بعد ثورة 25 يناير نادى الكثيرون بتغيير العديد من الأشياء القديمة الظالمة والتى تسببت فى إضاعة الحقوق وتدمير كرامة الإنسان.
ومن هؤلاء فئة أيتام مصر أو أيتام دور الإيواء الذين يعانون من معاملة سيئة من العديد من فئات المجتمع سواء من يتعمد إهانتهم أو من يعاملهم بنوع من الشفقه كأنهم ليسوا أناسا طبيعيين.
وتحول يوم اليتيم الذى كان من المفترض أن يكون الهدف منه إسعاد الأيتام إلى يوم حزين يصفه البعض منهم ب"الأسود" لما ينتابهم فيه من شعور بالنقص والشفقة.
عدد من فتيات جمعية الخدمات المتكاملة بالعجوزة فتحن قلوبهن لأخبار مصر وتحدثن عن معاناتهن التى لا تنتهى أبدا..
مها عباس - طالبة في الصف الأول الثانوى- عبرت عن رغبتها فى التحدث مع طبيب نفسانى لتخبره عن مشاعرها وخباياها الداخلية، وقالت " أريد أن أتحدث مع شخص لا أعرفه ولا يعرفنى أفضى له بهمومى.. "
مشيرة إلى أن غالبية أصدقائها لا يعلمون أنها تعيش في دار إيواء حتى تتجنب تجريحهم لها ، خاصة وأن مدير الجمعية دوما يقول لهن " لقد جئنا بكم من صفيحة الزبالة..!".
وأضافت " أريد أن أرحل من هنا وأجد حياة أسرية طبيعية مثلى مثل غيرى، أريد من يحتوينى ولا يشعرنى بأننى يتيمة..".*
مشاكل نفسية
فيما قالت سامية مؤمن - طالبه جامعية- إن أكثر ما يؤلمها هو تعامل البعض معهم على أنهم " أبناء للخطيئة"، وقالت " حتى وإن كان ذلك ما حدث فما ذنبى أنا..؟ لماذا أدفع ثمن شىء لم أقترفه..؟".
وأضافت " مشكلتى هى وجودى هنا... الناس لا تتعامل معى على أننى متعلمة أو جميلة أو ذكية.. الناس تتعامل معى على أننى لقيطة لا أهل ولا سند لى في الحياة..".
وأوضحت أنها كرهت لقب يتيمة وتعتبر يوم اليتيم هو اليوم الأسود الذى حينما يأتى تفر هى وجميع الفتيات من الدار ويذهبن لأى مكان آخر ليحمين أنفسهن من نظرات العطف والشفقة..!
من جانبها قالت إحدى المشرفات بالجمعية إن الفتيات يعانين من مشاكل نفسية عديدة، مشيرة الى تقديمها لعدة طلبات من قبل كى يتم إحضار طبيب نفسانى وإخصائى اجتماعى للتحدث معهن واحتوائهن ولكن الإدارة لم تستجب بل واستمرت في إساءة معاملة الفتيات وتحقيرهن وإهمالهن..!
في حين ترى دكتورة نيفين جمعة - أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية - أن هؤلاء الأيتام في حاجة الى إعادة تأهيل والى تعلم كيفية الاعتماد على الذات ومعرفة قدراتهم وتطويرها، مشيرة إلى أن غالبية الأيتام فى دور الرعاية يعانون من أزمات نفسية بسبب انعدام الضمير لدى المشرفين والمسئولين..
وأضافت أن ثقافة المجتمع لها دخل كبير في هذه المشكلة، داعيه إلى تغيير أفكار المجتمع تجاه هؤلاء الأيتام.*
مدارس داخلية خاصة
كما دعت أستاذة علم الاجتماع إلى عمل مدارس داخلية خاصة بهؤلاء الأيتام، ويتم توزيعهم فيها بشكل سليم وبفئات عمرية متجانسة ويتم اختيار كفاءات مهنية عالية لمتابعتهم وتعليمهم.
وبالنسبة ليوم اليتيم قالت د.نيفين إنه يعد نوعا من أنواع "الاسترزاق" من قبل تلك المؤسسات على حساب اليتيم، مشيرة إلى أنه من الممكن تغيير ذلك الاسم وتحويله إلى يوم " الطفولة" ويكون عيدا لكل أبناء مصر.
ووافقها في الرأى دكتور عادل المدنى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر والذي يرى ضرورة تغيير مسمى ذلك اليوم وقال" لابد من تغيير ذلك الاسم لأنه في ذلك اليوم يشعر الأيتام بمشاعر سيئة للغاية ومن الممكن تسميته بيوم الطفل حتى نرفع عنهم الحرج "، مشيرا إلى أن تلك التسمية جاءت من الدول الأجنبية.
وأوضح أن الأيتام فى الخارج يختلفون كثيرا عن الأيتام فى بلادنا حيث يعرفون من صغرهم أنهم متبنون ويعيشون مع أسر ترعاهم ويتم التعامل معهم بصورة طبيعية.
وانتقد د.المدنى المجتمع الذي يعاقب هؤلاء الأطفال ويعاملهم بقسوة ، خاصة أنهم لا ذنب لهم سواء كانوا أيتاما حقيقيين أو لقطاء.
وقال " المجتمع الذي ينبذ الطفل ويعامله بتلك الطريقة يعلم ذلك الطفل كره المجتمع وتصبح ميوله عنيفة تجاه مجتمعه مما يتسبب في مشاكل عديدة للجميع".*
حصانه لليتيم
من جانبها قالت دكتورة أمنه نصير أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر إن الاحتفال بذلك اليوم يسبب الألم و"يقلب المواجع" على هؤلاء الأيتام.
ودعت المجتمع إلى التعامل بشكل طبيعى مع هؤلاء الأطفال وعدم إغداق العواطف عليهم بصورة تشعرهم بأنهم حالة خاصة، كما دعت المؤسسات إلى توفير الحياة الكريمة لهم بمساعدة المتبرعين .
وطالبت أستاذ العقيدة الدولة بأن توفر لهؤلاء الأيتام "الحصانة" الإنسانية والقانونية والأخلاقية لحماية إنسانيتهم، وإعطاؤهم جرعات دينية سواء إسلامية أو مسيحية لتدعيم ثقافتهم العامة من خلال قصص دينية لطيفة، مشيرة إلى توصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالأيتام في العديد من المواقف.
واستنكرت دكتورة أمنه من يتساءلون عن حقيقة هؤلاء الأيتام وعن كونهم لقطاء أم لا.. وقالت "هذا المجهول النسب وغيره ممن فقد والديه سواء في حادث أو غيره يتساوون في النتيجة وهى أنهم وحيدون بدون أهل.. لماذا أحاسب الطفل وأجنى عليه .. قال الله تعالى ".. لا تزر وازرة وزر أخرى"، و أضافت " هذا الطفل هو مجرد إنسان من أى مصدر كان وله الحق مقابل إنسانيته التى نشترك فيها معه ".
ودعت دكتورة أمنه نصير سيدات المجتمع المدنى إلى زيارة الأيتام بشكل دورى وإعطائهم دورات تأهيلية وبشكل فيه رقى؛ لأنهم ضحايا وفي حاجة الى المساعدة.
وأيدها الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق والذي يرى ضرورة رفع شأن هؤلاء الأيتام، مشيرا إلى أنهم يعتبرون تحت مسئولية المجتمع كله الذي يجب أن يعاملهم برفق خاصة أنه لا ذنب لهم فيما هم فيه، كما دعا إلى اختيار الإدارات المناسبة للإشراف عليهم والتى تشتمل على العطف والحزم في ذات الوقت وحسن المعاملة .
و أخيرا... بعد ثورة 25 يناير بدأ الجميع يبوح بما في صدره؛ حيث بدأوا يتذمرون من الظلم وينادون برفع الظلم عنهم..
ما ذنب هؤلاء الأطفال في تحمل كل تلك المآسى منذ صغرهم..؟ لماذا لا يتم رفع الظلم عنهم والاهتمام بهم وتدعيمهم.. فلربما يكون منهم الموهوبون والأذكياء الذين يسهمون في بناء مجتمعهم .*
*
ومن هؤلاء فئة أيتام مصر أو أيتام دور الإيواء الذين يعانون من معاملة سيئة من العديد من فئات المجتمع سواء من يتعمد إهانتهم أو من يعاملهم بنوع من الشفقه كأنهم ليسوا أناسا طبيعيين.
وتحول يوم اليتيم الذى كان من المفترض أن يكون الهدف منه إسعاد الأيتام إلى يوم حزين يصفه البعض منهم ب"الأسود" لما ينتابهم فيه من شعور بالنقص والشفقة.
عدد من فتيات جمعية الخدمات المتكاملة بالعجوزة فتحن قلوبهن لأخبار مصر وتحدثن عن معاناتهن التى لا تنتهى أبدا..
مها عباس - طالبة في الصف الأول الثانوى- عبرت عن رغبتها فى التحدث مع طبيب نفسانى لتخبره عن مشاعرها وخباياها الداخلية، وقالت " أريد أن أتحدث مع شخص لا أعرفه ولا يعرفنى أفضى له بهمومى.. "
مشيرة إلى أن غالبية أصدقائها لا يعلمون أنها تعيش في دار إيواء حتى تتجنب تجريحهم لها ، خاصة وأن مدير الجمعية دوما يقول لهن " لقد جئنا بكم من صفيحة الزبالة..!".
وأضافت " أريد أن أرحل من هنا وأجد حياة أسرية طبيعية مثلى مثل غيرى، أريد من يحتوينى ولا يشعرنى بأننى يتيمة..".*
مشاكل نفسية
فيما قالت سامية مؤمن - طالبه جامعية- إن أكثر ما يؤلمها هو تعامل البعض معهم على أنهم " أبناء للخطيئة"، وقالت " حتى وإن كان ذلك ما حدث فما ذنبى أنا..؟ لماذا أدفع ثمن شىء لم أقترفه..؟".
وأضافت " مشكلتى هى وجودى هنا... الناس لا تتعامل معى على أننى متعلمة أو جميلة أو ذكية.. الناس تتعامل معى على أننى لقيطة لا أهل ولا سند لى في الحياة..".
وأوضحت أنها كرهت لقب يتيمة وتعتبر يوم اليتيم هو اليوم الأسود الذى حينما يأتى تفر هى وجميع الفتيات من الدار ويذهبن لأى مكان آخر ليحمين أنفسهن من نظرات العطف والشفقة..!
من جانبها قالت إحدى المشرفات بالجمعية إن الفتيات يعانين من مشاكل نفسية عديدة، مشيرة الى تقديمها لعدة طلبات من قبل كى يتم إحضار طبيب نفسانى وإخصائى اجتماعى للتحدث معهن واحتوائهن ولكن الإدارة لم تستجب بل واستمرت في إساءة معاملة الفتيات وتحقيرهن وإهمالهن..!
في حين ترى دكتورة نيفين جمعة - أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية - أن هؤلاء الأيتام في حاجة الى إعادة تأهيل والى تعلم كيفية الاعتماد على الذات ومعرفة قدراتهم وتطويرها، مشيرة إلى أن غالبية الأيتام فى دور الرعاية يعانون من أزمات نفسية بسبب انعدام الضمير لدى المشرفين والمسئولين..
وأضافت أن ثقافة المجتمع لها دخل كبير في هذه المشكلة، داعيه إلى تغيير أفكار المجتمع تجاه هؤلاء الأيتام.*
مدارس داخلية خاصة
كما دعت أستاذة علم الاجتماع إلى عمل مدارس داخلية خاصة بهؤلاء الأيتام، ويتم توزيعهم فيها بشكل سليم وبفئات عمرية متجانسة ويتم اختيار كفاءات مهنية عالية لمتابعتهم وتعليمهم.
وبالنسبة ليوم اليتيم قالت د.نيفين إنه يعد نوعا من أنواع "الاسترزاق" من قبل تلك المؤسسات على حساب اليتيم، مشيرة إلى أنه من الممكن تغيير ذلك الاسم وتحويله إلى يوم " الطفولة" ويكون عيدا لكل أبناء مصر.
ووافقها في الرأى دكتور عادل المدنى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر والذي يرى ضرورة تغيير مسمى ذلك اليوم وقال" لابد من تغيير ذلك الاسم لأنه في ذلك اليوم يشعر الأيتام بمشاعر سيئة للغاية ومن الممكن تسميته بيوم الطفل حتى نرفع عنهم الحرج "، مشيرا إلى أن تلك التسمية جاءت من الدول الأجنبية.
وأوضح أن الأيتام فى الخارج يختلفون كثيرا عن الأيتام فى بلادنا حيث يعرفون من صغرهم أنهم متبنون ويعيشون مع أسر ترعاهم ويتم التعامل معهم بصورة طبيعية.
وانتقد د.المدنى المجتمع الذي يعاقب هؤلاء الأطفال ويعاملهم بقسوة ، خاصة أنهم لا ذنب لهم سواء كانوا أيتاما حقيقيين أو لقطاء.
وقال " المجتمع الذي ينبذ الطفل ويعامله بتلك الطريقة يعلم ذلك الطفل كره المجتمع وتصبح ميوله عنيفة تجاه مجتمعه مما يتسبب في مشاكل عديدة للجميع".*
حصانه لليتيم
من جانبها قالت دكتورة أمنه نصير أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر إن الاحتفال بذلك اليوم يسبب الألم و"يقلب المواجع" على هؤلاء الأيتام.
ودعت المجتمع إلى التعامل بشكل طبيعى مع هؤلاء الأطفال وعدم إغداق العواطف عليهم بصورة تشعرهم بأنهم حالة خاصة، كما دعت المؤسسات إلى توفير الحياة الكريمة لهم بمساعدة المتبرعين .
وطالبت أستاذ العقيدة الدولة بأن توفر لهؤلاء الأيتام "الحصانة" الإنسانية والقانونية والأخلاقية لحماية إنسانيتهم، وإعطاؤهم جرعات دينية سواء إسلامية أو مسيحية لتدعيم ثقافتهم العامة من خلال قصص دينية لطيفة، مشيرة إلى توصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالأيتام في العديد من المواقف.
واستنكرت دكتورة أمنه من يتساءلون عن حقيقة هؤلاء الأيتام وعن كونهم لقطاء أم لا.. وقالت "هذا المجهول النسب وغيره ممن فقد والديه سواء في حادث أو غيره يتساوون في النتيجة وهى أنهم وحيدون بدون أهل.. لماذا أحاسب الطفل وأجنى عليه .. قال الله تعالى ".. لا تزر وازرة وزر أخرى"، و أضافت " هذا الطفل هو مجرد إنسان من أى مصدر كان وله الحق مقابل إنسانيته التى نشترك فيها معه ".
ودعت دكتورة أمنه نصير سيدات المجتمع المدنى إلى زيارة الأيتام بشكل دورى وإعطائهم دورات تأهيلية وبشكل فيه رقى؛ لأنهم ضحايا وفي حاجة الى المساعدة.
وأيدها الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق والذي يرى ضرورة رفع شأن هؤلاء الأيتام، مشيرا إلى أنهم يعتبرون تحت مسئولية المجتمع كله الذي يجب أن يعاملهم برفق خاصة أنه لا ذنب لهم فيما هم فيه، كما دعا إلى اختيار الإدارات المناسبة للإشراف عليهم والتى تشتمل على العطف والحزم في ذات الوقت وحسن المعاملة .
و أخيرا... بعد ثورة 25 يناير بدأ الجميع يبوح بما في صدره؛ حيث بدأوا يتذمرون من الظلم وينادون برفع الظلم عنهم..
ما ذنب هؤلاء الأطفال في تحمل كل تلك المآسى منذ صغرهم..؟ لماذا لا يتم رفع الظلم عنهم والاهتمام بهم وتدعيمهم.. فلربما يكون منهم الموهوبون والأذكياء الذين يسهمون في بناء مجتمعهم .*
*
المصدر : الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق