حمل شباب مصري تجربة المشاركة في ثورة25 يناير إلي الأراضي الأمريكية وهم يدركون أن دورهم يجب ألا يتوقف عند مجرد المشاركة في إسقاط النظام السابق ولكن في تقديم يد العون لبلدهم في مرحلة النضال من اجل ديمقراطية حقيقية.
في ميدان التحرير إلتقت الدكتورة مني مكرم عبيد استادة العلوم السياسية وعضو لجنة أمناء الثورة بعدد من هؤلاء الشباب وعرضوا عليها أن يشاركوا في تنظيم جولة لها في عدد من الولايات الأمريكية للتعريف بما جري وما تحتاجه مصر من دعم علي كل المستويات في المستقبل. أعد شباب وشابات مصريات جدول أعمال مزدحما للسياسة المعروفة في واشنطن ونيويورك وميريلاند ونيوجرسي وفيرجينيا. وعلي مدي أسبوعين دارت نقاشات عديدة وحمل الشباب المصري- الأمريكي مني مكرم عبيد برسائل لرئيس الحكومة المصرية عصام شرف تحكي طموحاتهم وسعيهم للمشاركة في عملية بناء الديمقراطية والمجتمع المدني والاقتصاد المصري, وتقول الدكتورة مني مكرم عبيد إن شبابا رائعا قابلتهم في ميدان التحرير تحمسوا للقيام بجهد شعبي لتقديم الثورة للأمريكيين يبني علي السمعة العظيمة للمصريين بعد الأيام المجيدة للنضال ضد النظام السابق وبالفعل قضيت أسبوعين في ولايات أمريكية قابلت خلالها أكثر من مائة شخصية من الإعلام الأمريكي مثل توماس فريدمان وستيفن كليمونت ومن السياسيين وليام كوهين وزير الدفاع السابق ومجموعات من الشباب المصري المتحمس من خلفيات متنوعة, فضلا عن محاضرات في جامعة جورج واشنطن ومركز السلام والديمقراطية ومعهد الشرق الأوسط واتحاد طلبة جامعة فيرجينيا. وتقول إن الانتقاد الأول هو للكذبة الكبري التي حاول النظام السابق تمريرها للمصريين في الخارج أنه يهتم بشئونهم فمن وجهة نظر المصريين-الأمريكيين تعمد رجال الحكم السابق عدم السماح لهم بتوسيع علاقاتهم مع أبناء وطنهم بدليل أن المؤتمرات المزعومة للمصريين في الخارج كانت محجوزة لشخصيات بعينها والوجوه كانت متكررة علي نحو ممل وسقيم لايقدم شيئا للوطن. وتوضح: أن الهدف من لجنة أمناء الثورة المؤلفة من شخصيات عامة هو أن تصبح' خلية تفكير' نوعية في كل المجالات, وبالفعل عقدت مجموعة من السيدات اجتماعا مع رئيس مجلس الوزراء عصام شرف لضخ أفكار في كيفية تحقيق تقدم حقيقي علي صعيد حالة المرأة في مصر وهكذا لجان أخري وقد حملني رئيس الحكومة برسائل واضحة للمصريين في أمريكا أولها أن يستعدوا بالرقم القومي للإنتخابات القادمة وثانيها أن المساهمة في بنك الأفكار التابع لمجلس الوزراء وثالثها أن يبعث الشباب المصري بالسير الذاتية الخاصة بهم إلي مجلس الوزراء للإستفادة بها ورابعها أن زمن تهميش المصريين في الخارج قد ولي بلا رجعة. وعن تطورات نشاط المصريين-الأمريكين في الوقت الراهن تشير مني مكرم عبيد إلي مبادرة مجموعة منهم بإعداد قاعدة بيانات عن العلماء والمحترفين المصريين في الولايات المتحدة من أجل إمداد الحكومة المصرية والمجتمع المدني بقائمة خبرات معتبرة علي أن تكون العملية في اتجاهين فيقوم المصريون-الأمريكيون بتحديث القوائم وفي المقابل تقدم المؤسسات المصرية تفاصيل عن احتياجاتها ونوعية المنح الدراسية المطلوبة ونتمني أن يثمر الجهد الحالي عن تقدم فعلي. ومن الجوانب المهمة- تقول عبيد- توفير موارد مالية من المصريين في الخارج لمشروعات في الداخل. وتشير إلي انها طلبت من المصريين-الأمريكيين من مختلف الأعمار أن يفعلوا مثلما يفعل اللبنانيون فيما يخص دعمهم لإقتصاد بلدهم بالسفر إليه لقضاء الإجازات السنوية وإنفاق أموالهم- عن قصد- في الاقتصاد المحلي, وقالت في حالة مصر ليكن التطبيق اعتبارا من الصيف المقبل. وأوضحت مني مكرم عبيد أن حواراتها مع الأمريكيين قد ركزت علي الأهمية القصوي لدعم الاقتصاد المصري وإسقاط الديون المستحقة علي مصر أو مبادلة الدين بمشروعات بالجنيه المصري مثلما طرح مسئولون مصريون في وقت سابق, وقالت إن الأمريكيين يتعاطفون مع مصر ولكن لديهم مخاوف بشأن ما بعد الثورة وإسقاط النظام ويخشون من سقوط الاقتصاد ضحية السمعة التي تصدرها جماعات دينية بعينها عن المجتمع المصري اليوم إلا أنني قلت لهم: إن مصر سوف تتغلب علي التشدد فهي ثورة عظيمة وليست نزهة أو معارضة علي نمط حفل الشاي وهو التنظيم اليميني الذي ظهر لمعارضة سياسات الرئيس باراك أوباما واقتحم الساحة السياسية الأمريكية بقوة في العامين الأخيرين فتلك ديمقراطيات مستقرة تستوعب الاختلاف. كما قلت إن مصر تحتاج إلي دعم يخرج عن الحسابات المعقدة للسياسة الراهنة ويتحرر من ضغوط جماعات بعينها علي السياسة الأمريكية حتي يمكنهم أن يكفوا عن ترديد عبارة' نخشي إختطاف الثورة'.
الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق