الجمعة، 9 يوليو 2010

الماتادور ينازع الطاحونة على التتويج بأول لقب فى تاريخ المونديال


أسبانيا وهولندا على أعتاب تاريخ جديد
بعد الفوز الثمين 1-صفر الذي حققه الفريق على المنتخب الألماني في الدور قبل النهائي وتأهله إلى المباراة النهائية لبطولة كأس العالم للمرة الأولى , أدار المنتخب الأسباني لكرة القدم بصره وتفكيره إلى المنتخب الهولندي الذي يلتقيه الأحد في المباراة النهائية لمونديال 2010 المقام حاليا بجنوب أفريقيا.
وبفوز المنتخب الأسباني وتأهله إلى النهائي أمام هولندا الأحد على استاد "سوكر سيتي" في جوهانسبرج تأكد تتويج بطل جديد لكأس العالم حيث لم يسبق لأي من المنتخبين الأسباني أو الهولندي الفوز بلقب البطولة، وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها فريقان للنهائي لم يسبق لهما الفوز باللقب منذ أن تأهل المنتخبان الأرجنتيني والهولندي لنهائي مونديال 1978 بالأرجنتين.
وسيكون النهائي أوروبيا خالصا للبطولة الثانية على التوالي حيث جمع نهائي مونديال 2006 بألمانيا بين منتخبي إيطاليا وفرنسا وبغض النظر عن هوية الفريق الفائز , ستكون المرة الأولى التي يتوج فيها منتخب أوروبي بلقب بطولة كأس العالم خارج القارة الأوروبية وسيكون النهائي هو الوحيد على مدار تاريخ بطولات كأس العالم الذي يخلو من أي من منتخبات البرازيل والأرجنتين وإيطاليا وألمانيا.
وأنقذ فوز الماتادور الأسباني نهائي المونديال من روح الثأر التي كان من المتوقع أن تشهدها المباراة في حالة تأهل المنتخبين الألماني والهولندي حيث سبق لهما أن التقيا في نهائي مونديال 1974 وفاز فيه منتخب ألمانيا (الغربية)، ولم يسبق للمنتخبين الأسباني والهولندي أن التقيا سويا في أي من البطولات الكبيرة ولكن المباراة بينهما في جوهانسبرج يمكن اعتبارها مواجهة بين عقول متماثلة أو متشابهة.
ومنذ بداية أسلوب "الكرة الشاملة" في كرة القدم الهولندية بقيادة النجم السابق يوهان كرويف في لسبعينيات من القرن الماضي وانتقال هذا الأسلوب لجيل ماركو فان باستن ورود خوليت في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات , اشتهرت الكرة الهولندية بالنزعة الهجومية ، ويبدو المنتخب الحالي بقيادة المدير الفني بيرت فان مارفيك أقل توهجا من نظيريه في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ولكن لاعبي الفريق الحالي مثل آريين روبن وويسلي شنايدر يمكنهما مضاهاة عباقرة خط الوسط الأسباني مثل أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز في المهارات والإمكانيات.
وصنع هدف الفوز /1صفر , الذي سجله كارلس بيول للمنتخب الأسباني في الدقيقة 73 بمرمى ألمانيا بالدور قبل النهائي , الفارق بين الفريقين الأسباني والألماني بعدما سيطر المنتخب الأسباني على المباراة فكان الأكثر استحواذا على الكرة كما سدد 13 كرة في اتجاه المرمى مقابل خمس فقط لألمانيا.
وربما قدم المنتخب الأسباني في هذه المباراة أفضل أداء لديه في هذه البطولة ونال بهذا الفوز دفعة معنوية هائلة وثقة كبيرة قبل مواجهة الطاحونة الهولندية التي حققت الفوز في آخر 14 مباراة خاضتها وذلك منذ أيلول/سبتمبر 2008 ، وفشل المنتخب الألماني في تحقيق هدفه الذي سعى إليه وهو بلوغ المباراة النهائية للمرة الثامنة في تاريخ مشاركاته بالمونديال ليفقد فرصة مواجهة منافسه التقليدي القديم وهو المنتخب الهولندي الذي سقط في فخ الهزيمة 2/1 أمام ألمانيا في نهائي مونديال 1974 بألمانيا الغربية.
وتزامنت مباراة المنتخبين الأسباني والألماني في الدور قبل النهائي للمونديال الحالي مع الذكرى السادسة والثلاثين لمباراة المنتخبين الألماني والهولندي في نهائي مونديال 1974 ولكن مباراة أسبانيا وألمانيا في ديربان لم تشهد أي ظلال للنجمين الألمانيين الأسطوريين فرانز بيكنباور وجيرد مولر اللذين قادا ألمانيا للفوز الرائع في نهائي مونديال 1974 .
ويمكن عقد مقارنات كبيرة بين المنتخب الألماني الحالي ونظيره الذي خسر بقيادة مديره الفني يورجن كلينسمان أمام المنتخب الإيطالي في الوقت الإضافي بمباراة الفريقين في الدور قبل النهائي أيضا لمونديال 2006 بألمانيا وأكمل المنتخب الإيطالي مسيرته بعدها ليفوز بلقب البطولة ، وضم المنتخب الالماني الذي خسر قبل أربع سنوات أمام إيطاليا ستة من اللاعبين الذين شاركوا في التشكيل الأساسي أمام المنتخب الأسباني الأول كما كان يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني حاليا مدربا مساعدا لكلينسمان في مونديال 2006 ، ويخوض المنتخب الألماني في البطولة الحالية أيضا مباراة "الترضية" على المركز الثالث في المونديال وذلك السبت أمام أوروجواي بعدما خاض نفس المباراة قبل أربع سنوات وفاز فيها على المنتخب البرتغالي.
وظهر المنتخب الألماني الشاب في هذه المباراة دون المستوى على الرغم من بلوغه المربع الذهبي على حساب المنتخبين الإنجليزي والأرجنتيني وأظهر المنتخب الهولندي الأكثر خبرة في مباراتيه أمام البرازيل بدور الثمانية وأمام أوروجواي في الدور قبل النهائي أن لديه الإصرار والهدوء الذهني الذي يستطيع من خلاله تشكيل خطورة فائقة على المنتخب الأسباني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق