الأربعاء، 9 يونيو 2010

بوار و تلف زراعات الأرز و الذرة و القطن في‮ ‬الدقهلية و دمياط


الأرض‮.. ‬عطشانة‮!!‬
يعيش الفلاح المصري‮ ‬معاناة كبيرة هذه الأيام لأسباب عديدة منها عدم وصول مياه الري‮ ‬وجفاف الترع والمصارف ويتجلي‮ ‬هذا بصورة أوضح في‮ ‬الدقهلية مراكز بلقاس والجمالية والزرقا وفارسكور،‮ ‬كما امتدت أزمة مياه الري‮ ‬إلي‮ ‬محافظة دمياط،‮ ‬وواصل الفلاحون احتجاجهم علي‮ ‬عدم وصول مياه الري‮ ‬وجفاف الترع والمصارف الزراعية من المياه لأكثر من‮ ‬30‮ ‬يوماً‮ ‬مما تسبب في‮ ‬بوارها وتلف زراعات الأرز والذرة والقطن والخضر المزروعة فيها،‮ ‬وتعالت أصوات المزارعين واشتكوا للمسئولين دون جدوي‮.‬ ‮- ‬أكد المزارعون المتضررون التزامهم بزراعة المساحات المحددة للأرز بجانب المحاصيل الأخري‮ ‬البديلة المرشدة للمياه من قبل وزارة الري،‮ ‬وأن بوار أراضيهم الزراعية وتلف محاصيلهم سببه قيام وزارة الزراعة بخفض منسوب المياه بترع النيل الرئيسية،‮ ‬مما أدي‮ ‬إلي‮ ‬عدم وصول المياه في‮ ‬أدوار الري‮ ‬المحددة للمحاصيل،‮ ‬كما أن تعطيش الأرض وخفض ساعات دور الري‮ ‬إلي‮ ‬12‮ ‬ساعة بدلا من‮ ‬48‮ ‬ساعة في‮ ‬بعض المناطق وحرمان مناطق أخري‮ ‬من الدور المحدد لها لفترات تتراوح من‮ ‬15‮ ‬ألي‮ ‬35‮ ‬يوماً،‮ ‬أدي‮ ‬إلي‮ ‬بوار مساحات شاسعة من الأراضي‮ ‬المزروعة بالمحاصيل البديلة وفشلت الإدارات الزراعية في‮ ‬حل الأزمة حتي‮ ‬الآن‮.‬ ‮»‬الوفد‮« ‬التقت الفلاحين المتضررين،‮ ‬واستمعت الي‮ ‬معاناتهم من شح المياه،‮ ‬ورصدت حالة الزراعات في‮ ‬العديد من مراكز المحافظات التي‮ ‬أضيرت من أزمة مياه الري‮ ‬وكذلك انخفاض منسوب المياه بالترع ثم بحثنا جذور المشكلة مع الجهات المختصة‮.‬ حياة بائسة خلال جولتنا في‮ ‬هذه القري‮ ‬المعدومة شاهدنا الفلاحين‮ ‬يجلسون أمام أراضيهم وعيونهم حزينة،‮ ‬وتملأها الدموع ومشهدهم بائس‮ ‬يجسد الفقر وقلة الحيلة ولاحظنا أن جميع معدات الري‮ ‬متوقفة عن العمل‮.‬ ففي‮ ‬قرية‮ »‬جالية‮« ‬التابعة لمركز بلقاس أكد عزت الظريف‮ »‬عضو جمعية الجالية‮«: ‬ان مشكلة مياه الري‮ ‬من أسوأ المشاكل التي‮ ‬تواجه قريتهم والقري‮ ‬المجاورة لهم فهي‮ ‬غير متوافرة،‮ ‬وقد تلفت أكثر من‮ ‬50٪‮ ‬من المساحة المزروعة في‮ ‬هذا العام بسبب عدم وصول مياه‮ »‬ترعة النيل‮« ‬إلي‮ ‬أراضينا،‮ ‬وعندما‮ ‬تحدث مناوبة للري‮ ‬بمعرفة هندسة الري‮ ‬فإن المياه لا تصل لمسافات كبيرة عن الترعة بأي‮ ‬حال من الأحوال مما تسبب في‮ ‬بوار وإتلاف المحاصيل الزراعية صيفا وشتاء؛ وهذه المشكلة نعاني‮ ‬منها منذ‮ ‬4‮ ‬سنوات ولكنها العام الحالي‮ ‬ظهرت بوضوح حتي‮ ‬مسافة‮ ‬4‮ ‬كيلو متراً‮ ‬وأصبحنا مهددين بالتشرد بعد بوار أراضينا لعدم وصول مياه الري‮ ‬إلينا‮. ‬وهذا ما أكده مزارعو القرية مثل الطاهري‮ ‬محمد عبدالسلام وعبود عبدالسميع ومحمد حلمي‮ ‬وأبوكمال‮.‬ وبعد قرية المركزية بمسافات طويلة وجدنا قري‮ ‬39‮ ‬و38‮ ‬و36‮ ‬و27‮ ‬و28‮ ‬و26‮ ‬و22‮ ‬بحفير شهاب الدين بمركز بلقاس وشكا أهلها من عدم وصول مياه الري‮ ‬إليهم منذ أكثر من‮ ‬30‮ ‬يوماً‮ ‬مما تسبب في‮ ‬بوار آلاف الأفدية وتلف محاصيل الأرز والذرة والقطن،‮ ‬ويقول علي‮ ‬مشالي‮ - »‬مزارع مستأجر‮« - ‬ولديه‮ »‬8‮ ‬أولاد‮«: ‬ما‮ ‬يحدث في‮ ‬هذه القري‮ ‬وقري‮ ‬41‮ ‬و40‮ ‬هو سياسة تطفيش تتبعها الحكومة معنا وليس أمامنا سوي‮ ‬أن نقول‮ »‬حسبنا الله ونعم الوكيل‮«‬،‮ ‬مضيفاً‮ ‬ان‮ »‬ترعة التبين‮« ‬من المفترض ان تقوم بري‮ ‬أراضينا ولكنها جفت وأصبحت مليئة بالقمامة‮. ‬كما انتشرت البطالة‮.‬ ونحن نعتمد علي‮ ‬المصرف الموجود بين ترعة النقعة والتبين،‮ ‬وتساءل‮: »‬مشالي‮« ‬ماذا نفعل بعد ان جفت ترعة التبين التي‮ ‬كنا نعتمد عليها في‮ ‬ري‮ ‬الأراضي‮ ‬التي‮ ‬كنا نعيش من خيرها؟ وفي‮ ‬النهاية‮ ‬يطالب أهالي‮ ‬القري‮ ‬الحكومة بالتوزيع العادل للمياه في‮ ‬أدوار الري‮ ‬المحددة،‮ ‬لان توزيع المناوبات‮ ‬غير عادل لكل الأراضي‮ ‬التي‮ ‬تشملها الدورة؛ فهناك فلاح‮ ‬يأخذ حقه من المياه والآخر‮ ‬ينتظر وصولها ولا تصل إليه أبدا‮.‬ وتتكرر نفس المأساة في‮ ‬قرية المأورية التابعة لمركز الجمالية من عدم وصول مياه الري‮ ‬إلي‮ ‬أراضيهم منذ‮ ‬45‮ ‬يوماً‮ ‬مما أدي‮ ‬إلي‮ ‬بوار وتلف محاصيلهم الزراعية‮.‬ الحال أسوأ‮ ‬ وفي‮ ‬محافظة دمياط أحوال الفلاحين تزداد سوءا لعدم وصول مياه الري‮ ‬لأراضيهم لأكثر من‮ ‬30‮ ‬يوماً‮ ‬مما أدي‮ ‬إلي‮ ‬جفاف الترع وتلف المحاصيل الزراعية‮.‬ وفي‮ ‬قري‮ ‬ميت الشيوخ والشيخ مرزوق والحوارني‮ ‬والبستان والعبايدة وكفر أبوعضمة وبعض أراضي‮ ‬فارسكور ووجدناها تعتمد في‮ ‬الري‮ ‬علي‮ ‬مياه مصرف الشرقوية الممتلئ بالقمامة والحيوانات النافقة،‮ ‬التي‮ ‬تسببت في‮ ‬انتشار الأوبئة والأمراض،‮ ‬وتنتقل إلي‮ ‬البشر والزراعات والحيوانات أيضاً‮.‬ وفي‮ ‬قرية عطا الله بسيف الدين التابعة لمركز الزرقا بدمياط وجدنا أراضي‮ ‬الإصلاح الزراعي‮ ‬تشكو عدم وصول مياه الري‮ ‬إليها‮. ‬ عبدالهادي‮ ‬حسين‮ »‬صاحب حيازة‮« ‬قال‮: ‬بلغت مساحة الأراضي‮ ‬التي‮ ‬أصابها البوار في‮ ‬القرية حوالي‮ ‬1200‮ ‬فدان وذلك لعدم وصول مياه المناوبات إليها،‮ ‬وكانت هذه الأراضي‮ ‬تنتج محاصيل الأرز والقمح والبرسيم ولكن بسبب نقص المياه جفت الأراضي‮ ‬الزراعية وأكد اعتماد القري‮ ‬علي‮ ‬استخدام مياه صرف القرية في‮ ‬ري‮ ‬الأراضي‮ ‬نظرا لعدم وصول مياه الري‮ ‬الخاصة بالدورة الخامسة الي‮ ‬الأراضي‮ ‬الزراعية وحل هذه المأساة‮ ‬يتطلب مواسير مشروع الري‮ ‬المغطي‮ ‬وهذا‮ ‬يسهل انسياب المياه لري‮ ‬أراضينا مرة أخري‮.‬ وتساءل في‮ ‬النهاية‮: ‬إذا كانت الأراضي‮ ‬الزراعية بارت قبل أزمة مياه النيل التي‮ ‬نسمع عنها الآن فماذا سيكون عليه الحال عندما تشتد هذه الأزمة؟ محمد قنديل ـ مزارع ـ قال‮: ‬محصول الأرز تلف في‮ ‬الأرض بسبب عدم وصول مناوبة المياه بعد أن تكلفنا الكثير من المال وقمنا بشراء ماكينات رفع تسمي‮ »‬مجموعة الري‮« ‬لرفع المياه من الترع لتصب في‮ ‬الأراضي‮ ‬الزراعية وترويها ولكن بسبب جفاف الترع اضطررنا الي‮ ‬وضعها علي‮ ‬حواف مصرف قرية سيف الدين لسحب مياه المجاري‮ ‬الي‮ ‬المحاصيل فماذا نفعل ونحن ننتظر وصول المياه منذ أكثر من‮ ‬30‮ ‬يوما وتقدمنا بشكاوي‮ ‬عديدة الي‮ ‬مديرية الزراعة والمحافظ،‮ ‬لقد وعدتنا مديرية الزراعة بالاتصال بهندسة الري‮ ‬ولكنها الي‮ ‬الآن لم تحل الأزمة وزادت الأرض عطشا وحياة الفلاح ساءت ومهددة بالتشرد بعد بوار أراضينا الزراعية‮. ‬لقد أصبحنا بدون مورد رزق لانقطاع مياه الري‮ ‬ولا نعرف مهنة أخري‮ ‬غير الزراعة لذا نناشد وزير الموارد المائية والري‮ ‬أن‮ ‬يحل هذه الأزمة فورا‮.‬ واستكملنا جولتنا بالمرور علي‮ ‬هندسة الري‮ ‬بفارسكور حتي‮ ‬أكد مصدر مسئول ـ رفض ذكر اسمه ـ أن مشكلة بوار الأراضي‮ ‬الزراعية لا دخل لأي‮ ‬جهة رسمية فيها والسبب الرئيسي‮ ‬في‮ ‬ذلك هو مشكلة المياه الموجودة منذ سنوات طويلة ولكنها لم تكن ظاهرة بل بدأت تطفو علي‮ ‬السطح منذ أيام قليلة لذلك قامت وزارة الري‮ ‬بالتعاون مع وزارة الزراعة بتوعية المزارعين لترشيد وتقنين استهلاك المياه وبسبب خفض مساحات زراعة الأرز عام‮ ‬2009‮ ‬تم توفير‮ ‬5‭.‬3‮ ‬مليار متر مكعب من مياه الري‮ ‬عبرتقليص المساحات المزروعة من الأرز من‮ ‬2‭.‬2‮ ‬مليون فدان الي‮ ‬نحو‮ ‬1‭.‬1‮ ‬مليون فدان مع العلم أن المحافظة علي‮ ‬المياه وتقليل زراعة المحاصيل الشرهة للمياه سيحافظ حتميا علي‮ ‬أمان المجتمع ونحن في‮ ‬طريقنا للوصول الي‮ ‬حول سريعة وفعالة للمحافظة علي‮ ‬صادرات الأراضي‮ ‬الزراعية من الأرز والزراعات البديلة وشدد علي‮ ‬التزام وزارة الري‮ ‬بإمداد المناوبات لجميع الأراضي‮.‬

الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق