لذلك فإن الصينيين يستخدمونه علي نطاق واسع لعلاج أغلب الالتهابات الكبدية‏.‏وفي هذا الصدد اشارت الدراسة التي قدمها الدكتور محمد منتصر لمؤتمر الجمعية الأوروبية لدراسة الكبد‏,‏ الذي عقد في جنيف في شهر يونيو‏2003‏ الي أن استخدام ال دي‏.‏ دي‏.‏ بي‏.‏ مع عقار امنتداين يعتبر ذا فائدة استراتيجية في علاج المصابين بفيروس سي بآثار محدودة للغاية‏.‏ حيث يعمل الامنتداين ضد الفيروس‏,‏ ويزيد ال دي‏.‏ دي‏.‏ بي‏.‏ من مناعة الجسم‏,‏ وفي نفس الوقت يعتبر علاجا رخيصا للمرضي الذين لا يستجيبون للعلاج بالانترفيرون والريبافيرين معا‏,‏ لأسباب طبية أو اقتصادية‏,‏ وايضا للمرضي الذين ينتكسون بعد العلاج بالانترفيرون‏,‏ ويرجع لهم الفيروس مرة اخري‏,‏ ولا يمكنهم تكرار العلاج مرة أخري لفترة زمنية جديدة‏.‏ومن هنا تأتي اهمية دعم العلاج بالحبة الصفراء كما يري عدد كبير من استاذة الكبد‏,‏ وعدم صرفه يزيد من تدهور احوالهم الصحية‏,‏ والدخول مرغمين الي ساحة المرضي الذين تترقبهم الشركات العالمية المحتكرة لانتاج عقار الانترفيرون ممتد المفعول‏,‏ والتي تصل مبيعاته حول العالم الي اكثر من‏7‏ مليارات دولار في السنة‏,‏ وهما‏:‏ الشركة السويسرية روش‏,‏ التي تنتجه تحت الأسم التجاري بيجيسيس انترفيرون‏,‏ والشركة الأمريكية شيرينج‏,‏ بلوف‏,‏ التي تنتجه تحت الأسم التجاري بيج انترفيرون‏.‏وقد سعت الشركتان المحتكرتان الي العمل علي حظر الحصول علي المعلومات التكنولوجية الخاصة بانتاجه‏,‏ مستفيدة في ذلك من اتفاقية التريبس ضمن اتفاقيات الجات التي تحمي حقوق الملكية الفكرية للمنتجات الدوائية الجديدة‏,‏ الأمر الذي ظل جعل العلاج بالأنترفيرون يكلف المريض نحو‏20‏ الف دولار‏,‏ وهو في متناول الأغنياء فقط وبالتالي فإن غير القادرين لا يمكنهم الحصول عليه الا من خلال التغطيات التأمينية الحكومية أو الخاصة‏,‏ الأمر الذي ساهم في زيادة انتشار الفيروس سي من النوع الجيني الأول والرابع ليس فقط في الشرق الأوسط وشمال افريقيا‏,‏ولكن ايضا في شرقي اوروبا ووسط اسيا بصورة مأساوية‏,‏ بسبب انتشار الحقن بالمخدرات‏,‏ بينما كان وراء انتشاره في مصر استخدام السرنجات الحديد أثناء علاج البلهارسيا‏,‏ وكذلك بسبب عمليات نقل الدم الملوث للمرضي‏.‏ولكن احد الشركات المصرية‏,‏ وهي الشركة المصرية لانتاج الدواء‏,‏ استطاعات ان تكسر الاحتكار الذي فرضته الشركتان السويسرية والأمريكية‏,‏ والتعاقد مع شركة راين الألمانية‏,‏ قبل بدء تفعيل اتفاقيات الجات في بداية عام‏1995,‏ وبذلك فلتت من التعرض للاجراءات القانونية التي تفرضها الاتفاقيات الدولية‏,‏ واستغلتها الشركتان في فرض حظر دولي علي تصنيعه خارج مصانعهم‏.‏وقد قامت الشركة المصرية من خلال بناء مصنع متقدم وبلا إستعانة بالخبراء الألمان من انتاج عقار الانترفيرون‏,‏ ولكن تحت الأسم التجاري رينفيرون‏,‏ والذي بدأت في طرحه بالأسواق من عام‏2006.‏ ويقول الدكتور انور نصر رئيس المكتب العلمي للشركة وعضو مجلس الادارة بها‏,‏ ان عقار الانترفيرون السويسري والأمريكي مستخرج من بكتريا اي كولاي‏,‏ بينما الرينفيرون مستحضر من فطر الهانسينولا‏,‏ حيث ان المادة المستخرجة من هذا الفطر اكثر نقاء واثارها الجانبية اقل‏.‏ وتضع الشركة مؤشرا حراريا علي زجاج الحقنة لقياس درجة الحرارة‏,‏ لتحديد مدي الصلاحية‏,‏ لأن الرينفيرون عبارة عن بروتين يمكن ان يفسد في حالة تعرضه لدرجة حرارة عالية‏,‏ حيث يتغير لون المستحضر وتبطل فاعليته‏.‏وقال ان شركته دخلت في منافسة وحرب مع الشركتين الدوليتين لخفض سعره في السوق المصرية‏,‏ حيث طرحت الحقنة بسعر‏370‏ جنيها مقابل‏1400‏ جنيه للحقنة المنتجة من قبل الشركتين الأخريتيين‏,‏ ثم دخلت في منافسة قوية معهم في المناقصة التي طرحتها وزارة الصحة لامداد مرضي التأمين الصحي بالانترفيرون من خلال الـ‏16‏ مركزا الذي انشأتهما لهذا الغرض‏,‏ وفازت الشركة بمناقصة لامداد الوزارة ب‏30‏ الف حقنة في السنة لمستشفي احمد ماهر‏,‏ بسعر‏220‏ جنيها للحقنة‏,‏ مما اضطر الشركتان الي خفض سعر الحقنة في المناقصة الي‏480‏ جنيها من سعرها الذي تباع به حاليا بالسوق وهو‏1400‏ جنيه‏.‏واشار الي أن احتياجات التأمين الصحي من الانترفيرون تترواح ما بين‏300‏ الف الي‏400‏ ألف حقنة في السنة‏,‏ بينما الطاقة الانتاجية لمصنع الشركة لا تتجاوز‏40‏ الف حقنة في الشهر بما يعادل نحو نصف مليون حقنة في السنة‏.‏ وقال ان الشركة ستقوم خلال الشهور الثمانية المقبلة بزيادة الطاقة الانتاجية بهدف التصدير الي باكستان من نهاية العام الجاري‏,‏ حيث يعتبر السوق الباكستاني سوقا كبيرة‏,‏ وفي حالة مضاعفة الطاقة الانتاجية‏3‏ مرات يمكن للشركة ان تخفض سعر الحقنة للتأمين الصحي الي‏200‏ جنيه‏,‏الأمر الذي يضع الشركة في حرب مع الشركتين الآخريتيين في السوق المصرية وايضا في الخارج‏,‏ بسبب تخفيض السعر تدريجيا الي مستويات معقولة‏.‏ولكن هذا التوجه يتفق مع التوجه القومي المصري وايضا العالمي الآن لخفض سعر الانترفيرون ممتد المفعول الي مستويات سعرية في متناول مؤسسات ا لتأمين الصحي والأفراد العاديين‏,‏ حيث يعتبر الانترفيرون هو العلاج الوحيد المتوفر للفيروس سي‏,‏ علي الرغم ان نسبة النجاح تصل الي‏50%‏ مع اقراص الريبافيرين‏.‏وقال ان الشركة ستقوم قريبا بانتاج عقار الينيا الذي يستخدم لعلاج الفيروس سي‏,‏ وانها ستطرحه تحت الاسم التجاري زيروفيرونيك‏,‏ علي شكل اقراص بسعر‏10‏ جنيهات للشريط‏,‏ مشيرا الي أن هذا العقار ممتد المفعول ويزيد نسبة التحسن في علاج الفيروس سي الي‏80%‏ مع الانترفيرون في حالات تليف الكبد‏,‏ وقد ادي نجاح شركة الدواء المصرية بالتعاون مع الألمان الي كسر الاحتكار الدولي للشركتين السويسرية والأمريكية لانتاج الانترفيرون‏,‏ الي أن يطالب جيف هوفر من معهد المجتمع المفتوح في تقريره عن مدخل للأدوية الضرورية‏,‏ ضمن برنامج المعهد عن الصحة العامة‏,‏ لأن يتم الاحتذاء بتجربة الشركة المصرية في التعاون مع الألمان‏,‏ والبحث عن طرق لانتاج الانترفيرون من خلال تشجيع الأبحاث والتطوير‏,‏ للوصول الي الأسرار التكنولوجية لانتاجه من خلال الهندسة الوراثية‏,‏ وطرحه بسعر يصل الي النصف من سعر الشركتين‏,‏ كما فعلت الشركة المصرية‏,‏ للمساعدة في توفير الدواء لخفض اعداد المصابين به في دول شرقي اوروبا ووسط اسيا‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق