الثلاثاء، 17 يناير 2012

المفتى»: العهد النبوى لم يعرف جماعة «الأمر بالمعروف» ونعيش عصر «فوضى الخطاب الدينى» وليس «فوضى الفتاوى»



«المفتى»: العهد النبوى لم يعرف جماعة «الأمر بالمعروف» ونعيش عصر «فوضى الخطاب الدينى» وليس «فوضى الفتاوى»



أكد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، أننا نعيش عصر «فوضى الخطاب الدينى» وليس «فوضى الفتاوى» كما يطلق عليه البعض، داعيا إلى ضرورة لجوء المواطنين إلى المتخصصين والعلماء عند الحصول على الفتاوى. فيما نوه بأنه «لم تكن هناك جماعة فى عهد الرسول تسمى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر».






وقال مفتى الجمهورية، فى كلمته فى افتتاح الموسم الثقافى للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، مساء أمس الأول: «بعد التتبع الدقيق فى كلمة فوضى الفتاوى هناك فتاوى تتبعناها فوجدنا أنها ليس لها أصل ولم يقل بها أحد، آخرها فتوى تحريم الجلوس على كرسى جلست عليه امرأة»، مشيراً إلى أن كثرة الفتاوى تشوه صورة الإسلام والمسلمين، وأن تلك الفتاوى تصدر من غير المتخصصين «فهو لم يدرس لا شريعة ولا واقعاً لكنه أصبح بقدرة قادر شيخاً متصدراً، وهذه مصيبة، لأن الإفتاء علم يحتاج إلى دراسة، ولا يصلح أن يصدر من كل من هبّ ودبّ»، حسب تعبيره.






وفى رده على سؤال حول إمكانية سن قانون يجرم من يفتى بغير علم، قال «جمعة»: «هذا شغل (مجلس الشعب)، وأدعو من يريد ذلك أن يتقدم بهذا الاقتراح للنائب الذى يوجد فى دائرته لعرضه على المجلس»، مضيفاً: «المشايخ المصريون لهم الريادة فى الخروج من إصدار الفتاوى بالاعتماد على مذهب واحد فقط، ولذلك نرى أن الأزهر الشريف يعتمد فى دراسته على جميع المذاهب الفقهية، كما أن دار الإفتاء المصرية تحرص دائماً على اختيار الآراء الوسطية المعتدلة، لأن الإسلام دين الاعتدال والوسطية ينبذ التطرف والتشدد بجميع أشكاله وألوانه».






وأضاف: «المؤسسة الدينية تجهز للتصدى لفوضى الفتاوى بإطلاق قناة فضائية توضح الدين الوسطى المعتدل، حيث انعقد مجمع البحوث فى عهد الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الراحل، لكن اختلف أعضاء المجمع حول إمكانية إطلاق هذه القناة، وفى هذه الأيام تمت مناقشة هذه القضية فى مجمع البحوث مجدداً، وتمت الموافقة على إطلاق القناة الفضائية وتم فتح حساب لها فى جميع البنوك للتبرع».






وحول ظهور جماعة جديدة تطلق على نفسها «جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، قال مفتى الجمهورية: «إن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وظيفة مجتمعية تحولت إلى مؤسسات فى بلاد المسلمين، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر له أوجه عديدة، فمثلاً مفتش التموين فى عمله هو آمر بالمعروف وناه عن المنكر.. وهكذا»، مشيراً إلى أنه «لم تكن هناك جماعة فى عهد الرسول تسمى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، لكن هناك فى الإسلام وظيفة كالمحتسب فنحن أمام مصطلحات يجب أن توضح للجميع».






أضاف «جمعة»: «العلماء وضعوا شروطاً للقيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من خلال العمل الذى يقوم به الإنسان على رأسها العلم، ومن أراد خلط الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بين (الوظيفة والجماعة) فهو خلط (خبيث) يخالف سنة الرسول، صلى الله عليه وسلم».






وفى رده على سؤال لأحد الدعاة حول ما قدمته المؤسسة الدينية للدعاة بعد ثورة ٢٥ يناير، قال المفتى: «إن كل تغيير يحتاج إلى وقت، والرسول، صلى الله عليه وسلم، دعا ١٣ سنة فى مكة ولم يزد عدد من آمنوا به على ٢٠٠ شخص، لكن عندما ذهب إلى المدينة المنورة وجاءت الأموال استطاعوا أن يبنوا دولة على أسس قوية»، مؤكداً أن التأسيس السليم يحتاج وقتاً لكن بعض الناس عندهم عجل، وهذا أمر يخالف سنة الله فى كونه.






من جانبه، قال الدكتور محمد عبدالفضيل القوصى، وزير الأوقاف، إن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بحاجة إلى تجديد أكثر، وإنه تم البدء فى ذلك فعلاً بتفعيل اللجان أملاً فى أن يستعيد المجلس دوره فى نشر الإسلام المستنير الذى يحمل مشاعل الحرية والعدل والنور والتقدم وتقدم مصر إلى مستقبل تكون فيه فى مقدمة الأمم، وتقدم الإسلام الوسطى المعتدل الذى ينير للحضارة الإنسانية طريقها، ويعيد إليها رشدها والعدل الذى قُطع والنور.






وقال الدكتور عدلى رضا، رئيس اللجنة الإعلامية بالمجلس: «إن المجلس سيعقد ندوات دورية للرد على الحملات المشبوهة التى يتعرض لها الإسلام والتصدى للفتاوى الدينية التى تثير البلبلة، حيث سيتم وضع استراتيجيات طويلة المدى من أجل الوصول إلى الخطاب الوسطى السليم».






وأشار الدكتور محمود يوسف، وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة، عضو اللجنة الإعلامية بالمجلس، إلى أن الإسلام شامل وصلاحيته لكل زمان ومكان، كما أن الإسلام له نظامه الإعلامى، ولرسوله سنته الإعلامية وهى تلقى الأخبار والتيقن منها جيداً قبل إذاعتها أو نشرها.









المصدر : المصري اليوم




هناك تعليق واحد:

  1. كلنا نذكر انفسنا وبعضنا البعض
    لكن الرقيب عليا من انسانى مثلى امر غير مقبول
    رب العالمين قال فى كتابه العزيز " ذكر انما انت مُذكر لست عليهم بمصيطر "
    وهذا كلام الرحمن لخير الانام رسول الله صلى الله عليه وسلم

    ردحذف