دعا الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) دول العالم الإسلامي إلى مقاطعة سويسرا تجاريا وسياحيا وسحب الأرصدة المالية من بنوكها ردا على نتائج الاستفتاء الذي جرى الاحد في سويسرا والقاضية بحظر بناء المآذن في البلاد ।
وقال التويجرى الثلاثاء "ان الشعب السويسري عبر في الاستفتاء عن روح الكراهية والعداء للاسلام وللمسلمين"وأكد أن حظر بناء المآذن يتعارض كليا مع القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، ومع الاتفاقية الدولية للتنوع الثقافي ، ومع المبادرة الدولية لتحالف الحضارات ، ومع جهود المجتمع الدولي في مجال تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والتعايش السلمي بين الشعوب .
وعلى الصعيد نفسه استنكرت جامعة الدول العربية قرار حظر بناء مآذن المساجد فى سويسرا وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى "إن هذا التصرف يمس بحقوق الذين يدينون بالدين الإسلامى ويقيمون بسويسرا ولهم الحق كل الحق فى أن يؤدوا عباداتهم فى مساجدهم طبقا للمبادىء الأساسية لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية"، مشيرا إلى أن هناك مساجد بها مآذن فى سويسرا.ورأى الأمين العام أن معالجة هذا الموقف تتم من خلال اللجوء للجهات المسئولة والمحاكم الخاصة بحقوق الإنسان ، مؤكدا على أهمية مناقشة هذا الموضوع مع وزيرة خارجية سويسرا ميشلين كالمى راى خلال زيارتها المرتقبة للمنطقة ، وبحث سبل معالجة هذا الموضوع.
فى حين أعربت وزارة الخارجية التركية الثلاثاء عن "خيبة أملها" إزاء نتائج الاستفتاء السويسري حول حظر بناء المآذن في سويسرا.
ووصف الرئيس التركي عبد الله جول وهو في طريقه إلى زيارة رسمية إلى الاردن حظر بناء المآذن السويسرية بأنه "عار على السويسريين."
وتجدر الاشارة إلى أن هناك 100 ألف تركى يعيشون في سويسرا التي يبلغ فيها عدد المسلمين ما يقرب من 350 ألف مسلم.
مفوضة حقوق الانسان تدين حظر سويسرا لبناء الماذن
فى الوقت نفسه وصفت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان بالامم المتحدة اليوم الثلاثاء الحظر الذي فرضته سويسرا على بناء الماذن بانه يسبب الانقسامات ويتعارض مع التزامات سويسرا القانونية الدولية.
وقالت بيلاي في بيان بان حظر اي هيكل معماري ينتمي للاسلام او اية ديانة اخرى يعتبر //بوضوح عملا يقوم على التمييز البغيض//.
وقالت بيلاي ان الحظر //تمييزي ومسبب للانقسامات وخطوة تدعو للاسف من جانب سويسرا وتخاطر بوضع البلاد على مسار تصادمي مع التزاماتها الدولية بشأن حقوق الانسان//.
وقالت ميشلين كالمي راي وزيرة الخارجية السويسرية وهي تتحدث في اثينا ان الحظر جلب مخاطر جديدة للامن السويسري.وقالت في اجتماع وزاري لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا //اننا نشعربالقلق بشأن هذا التصويت.. كل ضربة للتعايش المشترك بين الحضارات والديانات المختلفة يعرض ايضا للخطر امننا لان الاستفزاز يغامر باثارة استفزازات اخرى.//
فى حين حذر عدد من سفراء الدول الأوروبية المعتمدين لدى مصر من تبعات الاستفتاء الذي وافق عليه 57 % من الشعب السويسري بسن تشريع يحظر بناء المآذن ، داعين إلى عدم إساءة استخدام نتائج الاستفتاء بما يؤدي إلى تدهور العلاقات بين المنتمين للأديان المختلفة.
وقال بيتر جولدش سفير جمهورية سلوفاكيا لدى مصر إنه لا يعتقد أن الأمر ذا صبغة سياسية ، حيث إن الحكومة والبرلمان يدعمان بناء المساجد والمنارات مع زيادة أعداد المسلمين هناك لكن بما أنها دولة ديمقراطية فإن هذا الاستفتاء يمثل رأي الشعب أكثر ، متوقعا أن تكون الأزمة الأخيرة التي أثارها الرئيس الليبي معمر القذافي مؤخرا هي السبب في هذه النتيجة.
واستبعد جولدوش أن يكون هناك شعور سلبي عام في سويسرا تجاه الإسلام بشكل عام ، متوقعا أن تحكم المحكمة الدستورية السويسرية بعدم دستورية هذا القانون لكونه يخالف المادة الخاصة بحقوق الإنسان وحرية العقيدة في الدستور.
ومن جانبه ، اعتبر سلوبودان شويا سفير جمهورية البوسنة والهرسك لدى مصر نتيجة الاستفتاء بأنها "مفاجأة" ليس له فقط لكن للكثيرين ، محذرا من التوغل في الحديث عن الأمور الدينية لما تخلقه من مشاكل كثيرة وتوترات ، ومشيرا إلى أن أكبر دليل عليها الأحداث التي تلت نشر الرسومات المسيئة للرسول محمد والحرب الأهلية في البوسنة والهرسك التي راح ضحيتها الآلاف.
يشار إلى أنه يعيش في سويسرا 400 ألف مسلم يصلون في مساجد ذات مظهر متواضع ، حيث توجد فقط أربع مآذن في البلاد.
كما استنكر المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة ما أعلنته الحكومة السويسرية فى بيان رسمى لها أن بناء مآذن المساجد بات محظورا فى سويسرا بناء على الإستفتاء الذى تم مؤخرا واعتبر بيان للمجلس قرار السلطات السويسرية هجوما غير مبرر على حرية الاعتقاد ، وتعميقا لمشاعر الكراهية والتمييز ضد المسلمين ، فى حين أن المبانى التابعة للديانات الأخرى لم تتعرض لأى تقييد .
وأهاب المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة بكافة المنظمات والهيئات الإسلامية وبخاصة المتواجدة فى أوروبا ، المبادرة السريعة لتوحيد الصف والجهد ، وإتخاذ الخطوات العملية للتعبير عن الرفض القاطع لمثل هذه القرارات ، إلى جانب توضيح أن مآذن المساجد ما هى إلا رمز معمارى فى مبنى مخصص لإقامة الشعائر الدينية يماثل أبراج الكنائس المنتشرة فى كل بقاع أوروبا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق