الخميس، 11 أغسطس 2011

الدين يقول لك ... الظلم الذي حذر منه الرسول







أالمسافة الواسعة بين الأقوال والأفعال هي أزمة أمتنا التي تعاني منها منذ سنوات دفعتها للوراء كثيرا.. لذا لم يعد غريبا أن يؤدي المسلم شعائره لكنه لا يترفع عن ظلم أخيه المسلم وأخيه في الانسانية وظلم نفسه.. لذا كان تحذير رسولنا الكريم من هذه الآفة التي لو نجي منها المجتمع المسلم لتحقق له الكثير.عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فقال: "إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة وايامكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش واياكم والشح فانه أهلك من كان قبلكم أمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالفجور ففجروا" فقام رجال فقال: يارسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال شعبة: "من سلم المسلمون من لسانه ويده" وقال المسعودي: "ان يسلم المسلمون من لسانك ويدك" فقام ذلك الرجل أو غيره قال: يا رسول الله أي الهجرة أفضل؟ قال: "ان تهجر ما كره ربك" وقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "الهجرة هجرتان. هجرة الحاضرة وهجرة البادي فأما البادي فيجيب إذا دعي ويطيع إذا أمر وأما الحاضر فهو أعظمهما بلية وأفضلهما أجرا" "أخرجه أبوداود في مسنده 4/28".وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع" "أخرجه بن أبي شيبة في مسنده 5/332".وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "خلق الله جنة عدن بيده ودلي فيها ثمارها وشق فيها أنهارها ثم نظر فيها فقال: قد أفلح المؤمنون قال: وعزتي لايجاروني فيك بخيل" "أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 12/147".وروي ابن عباس - رضي الله عنه - قال: سمع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "السخاء خلق الله الأعظم" "أخرجه الإمام السيوطي في الفتح الكبير في ضم الزيادة إلي الجامع الصغير 2/161".وروي عن السيدة عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "ما جبل ولي الله إلا علي السخاء" "الترغيب والترهيب 2/262".وروي عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "ان الله استخلص هذا الذين لنفسه فلا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق الا فزينوا دينكم بهما" "أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط 8/165".

وروي عن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله من السيد؟ قال: "ذاك يوسف بن يعقوب بن اسحاق ابن إبراهيم" قالوا: "فما في أمتك سيد؟ قال: بلي رجل أعطي مالا حلالا ورزق سماحة فأدني الفقير وقلت شكايته في الناس" "أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط 7/111".وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "ان في الجنة بيتا يقال له بيت الأسخياء " "أخرجه الإمام السيوطي في الفتح الكبير في ضم الزيادة إلي الجامع الصغير 1/370".ولقد حرم الشرع الحنيف المسلم من التعامل بالرشوة أو الباطل وفي ذلك يقول الله تعالي: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون" "البقرة: 177".وفي قوله تعالي: "وتدلوا بها إلي الحكام" موضع جزم معطوف علي "ولا تأكلوا" والأرجح أن يكون المعني أي: ولا تصانعوا بأموالكم الحكام وترشوهم ليقضوا لكم علي أكثر منها لأن الحكام مظنة الرشاء إلا من عصم الله وأيضا فإن اللفظين متناسبان: "تدلوا" من إرساء الدلو والرشوة: من الرشاء والحبل كأنه يمد به ليقضي الحاجة.ولاشك ان تحريم أكل الأموال بهذه الطريقة فيه حماية للمجتمع من طغيان ذوي النفوذ السياسي الذين يستخدمون هذا النفوذ للسيطرة علي مقدرات الأمة وتوجيه سياستها الداخلية والخارجية.كما ان في هذا التحريم حماية للمجتمع من خطر مصانعة الحكام أو ذوي النفوذ للوصول إلي مراكز معينة في الدولة أو لتحقيق نفوذ سياسي أو مالي أو اجتماعي أو وظيفي عن طريق الرشوة.اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسني وصفاتك العلا أن تطهر قلوبنا من كل وصف يباعدنا عن محبتك ونور باليقين والعلم قلوبنا واشغل بالاعتبار فكرنا وقنا شر وساوس الشيطان وأجرنا منه يا رحمن حتي لا يتغلب علينا بجنوده وأعوانه لا إله إلا الله حقا حقا لا إله إلا الله تعبدا ويقينا لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.بقلم : د. أحمد عبده عوض




المصدر : الجمهورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق