أكد الكاتب البريطانى روبرت فيسك فى مقال لصحيفة «إندبندنت» البريطانية عن الأوضاع فى سوريا، أنه لو كان نظام الرئيس بشار الأسد شرع فى وضع أسس لدستور جديد حقيقى
والسماح بتعددية الأحزاب السياسية وإجراء انتخابات «نزيهة» و«حرة» لكان السوريون تمكنوا من التغلب على مأساتهم، معتبراً أن الوقت أصبح يداهم حكومة الأسد وبوتيرة سريعة - على حد قوله.
وأضاف «فيسك» أن الصراع الدائر فى سوريا أضحى يشق طريقه الآن إلى قلب البلاد، حتى أن كثيرا من سكان دمشق الذين كانوا يفرون من قبل إلى مدينة حلب فى الشمال باستخدام الأتوبيسات، أصبحوا الآن لا يستطيعون استخدام الطريق البرى بين المدينتين بسبب المخاطر المحيطة بهم جراء القتال. وأشار الكاتب إلى أن المظاهرات الأخيرة التى نظمها سكان العاصمة
كانت فى الأساس للتعبير عن المخاوف التى تحيط بهم من كل جانب، بالإضافة إلى انشقاق العديد من جنود الجيش السورى عن قيادات الجيش وانفلات مدينة «حمص» من قبضة الحكومة السورية.
وأكد «فيسك» أنه تم تحذير حكومة الأسد من انزلاق البلاد إلى «حرب طائفية»، مشيراً الى أنه إذا كان من الطبيعى أن تنصب الحكومة نفسها «الحامى الوحيد» لحقوق الأقليات فى سوريا
واتهام عناصر إسلامية و«إرهابية» بالوقوف وراء تظاهرات السوريين ضد نظامهم، إلا أن الأعمال الوحشية التى مارستها القوات السورية فى عدة مدن مثل درعا وحمص تعتبر «فضيحة».
جاء ذلك فى الوقت الذى ذكرت فيه صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية أن الأسد «أصبح غير مؤهل للاستمرار فى الحكم، حتى ولو تقاسم السلطة مع المعارضة». وأشارت الصحيفة الى أبسط مثال على وحشية النظام السورى، والمتمثل فى المضايقات التى تعرض لها السفير الأمريكى فى سوريا، روبرت فورد، الشهر الماضى، حينما هاجم أنصار الأسد السفارة
الأمريكية وموكب «فورد» الدبلوماسى. وكانت وزارة الخارجية الأمريكى قد استدعت فورد إلى واشنطن السبت الماضى، إلا أن الولايات المتحدة أعلنت، أمس، أنها تأمل فى عودة سفيرها إلى دمشق بحلول ٢٤ يناير وهو عطلة «عيد الشكر الأمريكية».
وميدانياً، قتل إمس ٤ سوريين فى حمص ودرعا برصاص الأمن وتم اعتقال ٢٠ آخرين على يد «شبيحة الأسد» وذلك بعد يوم واحد من مقتل ٢٠ شخصاً، بينهم طفلان بنيران القوات المواليةللأسد.
المصدر : المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق