سكاي سبورت اقالت مذيعها لتهجمه علي حامل الراية
واعلامنا يصف الحكام بالحشرات والصراصير..ولا أحد يحاسبه
في الوقت الذي تتعالي فيه الصيحات.. وتتوالي المطالبات بضرورة ارتقاء الخطاب الإعلامي الرياضي ولاسيما في عالم كرة القدم بعد المهازل التي شهدتها ملاعبنا اخيرا بسبب الخروج غير الجائز عن النص،
وهناك العديد من الأمثلة علي رفض الخروج عن النص جملة وتفصيلا ولعل ما فعلته من قبل محطة سكاي سبورت في تعاملها مع المعلق أندي جراي عندما تطاول علي حامل الراية وكانت سيدة في مباراة ليفربول وولفز في الدوري الانجليزي.. فقد اعتذرت القناة أولا عما قاله ثم اتخذت قرارا بإقالته من منصبه لتهدئة الرأي العام.. وبالطبع هذه الصورة تختلف عما يحدث من بعض النقاد الذي وصل تجاوزهم لحد وصف الحكام في مصر بالحشرات والصراصير عند ارتكابهم بعض الأخطاء الساذجة في المباريات.
ولم يقف رقي الإعلام في العالم الكروي المتقدم عند هذا الحد.. بل أن ما حدث مع السير اليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد الانجليزي من جانب محطة بي بي سي دليل أخر علي الاحترام وعدم الاستغراق في الصدام.. فعندما رفض هذا المدرب الرد علي سؤال لمراسل المحطة.. قرر المسئولون مقاطعته واستمر هذا الأمر فترة ليست بالقصيرة إلي أن تدخلت إدارة مانشسشتر وعالجت الموقف بشكل سريع وعادت الأمور إلي طبيعتها دون أي اختراق في الكلمات او العبارات.
وضرب الاتحاد السعودي مثالا أخر في الالتزام عندما فرضت غرامة قدرها عشرة ألاف ريال علي لاعب المنتخب المصري حسني عبد ربه لاعب الاتحاد لرفضه الحديث مع الصحفيين.. في رسالة واضحة لكل لاعب او نجم بضرورة احترام الاعلام بجميع أطيافه وأنواعه.
وعلي صعيد القنوات الخاصة للأندية الأوروبية.. فان الجميع هناك لا يحق له توجيه الاتهامات أو الانتقادات للمنافسين فان دوره طبقا للعرف الإعلامي يقتصر علي كافة الأمور المتعلقة بناديه ولاعبيه.. فمثلا قناة ريال مدريد تجدها حافلة بكل أخبار النادي في مختلف اللعبات الفردية أو الجماعية.. وفي حالة تناول مباراة مهمة للفريق سواء في الدوري او دوري الأبطال فان الكلام عادة ما يدور حول الأسلوب الفني للريال وابرز الأوراق الرابحة مع إلقاء الضوء علي عناصر القوة والضعف في المنافس بشيء من التحليل المنطقي.. بالإضافة إلي ذلك هناك لقاء مع المدير الفني أو أحد نجوم الفريق من فترة لآخري خاصة لو كانت هناك مشكلة تتردد أصداؤها داخل النادي.
وينطبق الشيء نفسه علي القنوات المحلية الاخري فهناك دائما حالة من الرقي في التعامل مع القضايا المطروحة دون التعرض للآخرين أو الانخراط في معارك جانبية تثير الجدل بين الجماهير, وتؤدي في النهاية إلي المزيد من اشتعال التعصب بين المشجعين.
وإذا كان البعض يبرر اللجوء لأسلوب التجريح بأنه محاولة لجلب المزيد من الإعلانات وتحقيق مكاسب مادية أكثر.. فان الرد علي ذلك بسيط بان كل هذه القنوات تحقق أرباحا رائعة من خلال انفرادها باللقاءات الحصرية لنجومها.. وأيضا طرح الحقائق دون مزايدات علي الجماهير من خلال الاستعانة بخبراء وإعلاميين ليسوا من أصحاب ألهوي.. بدليل انه عندما ثارت اخيرا مشكلة واين روني مهاجم انجلترا ومانشستر يونايتد مع فيرجسون والحديث عن قرب رحيله بعد تراجع النتائج.. جاء الرد الفوري من خلال وسائل الأعلام المرتبطة بالنادي بتصريحات واضحة للسير الاسكتلندي لتطفئ النيران قبل اشتعالها.
المصدر : الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق