السبت، 10 مارس 2012

نحن أحق بأولادنا

منذ اسبوع تقريبا وجدت سيارات بعض الاجانب بمصر الذين يجمعون أولاد الشوارع بالمعادي ويتراوح عددهم بين‏60 و‏70 شابا وتتباين اعمارهم بين‏15 و‏20‏ عاما في سيارتي أتوبيس فأوقفت سيارتي ونزلت لأتحدث مع الاجنبي المشرف علي تجميعهم فأكتشفت انه ألماني الجنسية ويتحدث اللغة العربية بطلاقة باللهجة المصرية‏,.

 وعندما سألته عن سبب وجوده بمصر ومايفعله مع هؤلاء الاطفال أخبرني انه يتبع جمعية خيرية ولها فروع بأنحاء مصر وتعتني بأطفال الشوارع وتعمل في مصر منذ3 اعوام وعندما سألته؟ هل مصرح له بأن يعمل في مصر وماهو مقر جمعيته أجابني بأي حق تسألني: هل انت بوليس.... فأجبته انني لست بوليسا لكن الذي يعطيني الحق في سؤاله هو انني مصري وأريد ان أعرف ماذا يفعل هو وأمثاله ببلدي.. وعند هذا الحد توقف عن الاجابة واستقل سيارته واعطي أمرا للاتوبيسين المحملين بالاطفال بالانطلاق وقد تمكنت من التقاط رقم سيارته ورقم سيارة احد الاتوبيسات وارسلت شكوي بهذه الواقعة لمكتب السيد وزير الداخلية والذي اهتم بالامر من خلال الاتصالات التي تلقيتها من المسئولين للاستفسار عن تفاصيل الواقعة واعتقد انهم يقومون بواجبهم الآن, وارجو ان يتخذ فيها قرار من اولياء الامور بمجلسي الشعب والشوري.
ان هذا الموضوع يلقي بظلال خطيرة وقبل ان اناقشها ارجو ان نتذكر جميعا كلمة جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الامريكي عندما سأله أحد الصحفيين عن علاقة المعونة الامريكية لمصر بهذه الجمعيات: فأجاب بوضوح تام بكلمات ارجو من جميع افراد الشعب المصري ان يكتبوها ويعلقوها بمنازلهم وجميع الصحف القومية بحيث تتصدر الصفحة الاولي يوميا في برواز تحت عنوان احكمه اليوم وكل يوم ب ـ قال ماكين: ان علي الشعب المصري ان يعلم انه لايوجد نقود دون مقابل وان كل دولار تدفعه امريكا او الغرب لابد ان يكون له مردود لمصلحة امريكا والغرب.
وقياسا علي ماقاله السيد ماكين تعالوا نناقش هذا الموضوع:
< ان ماتدفعه هذه الحكومات وغرس هذه الجمعيات في بلادنا تحت مظلة العمل الاجتماعي والحقوقي ليس من اجل عيون اطفال مصر والمصريين, وانما لابد ان يكون له مردود يصب في خانة المصالح الامريكية والغربية.
< ان الدور الذي لعبته هذه الجمعيات كان دورا مؤثرا وخطيرا ادي الي حالات الفوضي والخراب والدمار وتقسيم البلاد والحروب الاهلية مثل الذي حل بالعراق والسودان وليبيا والصومال وأفغانستان وغيرها تحت غطاء العمل الاجتماعي والحقوقي والبحثي.
< ان دور هذه الجمعيات علي مستوي الجمهورية وضمان ولاء اطفال الشوارع في كل منطقة لجمعية مماثلة أو لفروع من هذه الجمعية علي امتداد مصر يجعل من الممكن تحريك هذه الجموع الفقيرة والجاهلة تحت ضغط الحاجة لعمل اي تخريب منظم في كل انحاء مصر في وقت واحد مما يصعب السيطرة عليه. خاصة ان هناك مئات الالوف من هؤلاء الاطفال علي مساحة مصر بالكامل يمكن استغلالهم وربما يفسر هذا احتراق كل اقسام الشرطة في مصر وتدميرها علي مستوي مصر في اللحظة نفسها مما شل عمل الداخلية والجيش لصعوبة الانتشار السريع علي مساحة مصر.
< ان هذه الجمعية وامثالها تعمل بمصر منذ اكثر من ثلاث سنوات دون رقابة أمنية وتحت مظلة بعد اجتماعي وهمي ولم يتم تقديم اي مهارات حقيقية لهؤلاء الاطفال ومازالوا كما هم.. اذن فالغرض ليس تنمية مهاراتهم او حل المشكلة كما يدعون.
ان الاموال التي تدفعها هذه الجمعية لامثال هؤلاء الاطفال هدفها ضمان ولائهم وسهولة تحريكهم في الوقت الذي تريد, وبتحدثي مع الاطفال الذين تركهم الألماني وفر بسيارته مع الباصين اكتشفت ولاءهم الكامل لهؤلاء الاجانب بدعوي انهم( ناس بتعمل خير).
وانني اقترح الآتي خاصة ان قانون هذه الجمعيات تجري مناقشته الان بمجلس الشعب
أولا: بالنسبة للجمعيات الاجتماعية أو السياسية:
< عدم الترخيص لاي هيئة او جمعية اجنبية بالعمل الاجتماعي او السياسي في مصر والغاء تراخيص القائمة منها.
< يقتصر العمل الاجتماعي او السياسي علي الجمعيات المصرية فقط مع عدم تلقيها ادني دعم اجنبي من الخارج. إلا بناء علي مشروع يقدم ويدرس من جانب هيئة المعونات الاجنبية بوزارتي الاقتصاد والتضامن الاجتماعي واضافة بنود المشروع وبنود الصرف ويتم ارسال هذه المعونة إلي هيئة المعونات الاجنبية التي تقوم بأمداد هذه الجمعية بهذه المعونة بعد دراستها وتوضع جميع ميزانيات هذه الجمعيات التي تتلقي دعما خارجيا او داخليا تحت رقابة الجهاز المركزي للمحاسبات.
ثانيا: بالنسبة لأطفال الشوارع:
< أري ان يقوم كل مسجد فورا وهذا( حل فوري للمشكلة) بانشاء لجنة او جمعية تماثل لجنة الزكاة بالمسجد بل وتكون مصرفا لاموال الزكاة تحت مسمي لجنة نحن احق بأولادنا.
< تقوم هذه اللجنة بحصر اطفال الشوارع في المنطقة المحيطة بالمسجد وتجميعهم واعطائهم دروس توعية بمخاطر وجودهم بالشارع واقناعهم بأنه لابد ان يكون لهم مهنة افضل من التسول بما فيه مصلحتهم.
< تقوم هذه اللجنة من مصارف الزكاة والتبرعات لاهالي المسجد او الحي بتسكين كل طفل من هؤلاء الاطفال باحدي الورش او المصانع بالحي لتعلم حرفة مع عدم تحميل صاحب الورشة نفقات الطفل وتقوم بصرف مبلغ لكل طفل يساوي ما كان يجمعه من التسول, وهو يتراوح بين30 و50جنيها يوميا بالنسبة لمنطقة المعادي.
< تقوم هذه اللجنة او الجمعية بعد عام او عامين بعد تعلم الشاب الحرفة باستئجار ورشة له بالحي وتجهيزها ليبدأ عملا شريفا.
< كثيرون من هؤلاء الاطفال يعولون أسرة ولابد لهذه اللجنة من رعاية أسر هولاء الاطفال بقدر ماتستطيع خلال فترة تعلم الطفل الحرفة.
< عدد كبير من هؤلاء الاطفال لديهم سوابق ومسجلون لدي وزارة الداخلية ويجب عليها ان تتعاون مع جمعيات ولجان( نحن احق بأولادنا) في الاجتماع مع هؤلاء الاولاد ووعدهم بأنهم سيسقطون هذا التسجيل عند تعلمهم حرفة والبدء في عملهم الشريف المستقل.
< الغاء جميع المجالس العليا للطفولة والمرأة وجمعيات اطفال الشوارع وغيرها التي استهلكت ميزانيات ضخمة وتبرعات كثيرة تم صرفها في الحفلات والمكافآت وتوجيه هذه الاموال لهذه الجمعيات التي تقوم بخدمة وعمل حقيقي في هذا المجال.
لذا فانني اقترح ان يتبني بريد الاهرام فكرة انشاء جمعيات نحن احق بأولادنا علي مستوي الجمهورية ويشرفني ان اكون عضوا خادما لوطني في هذا المجال حيث ان لدي بعض الخبرة المتواضعة فيه.
<< تلقيت هذه الرسالة من الدكتور ابراهيم النمر عضو نقابة الأطباء, وهي تحكي واقعا مؤلما نعيشه ويلمسه كل منا.. فحولنا جميعا أطفال وجدوا أنفسهم في الشارع نتيجة عدم وجود أسر تكفلهم, فصاروا وقودا من الممكن أن يشتعل في أي لحظة والجرائم التي شهدتها البلاد بكثافة خلال الفترة الماضية أكبر دليل علي ذلك..
ومع أننا ندرك هذه القضية ولدينا ثلاثون ألف جمعية خيرية انشئت خصيصا لرعاية هؤلاء الأطفال تحت مسميات مختلفة فإن المشكلة تتعقد بمرور الأيام ويصبح مرتادو الشوارع صيدا سهلا لمن يريد أن يستخدمهم نظير بضعة جنيهات.. أما وزارة التضامن الاجتماعي فلا وجود لها في هذا الصدد... وإنني أضم صوتي إلي صوتك وأطالب بإنشاء مؤسسة كبري باسم نحن أحق بأولادنا وتكون مباني الحزب لوطني المنحل مقار لها في جميع القري والمحافظات.. وإنني أفتح هذا الملف الخطير.. وسوف أنشر كل الأفكار والآراء التي نتلقاها في هذا الصدد.. وأطالب الحكومة ومجلسي الشعب والشوري بمناقشة هذه القضية التي باتت هي منبع الفساد, ومدخل دول الغرب للوصول إلي مخططاتها لتفكيك البلاد.. فالبشر ياسادة هم العنصر الفعال دائما في أي هدف, فإذا سيطر هؤلاء علي أولادنا فلا أمان ولا دولة مستقرة!




المصدر : الاهرام - بريد السبت - يكتبه أحمد البري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق