بما أننا بشر فالخلاف وارد لا محالة ، والحياة الزوجية على وجه الخصوص قد يكون فيها أمر طبيعي يأتي لسبب أو لآخر ، وقد ينتهي بسلام وأحياناً يحتدم وينتهي بكارثة للطرفين سواء بتبادل السباب أو التطاول باليدين ، لذلك يجب على كلاً من الزوج والزوجة إدارة الشجار.يقول د. حسن الموسوي الأستاذ بجامعة الكويت بحسب جريدة "القبس" : أن أي بيت زوجي لا يخلو من الشجار، لكن تكرار الشجار ودرجة حدته واستمراره لوقت طويل كلها عوامل تؤدي إلى حدوث شرخ في العلاقة الزوجية، فكلما زادت مساحة الشجار قلت مساحة العواطف والمودة بين الزوجين، وأثارت دوافع الانتقام. فالمشاجرة هي نتيجة غضب، ولكن هذا الانفعال يختلف بحسب كيفية تعامل الأشخاص معه ، ويضيف د. الموسوي : هو بالطبع انفعال طبيعي، لكن البعض يتحكم به ويوجهه بشكل إيجابي، وآخر قد يتحول إلى إنسان آخر تماماً، وربما يتفوه بكلمات يستغرب من أنه قالها عندما يذهب غضبه. يبدأ انفعال الغضب بالشك ثم العصبية، وبعدها يتحول إلى تغيرات فسيولوجية كإحمرار الوجه، وزيادة دقات القلب، واتساع حدقة العين، والتشنج، والوقوف في المكان من دون حركة، استعداداً للمواجهة. كل هذا سببه إرسال الدماغ رسالة للغدة التي تفرز هرمون الأدرينالين.ويؤكد د. الموسوي أن الذي يسيطر على غضبه بشكل جيد يحاول أن يوجه رسالة بشكل توكيدي، ولديه سيطرة على انفعالاته وثقة في نفسه. النوع الآخر لديه غضب مكبوت، ويفجر الموقف الجديد كل غضبه، ويصبح شخصاً عدوانياً، ولديه تفكير سلبي ، أما النوع الثالث لديه نوع من البرود التام، وليس لديه أي ردة فعل، مما يستفز الشخص الذي أمامه.امتصاص الغضبوعن أسباب الشجار الزوجي وكيفية التعامل معه وتهدئته يوضح د. الموسوي أن الشجار يتم غالباً على خلاف في الرأي، أو لأن شخصاً ما يريد فرض رأيه على الشخص الآخر، أو لانعدام الحوار، أو رفض أحدهما التنازل، خشية أن يتكرر مسلسل التنازلات، وتضيع أو تتشوه شخصيته أمام الآخر، فيحاول إثباتها بالعدوانية والصراخ.عندما يبدأ الشجار لا بد من أن يحاول أحد الطرفين تهدئته، عبر محاولة امتصاص غضب الطرف الآخر، بخفض درجة سوء الفهم، أو محاولة تغيير الموضوع المسبب للشجار، أو إثارة فكرة أو موضوع أو ذكريات جميلة. وفي إمكانه أيضاً طلب تأجيل مناقشة الموضوع المسبب للشجار. من الضروري أن يغير وضعية جسمه أيضاً إذا كان غاضباً، فيجلس إذا كان واقفاً، أو يقف إذا كان جالساً، أو يمشي قليلاً لتهدئة غضبه. الشجار قد يهدأ إذا حاول أي طرف ذلك بابتسامة أو كلمة جميلة .
المصدر : محيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق