انفض مولد انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى بعد انتهاء جولة الإعادة أمس الأول، وكما هو الحال فى كل انتخابات تتبخر تقريبا وعود المرشحين ولا يتبق للناخبين الغلابة إلا «لافتات وصور الدعاية» التى درجوا على استخدامها بعد كل انتخابات فى استخدامات شتى.من فرشات لبائعى الفاكهة أو شماسى للباعة الجائلين أو جدران لعشش الفراخ وغيرها من العشش انتهاء باستخدامها كملابس؛ هكذا تتنوع استخدامات لافتات وصور الدعاية التى تفلت من يد «البلدية» بعد انتهاء الانتخابات مباشرة، كما يشير محمد حماد مدير الدعاية لمرشح الوطنى فئات الفائز فى المنصورة.بالنسبة للمرشحين، كما يقول حماد وغيره من المرشحين، تبدو لافتات وصور الدعاية بلا قيمة تذكر بعد الانتخابات، «لأن المرشح بيبقى مش ضامن هل يترشح تانى ولا لأ، وإذا ترشح هل سيحصل على نفس الرمز الانتخابى أم لا؟، وعادة بنصحى تانى يوم ما نلاقيهاش».هكذا يجد «الغلابة» أنفسهم فى نهاية يوم الانتخابات أمام ثروة من «اللافتات والصور» والتى سبق وأنفق عليها المرشحون مبالغ قد تصل بالنسبة لأفقر المرشحين إلى ما لا يقل عن 50 ألف جنيه، حسبما يقول حسن الحبشى، عضو مجلس الشورى السابق عن الحزب الوطنى بدمياط لثلاث دورات سابقة الذى خسر مقعده فى هذه الانتخابات.تتراوح أسعار اللافتات ما بين 25 و250 جنيها تبعا لنوع القماش الذى تنوعت خاماته بعد أن كان يقتصر قبل 15 سنة على القطن المصرى، وأصبحت تعتمد الآن كثيرا على «البوليستر»، كما أصبحت تضم أقمشة مستوردة وصينية بعد أن كانت تقتصر فيما مضى على الصناعة المصرية، كما يوضح الحبشى.لكن أى ما كنت خامة أو سعر اللافتة فإن محمد بائع الفاكهة الشاب بأحد الأسواق الشعبية الذى لم يشارك قط فى أى انتخابات ولم يقدم له أى مرشح خدمة من أى نوع، يستخدم الآن إحدى لافتات المرشحين كستارة لفرشته بالنهار وغطاء لفاكهته بالليل، وهو يتعامل مع الأمر بمنطق «اللى ييجى منهم أحسن منهم».
الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق