الأربعاء، 18 يناير 2012

فيلم واحد صحيح و مراعاة حدود المجتمع



الحديث الدائر عن حرية الإبداع والمبدعين جاءت في وقت عرض فيلم واحد صحيح والذي أجده أقرب إلي النموذج العلمي لتطبيق شكل الحرية ونوع الحرية المطلوبة التي نرغبها وندعمها في عصر ما بعد يناير2011.




فيلم واحد صحيح
فيلم واحد صحيح


ففي فيلم واحد صحيح رغم وصف البعض له علي أنه عمل فني ممتع والبعض الآخر يراه علي أنه عمل يفتقر إلي التماسك والبناء والوحدة والهدف. فيلم واحد صحيح ترصد أحداثه قضية بحث الرجل عن فتاة أحلامه أي المرأة النموذج وقرار اختيار شريك الحياة من خلال العلاقات التي تم تناولها لنماذج مختلفة من فتيات المجتمع, فهناك من تحبه علي زوجها وتلك التي تفضله علي حبيبها وأخري تكون عشيقته بما تحمل الكلمة من معني جسدي إضافة إلي ذلك علاقة الحب التي ستجمع المسلم بطل الفيلم مع فتاة مسيحية؟ وهنا أطرح السؤال عن توقيت إقامة الندوات والتجمعات التي تتحدث عن حرية الإبداع.. هل قصة الحب, بين المسلم والمسيحية هذا وقتها وأرجو ألا يقول لي أحد إن هناك ضرورة درامية وسط الحالة الفنية التي يستعرضها الفيلم وربما أراد مبدعو الفيلم أن يكون البطل عاشقا لفتيات المجتمع بكل شرائحه مسلمة, ومسيحية, وحتي لا يدخل الفيلم مناطق ألغام وجدل جاءت المعالجة مسالمة وبعيدة, عن الصخب التي قد تثيره مثل هذه النوعية من العلاقات, لذلك لجأ مؤلف الفيلم إلي الحل النمطي وهو هروب الفتاة ودخولها في عالم الرهبنة حتي لا تخطئ وتتزوج مسلما.
السؤال هل هذا وقته وهل هذا يصب في صميم الفكرة التي يتناولها الفيلم؟ هناك من سيقول أجمل ما في الفيلم هذا المحور, ولكن ماذا سيحدث لو أن أحداثا خلت من هذا الموضوع..مؤكد لاشيء ويومها لم نكن سنسمع جملة من نوع ولماذا لا يحب البطل فتاة مسيحية؟!
الفيلم تضمن عددا كبيرا من المشاهد التي تجمع البطل وعشيقته وأيضا الإسراف في استخدام ألفاظ تجرح الأذن وقد يراها البعض خادشة.
ولهذا فإنني أري من البداية أن رئيس الرقابة تجاوز واخطأ في عدم وضع لافتة للكبار علي الفيلم لما يتضمنه من ألفاظ ومشاهد, وأرجوكم لا أريد أن اسمع أحدا يقول إنني أنادي بتقييد الحرية, خصوصا أن كل ما أتمناه أن نكون مجتمعا حقيقيا يحترم الناس والجمهور, فهناك جمهور محافظ وآخر دون ذلك.
إذن الفيلم وما طرحه من أفكار كثيرة لابد أن نعتبره النموذج الذي يجب أن نطبق عليه معني الحريات قبل المطالبة بأي حريات جديدة.









المصدر : الاهرام




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق