المصدر : جريدة اليوم السابع - حازم صلاح الدين
الأداء الذى يقدمه الأهلى فى مباريات الموسم الجارى يذكرنى بأداء معظم أفراد الحزب الوطنى الحاكم، بالبحث عن تحقيق الأهداف المطلوبة بدون النظر إلى متطلبات أبناء مصر المحروسة، والشعب "الكادح" الباحث عن "لقمة" العيش من أجل عيشة كريمة، فليس الأهم المصلحة العامة عندهم، إنما المصلحة الذاتية هى الأهم، إيماناً بمقولة " أنا ومن بعدى الطوفان".. حتى بدأت الأمور تخرج عن نطاق السيطرة، وبدأنا نسمع عن جرائم تقشعر لها الأبدان، وزيادة معدلات السرقة وغيرها من الأحداث المؤسفة، ومازالت الأمور تتصاعد.الأهلى يسعى إلى تحقيق البطولات، بشتى الطرق، وبغض النظر عن رغبة وطموح الآخرين فى البحث عن الهدف ذاته، وهو ما يظهر جلياً فى المواسم الأخيرة، وطفح على السطح بقوة مطلع الموسم الحالى، عن طريق الإدارة الحمراء، واستخدام أسلحة المغريات المادية، فعلى الرغم من وجود أزمة مالية، إلا أن المجلس الأحمر يستخدم هذا السلاح بقوة وكأنه "عصا سحرية"، لضرب استقرار باقى الأندية بحثاً عن الألقاب، لا خلاف عن أنه حق مشروع لهم بالسعى إلى حصد الألقاب وإسعاد الجماهير الأهلاوية، ولكن يجب أن يكون ذلك بإتباع مبدأ التنافس الشريف ليس داخل ساحة المستطيل الأخضر فقط، وإنما فى إتباع القواعد والتقاليد السليمة فى التنافس على صفقات اللاعبين، والتعامل مع وسائل الإعلام بشكل حضاري، والكلام موجه أيضاً لجميع الأندية وتحديداً الكبار أمثال الزمالك والإسماعيلى وغيرهم من الأندية الشعبية.تراجع حسام البدرى المدير الفنى للأهلى عن الاستمرار على نهج ما فعله الموسم الماضى بإعطاء للشباب الصاعد أمثال أحمد شكرى وشهاب الدين أحمد ومصطفى محمود "عفروتو" وأيمن أشرف وغيرهم، بدون النظر إلى نجومية وأسماء اللاعبين الكبار، يجعل هناك تأكيد على أن الإدارة الحمراء تتبع نفس أسلوب الحزب الوطنى بالبحث عن الهدف بدون كوادر جديدة شابه قادرة على العطاء، حتى وصل الأمر أن نجد المارد الأحمر بلا أنياب حقيقية فى العديد من المباريات المتتالية وهو ما يعد أمراً غير معتاد على أبناء القلعة الحمراء، وظهر أمام الجميع هذا الموسم أن الأهلى يؤدى بشكل غريب وسيئ لم نراه من قبل.من الممكن أن تكون الضغوط العصبية على لاعبى الأهلى لها سبب رئيسى فى ظهورهم بهذا الشكل، كما أن هناك عددًا من العوامل تؤثر فى أداء الأهلى أهمها الأخطاء الفنية والإدارة السيئة للمباريات وهبوط مستوى بعض اللاعبين .. إلا أن الجهاز الفنى مسئول بنسبة 100% عن كل ما يحدث فى الفريق الآن، ومن أهم الأسباب أيضاً أن الأهلى ينقصه وجود رأس حربة حقيقى، مثل عماد متعب أو الأنغولى فلافيو، حيث إن محمد ناجى "جدو" ليس رأس حربة صريح، وأسامة حسنى ومحمد فضل والليبيرى فرانسيس من أصحاب الإصابات الدائمة وغير قادرين على الالتحامات القوية، أما بالنسبة للبنانى محمد غدار أعتقد أنه أقل من مستوى تمثل هجوم الفريق الأحمر.نصيحة إلى حسام البدرى يجب أن يحسبها صح قبل فوات الأوان، فإذا لم يكن قادرًا على السيطرة على نجوم فريقه وأخذ وضعه مع إدارة ناديه لتلبية طلباته وإعطائه الفرصة المطلقة بدون التهديد الدائم بخلعه من منصبه، وعدم التدخل فى الأمور الفنية للفريق وفرض عليه أسماء بأعينها وغيرها من هذه الأمور، فعليه الرحيل فورًا لأنه لن يتمكن بذلك تحقيق رغبات الجماهير الحمراء التى بدأت يوماً بعد يوم تفتقد الثقة فيه، وهو ما ظهر بقوة فى اللقاء أمام إنبى بعد أن رفعت الجماهير لافتات مكتوب عليها "صدق أو لا تصدق .. عدم تحقيق فوز بالخارج.. مبدأ الحساب آخر الموسم عفا عليه الزمن.. تحركوا قبل فوات الأوان".أما إذا تحدثنا عن الزمالك فلن نجد ما يكفى من "حكاوي".. ما أشبه الليلة بالبارحة.. اليوم مثل الأمس لا جديد داخل جدران "القلعة البيضاء".. تعاقب إدارات.. البحث عن المصالح الشخصية.. الشو الإعلامي.. ولا عزاء للجماهير الكادحة والمهووسة بعشق ناديها.الزمالك.. حالة خاصة.. حالة عجيبة .. تحتاج لدراسات عديدة، وقضيته تشبه كثيراً القضية الفلسطينية، دائماً ما نجد المشاكل والأزمات تحاصر وتلاحق "القلعة البيضاء"، وكانت هناك فترات متقطعة طوال تاريخ النادى الأبيض هى الأفضل وتحديداً فى حقبة الستينيات والسبعينيات، حتى أصبح الزمالك يستحق لقب أسوأ الأندية فى مصر من حيث مجالس إدارته .. إلا أن يعد الأعظم عن طريق جماهيره الوفية التى لم تقصر على الإطلاق فى تنفيذ واجبها تجاه ناديها.. حقاً إنها جماهير عاشقة للزمالك حتى "النخاع" دون النظر لأى مقابل سوى مساندة النادى لنهاية المطاف، ففى الوقت الذى ينزف فيه الفريق الكروى آلماً من سوء النتائج والابتعاد عن البطولات على مدار آخر ست سنوات متتالية، نجد الجماهير البيضاء تؤازر الفريق بلا توقف أو عزوف عن الحضور إلى المدرجات.بعيداً عن الحالة الفنية للزمالك تحت قيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن .. فإن الجوانب السلبية داخل "القلعة البيضاء" كثيرة ولا حصر لها منذ قديم الأزل .. الإدارات المتلاحقة -عدا بعض الأشخاص- الاهتمام الأول لديها هو المصلحة الشخصية.. لا يوجد نظام إدارى بمعنى كيفية تطبيق مفهوم الإدارة بمعناه الحقيقي.. هناك اهتمام دائم بالجمعية العمومية التى لا تعبر بأى حال من الأحوال عن الجماهير الحقيقية للنادى الأبيض، والحقيقية التى يجب أن يعلمها الجميع أن هناك بعض الأشخاص داخل القلعة البيضاء نفسها يهمهم فى المقام الأول استمرار الوضع كما هو عليه فى الزمالك، كما أن توافد رجال الأعمال لتولى مقاليد الأمور أضر بالنادى ولم يخلق كوادر إدارية .. فهل يعقل أن الزمالك مديوناً بملايين الجنيهات.الحال داخل اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.. والمصالح الشخصية والذاتية أصبحت هى المسيطرة على مجريات الأمور.. والأزمات المتلاحقة بين الأعضاء بسبب "سبوبة" البث الفضائى للمباريات ومزايدة حقوق الرعاية وغيرها، وطالما وجدناهم يخرجون ويتباهون بأنهم المجلس الوحيد الذى نجح فى إيجاد موارد مادية جديدة للجبلاية ستعود بالنفع على الأندية والرياضة فى مصر.. فالسؤال لن نجد له إجابة طبعاً.. أين تذهب الأموال التى يجمعها جهابذة الجبلاية إثر الفوز بالبطولات الإفريقية المتتالية والتباهى بها وبيع حقوق بث المباريات للفضائيات وغيرها..؟!..فى النهاية ، هناك العديد من الأسئلة تطرح نفسها.. من المسئول عن ما يحدث للرياضة فى مصر.. هل هو نظام الرياضة الذى يدار عشوائياً؟.. هل هو المجلس القومى للرياضة ؟.. أم الجمعيات العمومية للأندية واتحاد الكرة التى لها دوراً كبيراً لاختياراتها الخاطئة لمجالس إدارة.. الكل يتساوى فى المسئولية !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق