الأحد، 7 نوفمبر 2010

لجنة تقييم الأداء الإعلامى لم تشاهد إعلانات ميلودى ولم تعترض على الصدِّيق



رغم الاحترام الشديد الذى يتمتع به أعضاء لجنة تقييم الأداء الإعلامى، التى يرأسها الدكتور فاروق أبوزيد، إلا أن انتقادات كثيرة تلاحق أداء اللجنة، وذلك بعد إخفاقها الواضح فى إدارة معركة تطهير الفضاء من القنوات الخارجة على النظام، والتى أطلقها وزير الإعلام أنس الفقى، ففى الوقت الذى أغلقت فيه المنطقة الحرة وأنذرت أكثر من 30 قناة، ومنها قنوات تم إيقافها أو إنذارها لعرضها إعلان تجارى لسلعة غير مرخص بها من وزارة الصحة، لم تجرؤ اللجنة التنويه بأى مخالفة من مخالفات إعلانات قنوات ميلودى أفلام، التى انتقدها معظم أعضاء اللجنة فى تحقيقات وحوارات صحفية تناولت خروج حملات ميلودى الدعائية عن حدود التقاليد المتعارف عليها فى المجتمعات العربية والاسلامية، وذلك بما تضمنه حملة «ميلودى مان» ثم وديع وتهامى بك التى فاقت كل التوقعات بما قدمته من ألفاظ خارجة وعرى وإيحاءات جنسية واضحة بدون أى مواربة أو استحياء، وأخيرا حملة جمال مروان التى جاءت كاستعراض لكل الحملات السابقة، وإمعان فى التمرد وكسر كل القيود اتخذت الحملة خطا ساخرا بالهجوم على صاحب القنوات مع استعراض كل الشخصيات، التى أثارت مشاعر الناس الذين تابعوا حملات القناة।وبينما أغلقت وأنذرت المنطقة الحرة قنوات دينية لأنها استضافت البعض ووصفتهم بأنهم دعاة إسلاميون، وهم غير مؤهلين للحديث فى أمور الدين، وأنهم لم يحصلوا على موافقة الأزهر أو وزارة الأوقاف على ممارسة العمل بالدعوة الإسلامية، تجاهلت اللجنة قيام ميلودى دراما بعرض المسلسل الإيرانى «يوسف الصديق»، الذى أفتى علماء الأزهر بحرمانية مشاهدته، وبعد أن غضت اللجنة الطرف عن كل تجاوزات قنوات ميلودى، أصبح من المؤكد أنها تتبع سياسة «الخيار والفقوس»!ورغم أن لجنة تقييم الأداء الإعلامى وجهت إنذارا لقناة الفراعين بسبب قيامها بإذاعة الأخبار بدون الحصول على ترخيص بذلك من الجهات المختصة، إلا أن المتابعين للقناة رصدوا العديد من التجاوزات، التى لو تضمنها تقرير اللجنة لأغلقها الوزير المختص فورا، ومنها إصدار فتاوى تحرض على الفرقة بين عنصرى الأمة، وفى حلقة أذيعت 3 أبريل الماضى تمت استضافة الشيخ إسلام أحمد عبدالله، الذى نهى عن تهنئة المسيحيين بأعيادهم!وكذلك خرج رئيس القناة وصاحب النسبة الاكبر من اسهمها الدكتور توفيق عكاشة عن حدود المسموح به من الحوار الإعلامى فى حلقة برنامجه «مصر اليوم»، التى ناقشت كتاب «محاكمة محمد»، التى أذيعت فى 3 أغسطس، ذلك عندما استخدم عبارات جارحة مثل «العربى بتاع نسوان»، وأن عقل العربى فى تلك التجاوزات، وغيرها الكثير لم ترد فى تقرير لجنة الاداء الإعلامى، ولكن ما لفت نظر أعضائها فقط هو وجود شريط أخبار غير مرخص له بالسير اسفل الشاشة، ومن هنا اكتفت المنطقة الحرة بتوجيه إنذار لإدارة القناة!وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول ما يشاع بأن الفراعين هى إحدى القنوات، التى تعمل فى مظلة الحزب الوطنى أو أن هناك شركاء أصحاب شأن كبير فى الدولة لعكاشة فى قناته، وأنهم هم من يحمون القناة من المساءلة مثل باقى القنوات، ولكن يبقى التعامل بسياسة الكيل بأكثر من مكيال يجعل الشكوك تحيط بقرارات اللجنة، التى يعلق عليها المسئولون مهمة إعادة الانضباط للفضاء المصرى. فى معركتها مع قناة دريم بدت الجنة فى حالة تخبط، خاصة بعد أن تم الإعلان عن أزمة برنامج الكرة فى دريم مع الكابتن أحمد رفعت بعد ساعات قليلة من إذاعته، فى الوقت الذى رفض فيه الدكتور فاروق أبوزيد الإعلان عن أى من تقارير اللجنة، وأكد أن مهمة اللجنة هى رصد التجاوزات على الشاشة العربية ورفع تقارير بها إلى وزير الاعلام باعتباره الوزير المختص.أما بيان اللجنة فقد أظهرها كما لو كانت خارج الموضوع، وأن أعضاءها لم يشاهدوا الحلقة، وإنما تم اتخاذ القرار سماعيا لقصة الحلقة، التى تمت روايتها لبعض أعضاء اللجنة، حيث أشار إلى أن تقريرا صادرا عن اللجنة بأن الكابتن أحمد رفعت عضو مجلس إدارة نادى الزمالك المعين كان فى مداخلة مع الكابتن مصطفى عبده مقدم البرنامج عندما تحدث عن لاعب وزوجته بشكل غير لائق، بينما كانت الواقعة فى الاستوديو حيث كان رفعت ضيفا فى الحلقة.وأشار البيان إلى أن القناة لم تقدم اعتذارا لمشاهديها، وعلى هذا قرر الوزير إحالة الموضوع للمنطقة الحرة، ولكن خرج بيان قنوات دريم الذى أكد فيه أسامة عز الدين رئيس مجلس إدارة القناة أنه تم الاعتذار على أكثر من موضع بالقناة، وعلى موقعها الإلكترونى فضلا عن إرسالها بيانا للصحف تؤكد فيه تحميل مسئولية هذا اللفظ الخارج لضيف البرنامج، الذى كان على الهواء مباشرة، وأنها قررت منع ظهور الكابتن أحمد رفعت فى برامجها.وأظهر بيان القناة لجنة تقييم الأداء التى مهمتها المتابعة والرصد والمشاهدة بصورة لجنة «ما شافتش حاجة».

الشروق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق