السبت، 28 يناير 2012

أسرار الاختفاء الغامض لمحامي مبارك


رغم تأكيدات فريد الديب محامي الرئيس السابق حسني مبارك بأنه يجري حاليا فحوصا طبيه بالعاصمه الفرنسيه باريس‏,‏ نافيا ما تردد عن شائعات بهروبه خارج البلاد إلا أن توقيت سفره إلي بيروت ومنها إلي فرنسا أثار العديد من علامات الاستفهام‏.






خاصة بعد أن فجر قنبلته أمام المحكمة في خامس جلسات مرافعته بأن نص تنحي مبارك غير دستوري وأنه لا يزال رئيسا للجمهورية ومن حقه استرداد صلاحياته التي فوضها للعسكري في أي وقت لأنه لم يتقدم باستقالة كتابية, وبعد انتهاء الديب من مرافعته اغلق مكتبه و منح جميع العاملين اجازة مفتوحة, لكنه طالبهم بمتابعة سير القضية لحين عودته.

وعقب سفر فريد الديب نقلت العديد من المواقع الإلكترونية والصحف خبر هروب محامي الرئيس السابق بعدما أكدت مصادر أمنية بمطار القاهرة أن فريد الديب حجز تذكرة العودة من بيروت في نهاية العام الماضي وبالتحديد يوم13 ديسمبر القادم, وأكدت المصادر أن تذكرة سفر الديب علي خطوط الشرق تحمل رقم0765519925420, وأكدت المعلومات أن الديب سيعود للقاهرة علي الرحلة رقم304 وهو الأمر الذي أكد أنباء هروبه وليس سفره للعلاج كما أكد هو نفسه أمام المحكمة بأنه سوف يختتم مرافعته ويسافر خارج البلاد لإجراء عملية جراحية.

وحسبما أكدت مصادر مقربة من الديب فقد أكد أنه سافر لإجراء عملية جراحية في القلب بمستشفيفي باريس حيث أنه يعاني من مشاكل صحيةبالقلب منذ فترة طويلة, و قد سبق وأن قام بتركيب دعامات للقلب, وعاني خلال الفترة الأخيرة من مشكلات صحية, وأكدت الفحوصات الطبية أنه يحتاج إلي دعامة جديدة في القلب, وأشارت المصادر إلي أن فريد الديب أوضح ذلك لعدد من المحامين خلال جلسة المرافعة الأخيرة عن مبارك وأكد علي عودته في غضون أسبوع أو اثنين علي الأكثر, عقب قيامه باجراء العملية الجراحية وتماثله للشفاء, هكذا أكدت المصادر المقربة من محامي الرئيس المخلوع, إلا أن توقيت سفره هو ما أثار العديد من علامات الاستفهام حوله خاصة بعدما تلقي عدة تهديدات بالقتل علي تليفون منزله و رسائل علي هاتفه المحمول و خطابات, بالقتل بعد مرافعته عن مبارك و مطالبته للمحكمة بالبراءة, وهو ما جعل فريد الديب يستشعر الخطر علي حياته, وطبقا لأقوال بعض المقربين له فهو لم يكن يحضر إلي مكتبه بصفة يومية وكان يصل في أوقات متأخرة من الليل في غير مواعيده التي اعتاد عليها, وكان يذهب للمكتب يوم أو اثنين خلال الأسبوع, وذلك تخوفا من أي احتكاكات مع أسر أهالي الشهداء الذين احرقوا روب محاماة في تشبيه منهم بأنه روب فريد الديب مرددين هتافاتالديب بيهيس عايز براءة للريس و يا قضاة يا قضاة خلصونا من الطغاة.

وفي ظل كل هذه الأجواء التي تنذر بالخطر جاء خبر سفر فريد الديب المفاجئ إلي خارج البلاد, الذي تحول إلي هروب, فانتشرت معه الأقاويل حول قيام الديب بشراء شقة في بيروت منذ شهر تقريبا وتجهيزها بخلاف شقة في العاصمة الفرنسية باريس, ولم تتوقف الأقاويل عند هذه الحدود بل وصلت إلي قيام فريد الديب ببيع عدد من ممتلكاته في مصر ومن بينها فيلا في منطقة الشيخ زايد وشالية في الساحل الشمالي بل وتهريب كمية كبيرة من أمواله الخاصة خارج مصر, و قال بعض النشطاء علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر, إن الديب أغلق مكتبه وقام برفع اللافت التي تحمل اسمه من علي المكتب لعدم عودته مرة أخري, وفسر البعض سبب هروب الديب بأنه حصل علي الاتعاب من الرئيس السابق والتي تقدر بنحو60 مليون جنيه كما تردد, ثم فر هاربا خارج البلاد, إلا أن كل هذه الأقاويل والتكهنات لم يكن لها سند علي أرض الواقع ولم ترق إلي مستوي الحقيقة.

وأمام كل هذا الطوفان من الاتهامات يواجه محامي الرئيس المخلوع بلاغا ضده أمام النائب العام و شكوي رسمية لنقابة المحامين تقدم بهما المحامي نبيه الوحش الذي أكدأن فريد الديب أثار أكاذيب وأقاويل مخالفة للحقيقة والواقع الذي حدث والذي نعيشه بالفعل ولم تكن هذه الأقاويل والأكاذيب مخالفة للواقع فحسب وإنما مخالفة للدستور والقانون والشرعية الدستورية والإعلان الدستوري فضلا عن أنها من شأنها أن تثير الفتن في البلاد في تلك المرحلة الحرجة لأنها تضمنت إشاعة أخبار كاذبة تمثلت في أن الرئيس المخلوع مازال رئيس جمهورية مصر العربية وناشد المحكمة بأن تأمر بعودته إلي القصر الجمهوري ليدير شئون البلاد, بدلا من الحكم عليه وإيداعه أحد السجون.

ولم يكتف الديب بذلك بل وصل الأمر إلي حد إهانة المؤسسات الدستورية والقانونية بدأ من الجهاز الأمني مرورا بالنيابة العامة وإنتهاءا بالمخابرات العامة وياليت الأمر وقف عند هذا الحد بل تطاول علي شعب مصر بأن شبه المعارضين لمبارك والمؤيدين لمحاكمته علي جرائمه بأنهم مثل كفار مكه وأن ما يتم فعله من قبل الأجهزة والسلطات المختصة ضد مبارك هو مجرد إساءة إلي شخصه وصفته وعليه أن يتحمل هذا العنت وذلك التجاوز لأن محنته هذه التي تشبه محنة الرسول صلي الله عليه وسلم.

وطالب الوحش نقابة المحامين بسرعة إصدار قرار عاجل بوقف فريد الديب مؤقتا عن ممارسة مهنة المحاماة بناء علي البلاغ الذي تقدم به للنائب العام ولحين الإنتهاء من التحقيقات.

هكذا وجد فريد الديب نفسه محاصرا من كل حدب وصوب بالشائعات حول هروبه, والاتهامات بالإساءة للنبي والشعب المصري في مرافعته عن الرئيس المخلوع,ورغم أن فريد الديب تولي عدد من القضايا الشهيرة مثل قضية الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام و قضية رجل الاعمال هشام طلعت مصطفي و الدكتور أيمن نور, وقضية أيمن عبدالمنعم, مدير مكتب وزير الثقافة لقطاع الآثار, وقضية محمد الوكيل, رئيس قطاع الأخبار السابق بالتليفزيون, إلا أن قضية مبارك هي التي فتحت أبواب جهنم علي المحامي الأشهر في مصر وجعلت وسائل الإعلام الغربية تنقل أن مرافعة الديب عن الرئيس المخلوع حسني مبارك أثارت سخرية المصريين وقالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن الحجة التي استند عليها محامي مبارك خلال مرافعته أنه لايزال رئيسا لمصر.

وأخيرا.. هل يعود فريد الديب للمرافعة عن موكله هشام طلعت مصطفي بعدما ألغت محكمة النقض الحكم الصادر بمعاقبة الأخير بالسجن المشدد15 عاما, في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم, وقررت المحكمة إعادة محاكمة المتهمين أمامها بجلسة6 فبراير المقبل, باعتبار أن هذا هو الطعن الثاني في القضية مما يلزم محكمة النقض التصدي لنظر الوقائع بنفسها, ربما تجيب الأيام القليلة المقبلة عن السؤال.













المصدر : الاهرام



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق