فى الصورة رئيسة الأرجنتين ترحب بالوزير رشيد محمد رشيد خلال المؤتمر
يمكن بسهولة أن نطلق علي يوم أمس في قمة التجمع الاقتصادي اللاتيني الميركسور رابع أكبر تجمع اقتصادي في العالم, بأنه يوم مصر.
فمنذ أن وطأت أقدام المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة أرض مطار سان خوان البسيط جدا ظهر يوم الاثنين الماضي وكل شيء ينبئ بأن اللاتين يضعون مصر في مكانة رفيعة للغاية, فهي ضيف شرف القمة, ووزير الخارجية الأرجنتيني في اجتماع والمجلس الوزاري يقول: إن أهم أحداث هذه, القمة هو توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع مصر, لتكون أول دولة عربية وإفريقية شريكا استراتيجيا لنا, وقد عملنا دراسات كثيرة خلال المفاوضات معها, وكل المؤشرات تدل علي أنها ستكون قوة بازغة في المستقبل. ليس هذا فحسب, إذ منحوا المهندس رشيد الكلمة أمام المجلس الوزاري قبل الأرجنتين التي تولت رئاسة الدورة. شرح رشيد ما تريده مصر من الميركسور وما تنتظره من تعاون مشترك لمصلحة الطرفين, وبعدها أفاض وزراء المجموعة في التعبير عن مشاعرهم بوجود مصر في التجمع, فتغلب دفء التقدير العاطفي الحار علي برودة المصالح المحسوبة بدقة!
وفي نهاية الجلسة وقع الطرفان الاتفاقية, ودخلوا في سلسلة من العناق الحار ولم يكتفوا بمصافحة الأيدي حسب البروتوكول في مثل هذه المناسبات.وفي المساء تكرر نفس الدفء في حفل العشاء الذي إقامته السيدة كريستينا كريشنار رئيسة الأرجنتين للوفود المشاركة علي شرف الرؤساء, واستقبلت مصر ممثلة في شخص رشيد قبل رؤساء الدول ضيوف الشرف, وفسرت ما فعلته بأنه رسالة لشعوبنا وحكوماتنا بأن مصر أصبحت شريكا استراتيجيا لأمريكا اللاتينية. وفي اليوم التالي وقبل انعقاد القمة التقي المهندس رشيد مع السيد خوسيه موخيكا رئيس أورجواي, الذي تسلم رسالة خطية من الرئيس حسني مبارك وقبل أن يفتحها, قال ببساطة وصدق: أريد أن أزور مصر سواء دعاني الرئيس مبارك في رسالته أم لا. وهذا العبارة قالتها أيضا رئيسة الأرجنتين ببساطة وأضافت لها: كم أود ذلك قبل نهاية هذا العام, لأنني لم أر بلادكم الجميلة بدرجة كافية في زيارتي الأولي السنة الماضية. وعموما البساطة هي السمة الغالبة علي إجراءات البروتوكول اللاتيني, حتي مع الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا, الذي يعد واحدا من أكثر الرؤساء شعبية في قارة أمريكا الجنوبية, وقد انتظرت الجماهير كلمته سواء في بلاده أو في الدول الأربع أعضاء الميركسور, فقد قال للمهندس رشيد: أمامي في الحكم خمسة أشهر فقط قبل أن أمشي,وأريد أن المس تنفيذا للاتفاقية علي أرض الواقع.لكن أكثر المواقف, اثارة في القمة حدثت في الجلسة الافتتاحية, فالأرجنتين رئيس القمة, ورحبت بالناس كلها وانشغلت بمصر إلي درجة أنها نسيت أن ترحب بزوجها الذي كان رئيسا للأرجنتين قبلها ويشغل منصبا استشاريا الآن ووزيرين آخرين, ثم أدركت ما صنعت وحاولت إصلاحه وقالت: اعتذر.. لقد أخطأت في البروتوكول ونسيت( ناس) من المستحيل أن انساهم ونادت علي زوجها بسم الرئيس نيستور كرشينار, وخرجت منها ضحكة عفوية, فضجت القاعة بالضحك.وصارت مصر شريكا رسميا في تجمع الميركسور وهو300 مليون مستهلك و4,1 تريليون دولار ناتج محلي ومعدل نمو7.1% تقريبا في السنة.
الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق