الأحد، 10 يناير 2010

ما هي العلاقة الجنسية ؟ .. كيف نجيب على أسئلة أطفالنا الفضولية


تدور في ذهن أطفالنا تساؤلات تفاجئ الأهل عند البوح بها أو الاستفسار عنها ، ومهما تهرب الآباء منها لن يتوقف فضول الأطفال والإلحاح على الأهل لمعرفة المعلومة التي يصدقها عقله بحسب عمره ، وهنا يقع الآباء فى حيرة فمنهم من يتهرب وآخرون يضللون أبنائهم بإجابات كاذبة معتقدين أنهم بذلك يحمون ذهن صغارهم ، وآخرون لا يجدون سوي توجيه اللوم والتوبيخ العنيف الأمر الذي يضع الأبناء تحت مخالب أخطر وطرق غير سليمة للمعرفة تشوش أفكارهم وسلوكهم وأخلاقهم.
ويؤكد الخبراء أن هذا النوع من الأسئلة متدرج بحسب عمر الطفل والبيئة المحيطة به سواء فى المنزل أو المدرسة ، وكلما زاد عمر الطفل زادت أسئلته ، هذا الأمر شئ طبيعي ، ولكن المشكلة الحقيقية تكون لدى الآباء لأنهم فى الغالب لا يحسنون التصرف مع الحصار الذي تعرضه الفضائيات وألعاب الكمبيوتر التى لا تخلو هي أيضاً من الإيحاءات الجنسية التى تفتح ذهن الطفل وتستفز اهتمامه ، لذا يجب على الأهل التحلي برابطة الجأش أمام أسئلة الطفل الجنسية والتصرف السليم مع مثل هذه التساؤلات المباغتة.
وينصح خبراء التربية الآباء بضرورة الاضطلاع على أهم قواعد أصول علم التربية كي يحسنون التصرف مع مثل هذه المواقف بدون ممارسة أي ضغوط قد تسبب للأطفال كبت أو تنشئة غير سوية ، وأفضل مثل وقدوة في تربية الأبناء هو الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام الذي كان لا يرد سائل أبداً ، وكان منهم صبية من عمر 11 : 15 يسألون عن كل شئ متعلقة بهذه الأمور من التغيرات الجنسية والاغتسال والاحتلام وغيرها.
وتشير د.هبة قطب - أستاذ الصحة الجنسية - إلى أهمية رجوع الآباء إلى مرجعية علمية ثابتة من أجل معرفة طبيعة التغيرات التي يمر بها الطفل وكيفية التعامل معها مؤكدة خلال برنامج "بلا رتوش" أن أكبر خطأ أن تكون العلاقة بين الآباء والأبناء رسمية قائمة على الخوف أو تحدها أي حدود أو تكون علاقة قائمة على التزام الأهل بالمصاريف والتعليم وتقتصر على الرعاية جسمانية فقط دون الاستيعاب النفسي ومد جسر الثقة والصداقة بيننا وبين أولادنا حتى لا يضيعوا، وعلى الأم أن تنتبه وتلاحظ ما وراء "كواليس" شخصية الطفل وما يدور فى ذهنه في كل مرحلة وملاحظة أي تغيرات طارئة على الطفل وفتح حوار معه قائم على المكاشفة والصداقة إذا وجدت سلوكه غير طبيعي
وأفضل طريقة للتربية هى التواصل ، ورفضت د. هبة الطريقة السائدة لدى بعض الأسر بأن الأم هي من تصارح البنت والأب يصارح الولد لأن ظروف كل الأسر ليست متشابهة أو مستقرة فأحياناً يغيب الأب بسبب انفصال أو وفاة أو سفر وهناك شخصية سائدة وهي "الأب الغائب الحاضر" المقتصر دوره على جلب لقمة العيش فقط.
الهروب ممنوعوعن صعوبة الإجابة على أسئلة الطفل والهروب منها من قبل الآباء يشير الدكتور محمد نصر - أستاذ الطب النفسي بكلية طب القصر العيني إلى أن هناك مرحلة يمر بها كل طفل تتفجر لديه مشاعر لذلك يطلق على الطفل فى مرحلة ما بعد الأربع سنوات بـ"علامة الاستفهام المتحركة" لكثرة تساؤلاته "كيف ولماذا" وهى مرحلة يمر بها كل الأطفال ويسالون أسئلة غير متوقعة منها يبدأ تخزين معلوماته إذا قام الأب بالهروب أو بتقديم معلومات غير صحيحة سينعكس على الطفل فيما بعد وسيلجأ لأشخاص أخري كالخادمة أو طفل أكبر سناً أو كتب الشارع أو شخص غريب ، وهذه المعلومات سيدخلها الطفل بدون حماية .
ويضيف د. نصر لا يجب الهروب من أي سؤال يطرحه الطفل وهناك خطوات يجب على الآباء اتباعها لتقديم معلومة مناسبة للطفل وعمره .
1 – لا داعي للاستغراب أو الاندهاش من سؤال الطفل أو إلقاء مسؤولية الإجابة على عاتق شخص آخر من أفراد الأسرة ، فالطفل متوقع منك إذا لم تشفي رغبته فى المعرفة سيظل السؤال بداخله وسيشعر أنه ارتكب جرماً وسيظل مغلق داخله كالصندوق ويعتبره طأ كبير .
2 – يجب البعد تماماً عن الخرافات التي يخترعها الأهل مثل "اتينا بك من المستشفي" أو من "السوبر ماركت" وغيرها من الإجابات العقيمة الأمر الذي يؤدي للكذب وعدم الثقة .
3 – يجب أن تكون الإجابة قصيرة وواضحة يستطيع استيعابها بحسب عمره ومحددة ، على سبيل المثال : من أين جئت وكيف ؟ وهنا يجب أن يأخذ الأب أو الأم إجابة منه قد يكون فى إجابته مفتاح للإجابة التى يستطيع أن يفهما لاستخدامه ويستوعبها وتناسب ما يدور فى ذهنه ، وتبسيط المعلومة العلمية بالإشارة إلى مناطق جسم الإنسان كالرحم الذي يحمل الجنين بالبطن ووجود الأب ضروري لحدوث الحمل ولكن بدون التطوع فى إدخال معلومات إضافية لم يطلبها الطفل أو دون أن يتسلسل أو يزيد تساؤله في الحديث ، أما إذا رضي بهذه المعلومة واستوعبها جيداً لا داعي لإعطاء المزيد، وكل ذلك يعتمد على الفئة العمرية ونسبة إدراك وذكاء الطفل وعلاقاته والمجتمع المحيط به.4 – فى حالة إذا كان الطفل مطلع على الانترنت من عمر 7 أو 8 سنوات وسأل عن معنى كلمة "العلاقة الجنسية" هنا يجب أن يوضح الآباء المعنى بمفهومه ، ولكن فى إطار معين أوضحه د. محمد نصر قائلاً : فى هذا العمر يكون الطفل مدرك تماماً أن هناك فروق بين الولد والبنت وتكونت لديه بعض المفاهيم الواضحة وللإجابة على سؤاله يمكن الاستعانة بكتب الأطفال التي توضح هذه الفروق لبناء توصيل المعلومة الخاصة بالعلاقة الزوجية ، ولكن التفاصيل الخاصة بكيف تكون فهذا الأمر مازال خارج إدراكه ، ولكن فى هذا العمر يكفي أن يعلم الطفل أن كل بيت يجب أن يقام برجل وامرأة بزواج رسمي لدى المأذون ، أما شكل الارتباط الجنسي لا يجب التطوع بفتح معلومات زائدة ، ولا نترك الطفل بدون رقابة لأنه بذلك يدفعه الفضول بالدخول فى أمور أكثر من استيعابه ومتاحة أمامه لا يجب أن نتركه يصل إليها بطريقة خاطئة بدون رقابة ،أما إذا ألح الطفل فى معرفة هذا الأمر ، من الممكن الأب يعد أبنه بأن سيشرحها له فى وقت آخر أو الانسحاب بطريقة لبقة لا تلفت انتباه الطفل لأن هذه المعلومة غير مناسبة لهذا العمر.
5 – فى سن المراهقة وما قبلها هي المرحلة المناسبة التي أن يقوم الآباء بالشرح التفصيلي لما يحدث من عمر 12 : 15 سنة ، حتى لا يتعرض الطفل لمعرفة خاطئة واستغلال جسدي وجنسي .
لهن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق