بعد أن رسم ملامح خريطته السينمائية.. ينطلق عمرو سعد بأحلامه إلى الدراما التليفزيونية بشروطه الخاصة، وذلك من خلال مسلسل «مملكة الجنوب» الذى يرتدى فيه عباءة الصعيدى.. ويقول عمرو إنه بعد نجاحه فى السينما عرض عليه عدة سيناريوهات لأعمال تليفزيونية اعتذر عنها كلها لانشغاله بأعمال أخرى، لكنه فى هذا العام تذكر أن عمالقة الفن كانوا يقدمون ثلاثة أفلام ومسلسل فى العام الواحد، فلماذا ــ كما يقول يضيقها على نفسه؟! وعندما قرأ عمرو سيناريو «مملكة الجنوب» تأليف سلامة حمودة أعجبه بشدة ومع ذلك فقد استغرق وقتا طويلا قبل قرار الموافقة الذى صاحبه مجموعة من الطلبات التى أصر عليها ولم تتردد الشركة المنتجة فى تنفيذها. < سألته: وماذا كانت هذه الشروط؟ ــ أولها أن يتم تصوير المسلسل بطريقة سينمائية، ليس بالكاميرات التقليدية وهى red أو hd، بل طلبت التصوير بكاميرا d21 وسيكون «مملكة الجنوب» ثانى تجربة فى مصر تصور بهذه الكاميرا بعد تجربة طارق العريان فى فيلم «أسوار القمر» الذى أشارك فى بطولته، ورغم أن هذه الكاميرا تأخذ وقتا فى التصوير إلا أن المراحل النهائية تكون سهلة لأنها تحتوى على ذاكرة داخلية تسجل مباشرة। وبخلاف ذلك طلبت توفير بعض العناصر الإنتاجية مثل طائرات هليكوبتر لتصوير الحرائق والمعارك من أعلى، وهذا سيكلف المنتج أكثر لكنه سيكون مقنع جدا بالنسبة للمشاهد. < لكن هذه الطلبات سينمائية أكثر منها تليفزيونية؟ ــ الإنتاج التليفزيونى يحتاج لدفعة كبيرة، وعليه أن يواكب التطوير لأن الجمهور المصرى أصبح مطلعا على السينما العالمية التى تتطور بشكل مذهل، وأصبحت تنتج أفلام 3d، فالجمهور تعود على مشاهدة صورة مبهرة، لذلك لن يصدق بعد ذلك إلا الأعمال التى تحترم عقليته. < ولماذا لم تنتظر المخرج ليطلب ما يريد بنفسه؟ ــ حتى الآن لم يتم تحديد مخرج للمسلسل، وأدعى أن ما طلبته سيرحب به أى مخرج، ولا تأخذوا ما قلت على أننى أتدخل فى عمل المخرج، بالعكس هذه كانت أحلام ليخرج العمل بصورة جيدة، وطلبتها طالما اسمى وضع على خريطة التسويق، كما أن شركة الإنتاج لم تعترض عليها. < تردد اسم اللبنانى سعيد الماروق لإخراج المسلسل رغم أن أحداثه تدور فى الصعيد؟ ــ بالفعل سعيد الماروق مرشح لإخراج المسلسل لكنه حتى الآن لم يبد موافقته النهائية، وأرى أنه لا يفرق كثيرا أن يكون المخرج لبنانيا أو مصريا لأنه فى النهاية سيعتمد على السيناريو الموجود أمامه وليس لمعايشته الحدث. < وماذا يطرح المسلسل؟ ــ هو مسلسل يرصد مجموعة من الصراعات تبدأ من الحلقات الأولى، بين عائلات داخل الصعيد تعمل بطرق غير مشروعة فى تجارة «الآثار والمخدرات»، والبطل يرث هذه الصراعات، ومع رحلة الصعود التى يحققها، يقرر أن يتغير ويسلك طريق أخر خاصة بعد أن يعشق فتاة ويعيش معها قصة حب مليئة بالرومانسية. وأحداث المسلسل تقترب إلى الأسطورة، فلا نقدم شخصيات واقعية، ولا أدعى أن المسلسل يعبر عن حال الصعيد الآن وأننا نناقش مشكلاته وهمومه، فالمسلسل يحكى قصة بطل يسعى لأن يتحرر من قيوده الداخلية من خلال الحب. وحتى الآن لم يتم تحديد فريق العمل، رغم أن المنتج يريد أن يبدأ التصوير فى فبراير المقبل. بمناطق نائية فى محافظتى قنا وسوهاج، بالإضافة إلى بعض المشاهد فى القاهرة، وسنقوم بعمل ديكورات المسلسل فى أماكنها الحقيقية وستكون الميزانية مفتوحة. < فى رمضان القادم أكثر من مسلسل يتناول الحياة فى الصعيد فهل أصبحت موضة؟ ــ دائما الناس تلجأ لحكايات الصعيد لكونها تشكل أرضا خصبة لها جذور، وهذا يجعل لها سحرها الخاص فى الدراما، كما أن لهجتها لها متعة عند سماعها. وعموما حكايات الصعيد يكون بها نوع من الأسطورة وحكاياتها مسلية جدا عند عرضها، وأرى أن الفيصل فى النهاية يكون فى طريقة سرد القصة، التى تكون أيضا الفيصل فى نجاح المسلسل من عدمه. ولا يجوز أن نحكم على هذه المسلسلات بأنها أصبحت ظاهره، لأن الإنتاج الدرامى يتخطى حاجز الـ 60 مسلسلا منها الاجتماعى والسياسى والتاريخى والصعيدى، فوارد جدا أن يكون هناك أكثر من مسلسل فى منطقة واحدة. وأنا أقدم شخصية الصعيدى بالصدفة، ولم أخطط لذلك، وكنت مؤمنا بأنى عندما أقدم مسلسل سيكون «عمولة» أشتغل عليه مع المؤلف بمعنى أوضح أن يكون مسلسل تفصيل. لأن المسلسلات الجاهزة سهل أن تجد فيها نصا جيدا لكن صعب أن تجد نصا جاهزا مناسبا لك. < هل تشعر أنك فى منافسة مع نجوم كبار مثل يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى؟ ــ لا أؤمن بما يسمى المنافسة، وأراه مصطلحا مغلوطا، لأن المشاهد يحب ويشاهد أكثر من نجم فى وقت واحد، وأعرف أن هناك نجوما لرمضان وأنا عليهم ضيف، ومقتنع أيضا بأن الناس إما ستحبنى وتتقبلنى، أو ستخرجنى من الحسابات، والمشاهد فى النهاية يبحث عن المسلسل الجيد فى أى وقت وعلى أى قناة. كما أننى لا أخاف॥ لأنى واثق فى مجهودى، ومطمئن للحدوتة التى أقدمها. وفى النهاية يجب أن يفهم الجميع أن التليفزيون لعبة ممثل، والنجوم لا ينجحون فقط بسبب أنهم فقط نجوما، ولكن لأنهم يجتهدون، وأكبر نجم سيفشل إذا لم يحترم المشاهد. < صرحت من قبل أن التليفزيون خارج حساباتك فلماذا تراجعت؟ ــ لم أقل هذا الكلام، لأنى ضد فكرة أن التليفزيون يحرق الممثل، ولكنى لا أنكر أن السينما هى التى تصنع تاريخا للمثل لأنها تضعه فى أبهى صورة. لكنى مقتنع أن الممثل هو الذى يعطى قيمة للمكان الذى يذهب إليه، وليس العكس، فالإنسان هو القيمة الحقيقية.
الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق