السبت، 13 أغسطس 2011

مباحثات تركية سعودية حول الأزمة السورية وارتفاع ضحايا جمعة "لن نركع الا لله" الى 20 قتيلا



يجري الرئيس التركي عبد الله جول السبت مشاورات في الرياض مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز تتمحور حول الأزمة في سوريا، فيما ارتفعت حصيلة قتلى احتجاجات جمعة "لن نركع إلا لله" الى 20 قتيلا نصفهم سقطوا في مدينتي حلب ودوما.
وقد استبقت وكالة أنباء الأناضول الزيارة بنشر مقتطفات من رسالة جول إلى الأسد والتي سلمها وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوجلو الثلاثاء الماضي، ودعا فيها دمشق إلى التعجيل بالإصلاحات قبل فوات الأوان، واصفاً خطوات الرئيس السوري بهذا الشأن بالمتأخرة والقليلة جدا.
وحذر الرئيس التركي نظيره السوري من مخاطر التأخر في تطبيق الاصلاحات الديمقراطية التي يطالب بها السوريون.
وقال جول في الرسالة، التي نقلت الوكالة التركية مقتطفات منها: "لا اريد ان اراك يوما وانت نادم على ما كان يجب ان تقوم بها، بعد ان يكون الوقت قد تأخر، وان الشعب التركي حزين لاراقة الدماء في الجارة سورية".
واضاف الرئيس التركي إن "توليكم قيادة التغيير سيجعلكم في موقع تاريخي بدلا من ان تجرفكم رياح التغيير".
وتطالب القيادة التركية من الحكومة السورية وقف اراقة الدماء وقمع المحتجين باستخدام قوات الامن والجيش والاسلحة الثقيلة، وتقول ان الايام المقبلة ستكون حرجة.
وكان العاهل السعودي قد وجه رسالة قبل أيام إلى الشعب السوري انتقد فيها تعامل دمشق مع المظاهرات الشعبية.
إعدام الأسد
وفي تطور ملحوظ للمظاهرات التي بدأت بمطالبات اصلاحية في شهر مارس/اذار الماضي رددت بعض المظاهرات شعارات تطالب باعدام الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي علامة على مواصلة التحدي من قبل المتظاهرين، عمت المظاهرات انحاء مختلفة من البلاد، من بينها مديتي حماة ودير الزور رغم الاجراءات الامنية المشددة والتي فرضت منذ بداية شهر رمضان.
كما خرجت المظاهرات في حمص ودمشق وريفها والبوكمال ودرعا وحلب.
وسعى المتظاهرون في حماة للخروج في اعداد كبيرة بعد الانتشار الكثيف للجنود في الشوارع وتمركز القناصة على البنايات، حسبما ذكر شهود عيان.
هذا وأفاد التلفزيون السوري الرسمي بأن مسلحين قتلوا اثنين من أفراد قوات الأمن في دوما التي تقع في ريف دمشق.
فيما قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان حصيلة القتلى الموثقين بالاسماء لدى المرصد الذين سقطوا اليوم الجمعة بلغت 15 قتيلا.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن المرصد قوله: "ان شخصا قتل في مدينة سقبا بريف دمشق خلال حملة اعتقالات فجرا عندما حاول الهروب خوفا من اعتقاله".
كما قتلت امرأة في خان شيخون عند اقتحام قوات عسكرية البلدة، وقتلت ثانية في بنش بمحافظة ادلب متأثرة بجراح اصيبت بها الثلاثاء.
واشار المرصد الى مقتل أربعة في مدينة دوما بريف دمشق برصاص قوات الامن منهم امرأة حامل قتلت امام منزلها، وطفل في السادسة عشرة من العمر.
وقتل شخص في حمص برصاص قناصة، واثنان في مدينة حماة برصاص قوات الامن، واربعة بمدينة حلب، الى جانب قتيل في مدينة دير الزور.
وحسب تقديرات المرصد بلغ عدد القتلى منذ منتصف مارس/آذار الماضي 2182 قتيلا منهم 1782 مدنيا موثقة اسماؤهم لدى المرصد، اضافة الى 410 قتلى من الجيش وقوى الامن.
ويقول المرصد ان قوائم القتلى لا تشمل القتلى في حماة منذ الثالث وحتى العاشر من الشهر الجاري بسبب صعوبة التحقق من الاسماء والاعداد حاليا.
عقوبات جديد
وفي واشنطن، جددت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تأكيدها أن سوريا ستكون أفضل حالاً بدون الرئيس بشار الأسد.
وأشارت كلينتون إلى أن واشنطن تهدف إلى عزل الرئيس السوري بدل دعوته للتنحي بعد تسريبات إعلامية حول نية الرئيس أوباما الطلب من الأسد الرحيل عن السلطة.
وبررت كلينتون الخطوة الأمريكية بالقول "نحن نحاول حتى الآن في تشكيل جبهة دولية ضد الأسد وقد نجحنا في ذلك. وبهذا التحرك لن يكون أمام دمشق مجال للقول إن هذا هو تحرك منفرد للولايات المتحدة أو الغرب، بل هو تحرك من قبل العالم كله ضد النظام في سوريا".
وجدّدت كلينتون مطالبتها دول العالم بتشديد العقوبات على النظام السوري من خلال وقف علاقاتها التجارية مع سوريا.
وقالت "نواصل العمل مع شركائنا الدوليين من أجل تكثيف الضغوط المالية والسياسية لدفع الحكومة السورية على وقف الأعمال الوحشية ضد مواطنيها وإفساح الطريق أمام إحداث تغيير إيجابي. وفي الوقت ذاته، فإننا كما غيرنا على تواصل مع أعضاء من المعارضة داخل وخارج سوريا لتشجيعها على خلق رؤية موحدة حول كيفية تحقيق نظام ديموقراطي شامل وتشاركي في سوريا".
في هذه الأثناء، لم تستبعد الحكومة الألمانية فرض عقوبات على صناعة النفط والغاز في سوريا للضغط على نظام الأسد.
وجاء ذلك في تصريحات لوزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله بعد لقاءه مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو.
هذا ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا الخميس المقبل لبحث سجل حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية الطارئة في سوريا.
وأعلنت البعثة الفرنسية في المجلس في رسالة عبر موقع تويتر أن مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي ومساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس ستقدمان تقريرا عن الوضع في سوريا خلال هذا الاجتماع.
وكان مجلس الأمن قد ندّد بأعمال العنف في سوريا في بيان أصدره في الثالث من أغسطس/آب، وتمّ رفع تقرير حول هذه الأحداث إلى المجلس يوم الأربعاء الماضي.
وثائق تدين الأسد
وكانت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" قد أشارت إلى أن هناك مشروعا دوليا لجمع وثائق تدين نظام الأسد ثم تقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ونقل راديو "سوا" الامريكي عن الناشط الحقوقي نبيل الحلبي أحد المشاركين في هذا المشروع قوله عن مصادر جمع الأدلة "إنها تتم من خلال إفادات شهود العيان الذين نزحوا بسبب القصف الذي شهدته عدة مدن سورية وهذه إفادات تعتبر موثقة".
وأضاف "أن هذه الأدلة هي مصادر تعتمدها منظمات حقوق الإنسان، وأهم هذه المصادر هي إفادات الجنود المنشقين عن قطع الجيش السوري التي داهمت هذه المدن لقمع الاحتجاجات والمظاهرات"، مشيرا إلى أن "إفادات هؤلاء كانت متطابقة، الأمر الذي يعطي مصداقية لهذه الشهادات".



المصدر : محيط





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق