الجمعة، 9 مارس 2012

رمضان درويش بطل الجودو رفض مصافحة بطل إسرائيل‏

الصحافة الإسرائيلية تهاجمني بقسوة‏..‏ ولا أحد يدافع عني
ينتمي بطل الجودو المصري العالمي رمضان درويش إلي أسرة تتعامل مع الجودو كما تتعامل مع الخبز‏..‏ فوالده كان بطلا في الجودو‏,‏ ووالدته ـ بالتبعية ـ تفهم في فنيات اللعبة تماما كما تفهم في أسرار الطبخ‏.

رمضان درويش رمضان هو بطل مصر والعالم في وزن تحت مائة كيلو جرام, سنه42 سنة وشقيقه التوءم محمد بطل وزن18 كيلو جراما, في حين يحتل شقيقه علي درويش(62 سنة) عرش اللعبة في وزن تحت09 كيلو جراما...
وكان الثلاثة قد مضوا علي درب شقيقهم الأكبر مصطفي درويش(13 سنة) الذي كان أحد أهم نجوم اللعبة العرب والأفارقة في وزن تحت001 كيلو جرام.
ولعل السبب الذي يكمن وراء إجراء هذا اللقاء مع البطل المصري العالمي رمضان درويش رمضان( ابن المحلة الكبري), عدة نقاط.
ـ أولا من الناحية الصحفية: فهو يستحق أكثر جدا مما حصل عليه, بل إنه يمكن القول إنه لم يحصل علي أي شيء مقارنة بما حققه من إنجاز, وما سوف يحققه فيما لو استمر علي هذا المستوي الذي يمكن وصفه بأنه يتساوي في لعبته مع أبو تريكة نجم الأهلي في لعبة كرة القدم.
ـ ثانيا من الناحية الوطنية: نري أن رمضان درويش رمضان نموذج مصري محترم لما يجب أن يكون عليه المواطن الحر صاحب الضمير اليقظ.. فقد فاز منذ فترة وجيزة علي البطل الإسرائيلي اليهودي زئيفي في بطولة الجائزة الكبري, ورفض مصافحته باليد وإن كان قد حياه بالرأس مثلما تنص لوائح وقوانين اللعبة, وإذا بالصحف الإسرائيلية تقوم عليه ولا يجد من يدافع عنه من بني وطنه وكأن الموضوع كله لا يعنينا ولا يشغلنا.
ـ وثالثا من الناحية الإنسانية: فإن من العار علي بطل بحجم وقيمة رمضان درويش رمضان ألا يستفيد ماديا من لعبته بل ينفق عليها ولا يجد جهة واحدة توفر له الدعم الشهري الذي يساعده علي الرقي ويحقق له الحياة الكريمة التي يستحقها.
{{ يقول بطل الجودو المصري العالمي رمضان درويش رمضان:
>> توءمي محمد كان يلعب في نفس وزني, ومن الطبيعي أن يتأهل الفائز من بيننا لحمل اللقب.. وكانت والدتي هي التي تقرر من منا يفوز.. وبصراحة كان محمد أكثر كرما مني إذ دائما ما كان يترك لي المباراة.
>> نحن أسرة تكره التخسيس, ونتعب منه جدا.. لذلك تجاوزت ميزاني, وتركت محمد يلعب في وزن81 كيلو جراما لكي ألعب ـ وأتغذي ـ علي حريتي في وزن100 كيلو جرام.ــ
>> قبل تصعيدي لوزن المائة.. كان طبيعيا أن أمر علي وزن90 كيلو لألتقي في نهائي بطولة الجمهورية ـ مع أخي الأكبر علي درويش, وكالعادة كان لوالدتي وجهة نظر فنية أقنعت علي بترك المباراة.
>> لا أتقاضي مليما واحدا من اتحاد الجودو أو من المجلس القومي للرياضة.. ولولا نادي طلائع الجيش الذي ألعب له والرعاية الخاصة التي ألقاها من اللواء مصطفي كامل رئيس النادي لما استطعت الصمود حتي الآن.
>> أحمل شهادة بكالوريوس التربية الرياضية, ولا أجد عملا, وأرفض الرضوخ للإغراءات فقد ولدت في مصر وسأموت فيها ولن أتخلي عن جنسيتي المصرية ولو بكل كنوز الدنيا.
>> المنطقي أن أحصل علي راتب شهري منذ أن صرت لاعبا دوليا, ولم يحدث.. وظننت أن الراتب سيأتي بعد حصولي علي بطولة إفريقيا, ولم يحدث.. ولم يتغير الموقف بعد حصولي علي ثالث العالم أو بعد أن صرت الأول في التصنيف العالمي.
>> آخر بطولة شاركت فيها كانت الجائزة الكبري في ألمانيا وحصلت علي المركز الثالث بعد أن كنت قد هزمت البطل الإسرائيلي زئيفي في دور الثمانية.. وقد سبق له أن فاز علي قبل سبعة أشهر في بطولة الجائزة الكبري أيضا في روسيا.. وفي البطولتين كنت أحييه في بداية ونهاية كل مباراة لكني كنت أتعمد ألا أصافحه باليد, وأري أن هذا أمر خاص بي وحدي وهو غير منصوص عليه في لوائح اللعبة, إذ أنني لا يمكن أبدا أن أضع يدي في يد أحد أبناء الشعب الذي يقتل يوميا أخوتنا في فلسطين.. وكنت ومازلت أري أن هذا عار علي كل عربي وخيانة عظمي للإنسانية قبل أن تكون خيانة للشعب الفلسطيني العظيم.
>> موقفي من زئيفي كان تلقائيا ولم أخطط له.. وللأسف فقد واجهت حملة صهيونية رهيبة ضدي حتي إن الصحف الإسرائيلية تناولتني بشكل بشع, وإن كان أكثر التعليقات التي آلمتني قول أحدهم بعد بطولة روسيا: إنني: تناولت الفول وغضبت لأني انهزمت من إسرائيلي.. ويبلغ الاستفزاز قمته عندما يخرج كاتب إسرائيلي يطالب بعد بطولة ألمانيا بأن تسترد إسرائيل سيناء ليتم تلقين المصريين درسا لكي يسلموا علي الإسرائيليين.
>> لا أجد من يقف بجانبي بعد بطولة ألمانيا تحديدا, فقد قدموا شكوي ضدي بدعوي أنني آثرت استياء اللاعب الإسرائيلي ـ الذي ينتمي لجذور عربية ـ حين صرخت بعد الفوز عليه بصوت عال: الله أكبر.
>> ربما كان التصريح الوحيد الذي نسب لي أني أكدت احترامي للديانة اليهودية باعتبارها ديانة سماوية احترمها الدين الإسلامي.. لكنني فقط ضد إبادة الأطفال في فلسطين وسياسة القمع التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية مع أشقائنا في الأرض المحتلة.
>> طموحاتي الرياضية كبيرة جدا, فأنا أتطلع لأن أحرز ميدالية أوليمبية في أوليمبياد2012, وأخري في أوليمبياد2016, وثالثة في أوليمبياد.2020
>> نكن احتراما كبيرا في بيتنا لكل لاعبي كرة القدم ونري أن هذا حقهم في الشهرة والمال ولكن لا يعقل أبدا أن أصل إلي هذه المكانة ومازلت أتقاضي مصروفا من أسرتي.. وكرة القدم لا تتمتع بأي شعبية داخل بيتنا أو حتي في وسط الجودو كله.. وآخر مباراة شاهدناها داخل المنزل كانت نهائي بطولة إفريقيا عام2008, وكل الشكر لأخي الأكبر مصطفي الذي تولي تدريبي في الصغر.



المصدر : الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق