الأحد، 10 يناير 2010

محمد صبحي : شادي جعلني اكتشف جهلي


اعترف الفنان محمد صبحي أنه اكتشف جهله بالحضارة الفرعونية عندما التقى المخرج الراحل شادي عبد السلام وكان يعد فيلم "إخناتون" عام 1971، موضحا أن معلوماته في هذه الفترة كانت تتلخص عنده في أن "مينا موحد القطرين، وأن خوفو وخفرع ومنقرع هم بناة الأهرام الـ3"، مشيرا إلى أنه أصبح قارئا نهما عن حضارة مصر وتاريخها، ومن أهم ما قرأ كان كتاب "فجر الضمير" للكاتب جيمس بريستد.
عرب أم فراعنة؟
دعا صبحي - في ندوة بالمتحف المصري استضافه فيها الدكتور أمين عام المجلس الأعلى للآثار زاهي حواس - الشباب والأطفال إلى قراءة تاريخ مصر الفرعونية والتأكد أن هذا التاريخ لأجدادنا وأننا نتاج هذه الحضارة وأن هذا الوطن ملكنا، مؤكدا أن الانتماء إلى مصر يتحقق بمعرفتها أولا، ولا يكفي رفع العلم في المباريات.
وأشار إلى أن أول نظرية للأخلاق كان يمارسها الشعب المصري الذي اكتشف التوحيد والضمير الإنساني الذي كان - في مفهومه - أنه القلب، مشددا على ضرورة أن نتقدم في العلم دون أن نتراجع في القيم، وقال إن "المدنية لا يمكن أن تسرق منا الأصل".
وأضاف أن سؤالا دائما يطرح وهو "هل نحن عرب أم فراعنة؟" مجيبا بأن الأصل في كل شيء يعود للحضارة الفرعونية، وثبت أن فن المسرح كان موجودا عند الفراعنة حتى قيل أن هناك أسطورة فرعونية بعنوان "أملث" مشكوك أن "شكسبير" أخذ منها روايته الشهيرة "هاملت".
وأشاد صبحي بما تم إنجازه في السنوات الأخيرة في مجال الآثار خاصة استعادة ما كان منها بالخارج، قائلا إن "لملمة التاريخ أهم من اكتشاف مقبرة جديدة.. واكتشافها يتطلب أن نعرف عنها أولا".
لكنه وجه في الوقت نفسه اللوم على الإعلام الذي لم يعرف بالكثير من هذه الإنجازات وهو ما يدعو أحيانا إلى الإحباط. وقال إنه "لو عرف إعلاميا أن هذا النشاط موجود لاختلف الأمر، مشيرا إلى أنه كان لا يعلم قبل أن يأتي إلى المتحف المصري اليوم أن به مدرسة للأطفال، مضيفا إنه أخذ 12 نسخة من مجلة كتبها وصنعها هؤلاء الأطفال ليس لنفسه فقط وإنما ليهديها إلى أحفاده أيضا.
الإيمان بالفن ليس كافيا
انتقد محمد صبحي أن يكون الغرب قارئا عن حضارتنا ويعرف عن مدننا وآثارنا قبل أن يأتي إلينا أكثر منا. وقال إنه أنتج 4 ساعات تحكي عن التاريخ الفرعوني في عام 1979، وزعت أكثر من مليون نسخة في ألمانيا لكن توزيعها في مصر - للأسف - لم يصل إلى 10 آلاف نسخة.
وكان صبحي في إحدى لقاءاته الصحفية السابقة طرح سؤالا استنكاريا "ماذا لو استيقظنا يوما على خبر بوجود بترول تحت الهرم؟!" وهو السؤال الذي أعاده إليه طفل من الحاضرين طالبا منه الإجابة، فقال إنه يعتقد أن إذا حدث ذلك فستوجد أصوات تنادي بهدم الهرم والاكتفاء بصوره من أجل استخراج البترول للربح من ورائه، مؤكدا أنه بالتأكيد أن أسودا مثل د. زاهي حواس - على حد قوله - ستتصدى لهذه الأصوات، موضحا أنه قصد من السؤال "هل الدولة مؤمنة بأن الفن والثقافة أهم شيء؟" فإذا كانت الإجابة "نعم" سترصد لها ميزانية ضخمة، ولكن للأسف فإن "الإيمان بالفن والثقافة ليس كافيا في مصر".
وأعرب عن اعتقاده بأنه إذا تم إنتاج فيلم عن الحضارة المصرية يصور في الأماكن الحقيقية لها سيحقق إيرادات عالية - وقال إن فيلم "إخناتون" تكلف نصف مليون جنيه أما الآن فسيتكلف 50 مليون جنيه - مؤكدا أنها ستكون أفضل من الأفلام "التافهة" التي حققت إيرادات تجاوزت الـ30 مليون، والأهم من ذلك أنه سيشكل عقول كثيرين، قائلا إن "هناك فن يبني أجيال وفن يهدم أجيال".
وأضاف صبحي "منذ ستوات وأنا أنادي قاطعوا المنتجات الإسرائيلية والأمريكية، لكنني اكتشفت أن الأهم أن أنادي قاطعوا الفن المسف الذي يهدم الحضارة المصرية".
ورغم اتفاقه مع المطالبات التي وجهها له جمهور الندوة بضرورة إنتاج أعمال درامية تاريخية عن حضارة مصر الفرعونية والتصوير في أماكن الآثار الحقيقية، إلا أن محمد صبحي كشف عن عدم تحمس التليفزيون المصري لإنتاج مثل هذه الأعمال الضخمة، فضلا عن تكلفتها الباهظة للتصوير في المناطق الأثرية.
وقال "لو عرضت على التليفزيون مسلسلا كوميديا يرحب جدا - علما بأني سأقدمه بشكل جاد - لكن إذا عرضت عليه مسلسلا تاريخيا فلن يتحمس له"، كاشفا عن رغبته في تقديم مسلسل عن فترة إخناتون.
واستنكر الرسوم البالغة المطلوبة للتصوير في هذه المناطق، مشيرا إلى أن من الأسباب التي جعلت البعض يردد أن الدراما السورية تفوقت على المصرية هي لأن سوريا تفتح أي مكان سياحي أو أثري عندها للتصوير، موضحا في الوقت نفسه حق الجهات المسئولة عن هذه الأماكن في الحفاظ على هذه الأماكن وألا تفتحها إلا للجادين فقط.
من جانبه، تدخل أمين عام المجلس الأعلى للآثار الدكتور زاهي حواس ليؤكد أن المجلس أعطى الموافقة أكثر من مرة للتصوير في المناطق الأثرية مع منح تخفيض وصل إلى 50%، بل وأحيانا تكون الموافقة على التصوير مجانا سواء كان ذلك لجهات الإنتاج العام أو الخاص.

اخبار مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق