كالعادة ومع قدوم كل صيف تتزايد الأخبار بالصحف بأنه لا انقطاع للكهرباء هذا العام, وكأن ذلك عمل روتيني مطلوب تأديته باستمرار.
وكالعادة أيضا يأتي الصيف ليلقي الرعب في نفوس المواطنين خوفا من درجات الحرارة المرتفعة التي يصاحبها في الغالب انقطاع شبه مستمر وبشكل يومي لا تسلم منها منطقة في محافظات مصر كلها.لكن مع قدوم هذا الصيف زاد قلق المواطنين مرتين, الأولي من التبريرات المستمرة بأن الاحمال العالية هي السبب في انقطاع الكهرباء والثانية ما أثير في الفترة الأخيرة من اعتصامات موظفي الكهرباء, وتهديدهم بإظلام مصر مالم تتم الاستجابة لمطالبهم المادية.وهنا يزداد الخوف من التبريرات, فبعد ما كانت تدور حول الاستهلاك المتزايد للكهرباء, والارتفاع في أعداد التكييفات أضيف التبرير الأخير بأن االانقطاع قد يكون متعمدا من العاملين بمحطات انتاج الكهرباء.في وزارة الكهرباء جاءت الأخبار في الفترة الأخيرة تطمئن المواطنين بإنهاء الاعتصامات والاحتجاجات الفئوية وتلبية المطالب, ومع ذلك رفض د. أكثم أبو العلا التعليق علي هذا الأمر, مفضلا الحديث عن استعدادات الوزارة لصيف2011 فقال: تم الاستعداد من خلال ثلاث آليات هي: عمل الصبانات اللازمة بحيث تنتهي بنهاية هذا الشهر, والآلية الثانية هي إضافة1500 ميجاوات قدرات توليد جديدة بتكلفة2,6 مليار جنيه, كما تم تشغيل لمحطتي توليد جديدتين بالاسماعيلية ودمياط, وهما في مرحلة التشغيل التجريبي الآن.وسوف يبدأ التشغيل النهائي لهما منتصف الشهر المقبل, هذا بالنسبة للخطة الإسعافية كما يشير د. أكثم, أما خارج هذه الخطة فتتمثل في إضافة140 ميجاوات للمحطة الشمسية, و700 ميجاوات لمحطة غرب القاهرة, وهناك250 لوحدة الكريمات, وبرغم هذه الإضافات لمحطات التوليد فلم يحسم ـ د. أكثم أبو العلا الأمر تماما بالنسبة لقدرة هذه المحطات في إبعاد شبح الخوف من الانقطاع لا نستطيع الجزم بهذا الأمر فهناك دائما ساعات ذروة قد تضطرنا إلي تخفيف هذه الأحمال.لكن محمود سلطان رئيس شركة جنوب القاهرة سابقا نفي تماما أن يكون هناك بعض العاملين بشركات الكهرباء يفكر ولو للحظة أن يقوم بقطع الكهرباء, فالأمر, كما يراه سلطان ـ لايتعدي الضغط من أجل الحصول علي امتيازات يراها من حقه.لكن فكرة التعمد يراها سلطان غير متعمدة علي الإطلاق, والوزير استمع لمطالبهم, والأمر في النهاية سوف يزول سريعا وتعود الأمور إلي طبيعتها.أزمة الأحمال ولجوء الشركات لتخفيضها خاصة في الصيف يشرحها مهندس حمدي عبدالمجيد مدير محطة شمال القاهرة بقوله: إن ارتفاع درجات الحرارة خاصة في الصيف يجعل العبء اكبر علي الأحمال, ولكن الأزمة الحقيقية هي عند دخول الليل, إذ نجد كل الناس تقوم بإضاءة المصابيح مرة واحدة, وتكون الأحمال عندئذ أعلي من اللازم, وتحدث الأزمة مابين كثرة الاستهلاك وزيادة علي المعدل, وعدم قدرة الانتاج علي التحمل, فتضطر الشركات لتخفيف الأحمال.ويري مهندس حمدي أن هذا الأمر كان ملموسا بشدة خلال العامين الماضيين أما هذا العام فقد حدثت إصلاحات عديدة وإحلال وتجديد للشبكات وسوف يكون الأمر أقل كثيرا مما حدث العام الماضي.لكن فكرة أن تؤثر اعتصامات واحتجاجات العاملين علي الأحمال, فهذا مستبعد, إذ من يقوم بذلك هم العاملون ولكن بعد انتهاء دوريتهملكن أزمات انقطاع الكهرباء المستمرة يراها المواطن رامي صلاح من عين شمس ان الانقطاع أصبحا مرتبطا دائما بقدوم الصيف, ونري الكابلات تنفجر وهي كلها قديمة فلم نر أو نسمع شيئا عن تغيير هذه الكابلات بقدرات أعلي من الموجودة, فنحن نراها منذ عشرات السنين, والمفروض أن يتم تغييرها, وكذلك الكبائن الموجودة لابد من إحلالها وتجديدها.أما أيمن علي فيخشي أن يكون ماحدث من اعتصامات وإضرابات في شركة الكهرباء مقدمة لتبريرات حتي يتم قطع الكهرباء عنا في الصيف, ويكون مبررا جديدا للمسئولين في هذه الجهات, فحين تنقطع الكهرباء صباحا فلا مانع, ولكن المحزن أنها تأتي وأولادنا نياما فيقومون مفزوعين من نومهم إضافة إلي توقف الأجهزة مما يصيبنا بالاختناق فلابد من وجود حلول لهذه الأزمات المتكررة فلا يعقل أن نبقي نتحدث عن الأزمات ولا نري حلولا
المصدر : الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق