عبر المطرب مدحت صالح عن سعادته بنجاح ألبومه الغنائى الجديد «يديك ويدينا» خصوصا أنه طرحه فى وقت صعب جدا، لكن تميز أغانى الألبوم جعله رقم واحد فى مبيعات سوق الكاسيت حسبما أوضح لـ «اليوم السابع» فى الندوة التى أقيمت بمقر الجريدة للاحتفاء بالألبوم وبعودة مدحت صالح مرة أخرى إلى سوق الكاسيت بعد غياب دام عامين، كما كشف الفنان خلال الندوة عن حقيقة الجدل الذى أثير حوله مؤخرا فيما يتعلق بإحيائه حفلا غنائيا للقوات المسلحة فى 25 يناير، وأيضا كشف عن المفاجآت التى يحضرها لجمهوره ومنها أغنية «كوكب تانى» التى سوف يعيد توزيعها ليطرحها من جديد
> اليوم السابع: لماذا طرحت ألبومك «يديك ويدينا» فى ذلك التوقيت ألم تخف من تأثر مبيعاته بالظروف التى تمر بها البلاد فى ظل التظاهرات والوقفات الاحتجاجية؟
طرحنا الألبوم لأن سوق الكاسيت يجب أن تستمر، فهذه صناعة، ويجب أن يعمل الجميع، فليس معنى التظاهرات أننا لا نعمل، والحمد لله حقق الألبوم مبيعات مرتفعة جدا واحتل المرتبة الأولى فى مبيعات الكاسيت خلال الفترة الماضية واستقبله الجمهور بشكل مميز، والحمد لله حقق نجاحا كبيرا، والغريب أن معظم الجمهور تجاوب بشدة مع الأغانى الحزينة فى الألبوم، ومنها «كل حاجة» و«مابقتش عايش»، وغيرها من الأغنيات، وساهمت فى فتح السوق أمام زملائى المطربين لكى يتشجعوا ويطرحوا ألبوماتهم.
> اليوم السابع: لماذا تتعاون مع العديد من المؤلفين والملحنين الشباب فى الألبوم؟
- إذا نظرنا إلى مجموعة العمل فى الألبوم سنجد أن أشهرهم 2 فقط هم حمدى صديق وأحمد فرحات، لكن %98 منهم شباب، شعرت بأن لديهم رغبة فى صناعة موسيقى مختلفة، وأردت أن أمزج الخبرة بالشباب فقد جلسنا كثيرا مع المؤلفين والملحنين لكى تخرج الأغانى بالشكل المناسب الذى يليق بالجمهور، وتعلمت من أخطاء الماضى، ففى الفترة التى انشغلت فيها بالمسرح كنت آخذ الأغانى الجاهزة، لأننى كنت «ملخوم» بالمسرح، فمن الخطأ أن يعمل الفنان باسمه فقط ويعتمد على ذلك، حيث فوجئت بأن 3 ألبومات لى «وقعوا» وهو ما جعلنى آخذ درسا قاسيا، وجعلنى أركز فى الطرب والغناء، وأنا حاليا فى إجازة من التمثيل.
> ما حقيقة ما أثير حول مشاركتك فى أوبريت غنائى للقوات المسلحة فى الاحتفالات بعيد ثورة 25 يناير؟
- عرض على بالفعل المشاركة فى الأوبريت، لكننى اعتذرت لأننى لا أعرف لماذا نحتفل! فالثورة لم تحقق أهدافها حتى الآن، ولا أريد الاحتفال بثورة منقوصة، فبدلا من أن نحتفل يجب أن نفتح فى البداية «كشف حساب ونشوف عملنا إيه؟ و«ماذا تحقق؟»، وأبلغت المسؤولين باعتذارى، لكن ضايقنى من يهاجمنى ويتهمنى بالانحياز للقوات المسلحة.
> وماذا ستفعل فى 25 يناير؟
- سأطرح فيديو كليب لأغنية وطنية للجمهور بعنوان «ياللى صابرة ع المتاعب» وهى إهداء إلى مصر، وأتعاون خلالها مع المؤلف وائل الغريانىا ولحن أشرف سالم، وسيقوم بإخراجها ريمون، وهو الذى أخرج لى أغنية «مسلم ومسيحى».
> اليوم السابع: ما تعليقك على من يحاول تشويه الثورة أو يقف ضدها؟
- هؤلاء أسميهم بـ «المحبطين» و«الأنانيين» الذين كانت لهم فوائد كثيرة من النظام السابق.
> اليوم السابع: لكن البعض يتحجج بأن الثورة عطلت مصالحه الشخصية؟
- ذلك تصرف أنانى بحت، فلو كل شخص نظر إلى مصلحته الخاصة فقط لن تسير البلاد إلى الأفضل، فأنا كمطرب تأثرت سلبيا بالثورة، فمثلا كان لدى 4 حفلات فى يناير من العام الماضى، كنت موقعا عقودها بالفعل و«ده مصدر رزقى» لكنها ألغيت جميعا وبالتبعية ألغيت الحفلات التى كانت ستأتى فيما بعد، فلو كنت أنانيا ونظرت إلى نفسى فقط كنت سأصبح كارها للثورة وحاقدا عليها، لكننا يجب أن ننظر إلى المصلحة العامة.
> اليوم السابع: ما تعليقك على انقسام المصريين ما بين ثوار التحرير ومؤيدى المجلس العسكرى فى العباسية؟
- تضايقنى جدا فكرة تقسيم مصر إلى فريقين وأجد من يقول للآخر أنت معنا أم معهم؟ وهل ستذهب التحرير أم العباسية؟ كأنه يذبحنى بسكين، فليس هناك من يحب مصر أكثر من الآخر.
> اليوم السابع: كيف ترى مستقبل مصر عامة والفن خاصة فى الفترة المقبلة؟
- لست خائفا من شىء أو شخص، فأى من يتولى السلطة سيجد نفسه ملزما باحترام الشعب، لأن المصريين عرفوا طريقهم إلى الديمقراطية، ولن يستطيع أى حاكم أن يفعل شيئا ضد إرادة الشعب، فالعنوان إلى الحرية أصبح معروفا.
> اليوم السابع: لكن لماذا هناك حالة خوف لدى البعض بعد فوز الإخوان المسلمين والسلفيين فى الانتخابات البرلمانية بنسبة مرتفعة؟
- لا أعرف سببا لتلك «الخضة» من البعض بعد فوز الإخوان والسلفيين، وأتساءل: ما وجه الاستغراب ولماذا؟ فليس هناك شىء يدعو للخوف مطلقا، ومن العار على الناس التى تهاجم التيار الدينى أن تختزل مصر فى «كاس» و«مايوه»، ومن يثير تلك المشكلة أسألهم فقط: هل تريدون إصدار قانون للدفاع عن المدمن، فليس هناك أحد سيدافع عن الخمر سوى المدمن، وليس هناك أحد سيدافع عن العرى سوى «اللامؤاخذة»، والليبرالليون الذين يختزلون الموضوع فى تلك الأمور «شكلهم بايخ أوى»، فهناك أمور مثل التعليم والعشوائيات أهم من كل ذلك، فمثلا الإخوان أعلنوا مؤخرا عن دعمهم للتعليم المصرى بـ50 مليار جنيها، فماذا فعل الليبراليون، سوى الظهور فى القنوات الفضائية وبرامج التوك شو؟!
> اليوم السابع: وما تعليقك على من يتهم جماعة الإخوان بالسكوت عن سلبيات إدارة المجلس العسكرى للمرحلة الانتقالية ومنها عدم تسليمه السلطة لحكم مدنى بعد 6 أشهر من تنحى مبارك كما وعد من قبل؟
- هناك فرق بين أن يخاف الإخوان على البلد أو أن يخافوا من المجلس العسكرى، فالجماعة أعلنت مؤخرا أنها ضد تغيير موعد تسليم السلطة، وذلك ذكاء من الإخوان، لأنهم وضعوا المجلس فى حرج، بعد ما وضعوا الكرة فى ملعبهم، فالجماعة تريد عمل قوام للمجتمع والدولة، وذلك فكر الجماعة وأنا أعرفه جيدا لأننى كنت عضوا فى جماعة قيادية بنادى المسلم الصغير حتى عمر 16 عاما، وقاموا بتربيتى فى أهم فترة بحياتى.
> اليوم السابع: لكن هناك بعض السلفيين لهم تصريحات ضد الفن ومنها من يتهم أدب نجيب محفوظ بالإلحاد ويصف الحضارة الفرعونية بالعفنة؟
- نحن ننظر للجانب السلبى فقط، فكما توجد تلك التصريحات فهناك أشخاص من التيار الدينى ملتزمون خرجوا وأكدوا أن من يطلق تلك التصريحات ليس محسوبا على التيار السلفى، والتخوف لا يجب أن يظهر إلا بعد أن نرى كيف ستدير تلك التيارات الدينية حكم البلاد.
> اليوم السابع: وما تعليقك على إطلاق المبدعين جبهة للدفاع عن حرية الإبداع؟
- هذا يتعلق بوصف وتحديد ما هو الإبداع الفنى، فأنا لست مع من يدافعون عن الهلس أو الأعمال التى لا تحمل قيمة والغناء الهابط، ولكننى مع من يدافعون عن الأعمال الفنية الهادفة، وأطالب فقط كل مبدع سواء ممثلاً أو مخرجاً أو مؤلفاً أو مطرباً بأنه عندما يقدم على عمل فنى أن يراعى أن هناك أسرا وأطفالا ستشاهده وتسمعه، وهناك فرق بين الإبداع والهلس، وإذا تطرقنا للحديث عن حقوق المبدع، فهناك أمور مهمة يجب طرحها، فمثلا رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف كان يسرق المبدعين، وتحدثت كثيرا فى جزئية حقوق الملكية الفكرية، لكن لم يجبنى أحد، وأستغرب من عدم حماية المطربين وصناع الكاسيت من سرقة أغانيهم على الإنترنت، رغم أن الحكومة تجمع ملايين الجنيهات شهريا من اشتراكات مستخدمى الإنترنت، فأين حقوق المبدعين ولماذا لا يتم تحديد طريقة قانونية تدر ربحا على صناع الكاسيت ممن تحمل أغانيهم على الإنترنت.
> وما المطلوب من المطربين لكى ينهضوا بالغناء فى مصر والوطن العربى؟
- الرد على ذلك السؤال سيجعل البعض يتضايق منى وأتمنى ألا يحدث ذلك، لكنى أريد من كل مطرب عربى أن يغنى بلغة بلده، فأنا أستغرب جدا من أن يأتى مطربون عرب إلى مصر ليغنوا باللهجة المصرية، فيجب على كل مطرب التعبير عن لهجته وثقافته لكى نشعر بالتنوع، فمثلا العظيمة فيروز حافظت على لبنانيتها فأصبحت نجمة.
> علمنا أن هناك جديدا لديك فيما يتعلق بأغنيتك «كوكب تانى» فما هو؟
- بالفعل سأعيد توزيع الأغنية مع مجموعة من الأصوات الشبابية الجديدة التى أقدمها لمصر هم «ياسين ووائل وآية ولوبا» بالإضافة إلى النجمين خالد سليم ورامى صبرى
।المصدر : اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق