قالت الجماعة الإسلامية إنه ليس معنى تعرض الحركة الإسلامية ممثلة فى جماعة الإخوان للظلم والتعذيب على يد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن يتم تصويره على أنه شيطان رجيم بلا حسنات، وإغفال الإنجازات التى أنجزها، مشيرين فى الوقت ذاته إلى أنه لا يصح أن يرفعه البعض إلى مرتبة الأنبياء.وطالبت الجماعة فى مقال للدكتور ناجح إبراهيم الرجل الثانى فى الجماعة، منشور على الموقع الرسمى للجماعة، بها بضرورة النظر والتفكير من جديد فى أمر الرئيس عبدالناصر ودراسة تاريخه مع الإخوان دراسة عميقة بعيدا عن نظرية المؤامرة التى شاعت فى الحركة الإسلامية طويلا، وأكد ناجح أن حادثة المنشية كانت محاولة حقيقية بالفعل لقتل عبدالناصر وأن بعض أفراد النظام الخاص وهو الجناح العسكرى للإخوان قام بذلك فعلا، ولكنهم لم يستأذنوا فى ذلك المرشد المستشار حسن الهضيبى الذى كان يكره العنف وكان على خلاف مستحكم مع أجنحة كثيرة فى النظام الخاص، موضحا أن كل ما يقال عن أنها تمثيلية يعد انطلاقا من نظرية المؤامرة.وأضاف ناجح: «أننا قابلنا فى السجون والمعتقلات عددا كبيرا من صناع الأحداث فى مصر من الإسلاميين وغيرهم الذين عاشوا فترة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات واستمعنا منهم مباشرة ودون وسطاء عن حقيقة الأحداث والشخصيات وتفاعلها مع بعضها».كما أكد ناجح أن تنظيم سيد قطب للإطاحة بنظام عبدالناصر هو تنظيم مسلح حقيقى وقد أقر بذلك قطب وتلاميذه فى أكثر من مناسبة ولكن التنظيم ضبط فى أولى مراحل تكوينه وتسليحه، مشددا على أن هذه هى الحقيقة بصرف النظر عن تقديرهم لقطب، موضحا فى الوقت ذاته أن المشير عامر والمباحث الجنائية ضخموا من خطره ليوهموا عبدالناصر أنهم حماته الحقيقيون وليكتسبوا مزيدا من ثقته فلم يكن هذا التنظيم بهذه الخطورة ولا يستحق كل ما حدث. وشدد إبراهيم على أن الحركات الإسلامية وكذلك الدول الإسلامية تختلف عن الإسلام نفسه، فالإسلام معصوم ولكنها غير معصومة مشيرا إلى أن الحركات والدول الإسلامية قد تخطأ فى العمل بالمرجعية الإسلامية لهوى شخص أو طلب دنيا أو السعى وراء الجاه والسلطة.وأكد إبراهيم أن أصل الخلاف بين الإخوان وعبدالناصر هو اعتقاد كل منهما أنه الأجدر والأحق بالسلطة والحكم فى مصر، «فعبدالناصر ومن معه كانوا يرون أنهم الأجدر بالسلطة والحكم باعتبار أن الثورة ثورتهم وأنهم الذين غامروا بحياتهم وأن الإنجليز لن يسمحوا للإخوان بحكم مصر، أما الإخوان فكانوا يرون أنهم أصحاب فكرة الثورة من الأصل وأن عبدالناصر وعامر وغيرهما كانوا من الإخوان المسلمين الذين بايعوا على المصحف والسيف وأن هؤلاء الضباط صغار لا يصلحون للحكم»، مؤكدا أنه «لم يكن الخلاف أساسا على الدين أو الإسلام أو حرية الدعوة لكن فى ظن كل فريق منهما أنه الأجدر بالحكم».
الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق